8 أسباب لحب رسول الله للسيدة خديجة

8 أسباب لحب رسول الله للسيدة خديجة

(إنِّي قدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا) .. هكذا وصف النبي صلى الله عليه و سلم علاقته الطيبة بزوجته خديجة بنت خويلد ..
لقد تزوج النبي – صلى الله عليه وسلم – السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وهو في الخامسة والعشرين من العمر، بينما كانت هي في الأربعين، اي بفارف خمسة و عشرين عام ولم يكن تزوج امرأة قبلها، وكان زواجه منها ميموناً، فكانت نِعمَ الأمِّ لأبنائهما ، كانت ذات نسبٍ وشرفٍ ومال، وكانت امرأةً تاجرةً ماهرة وقد سمعت عن رسول الله كرم أخلاقه وصدق حديثه وأمانته فعرضت عليه أن يخرج في مالها تاجراً إلى الشَّام على أن تعطيه ضعف ما تعطي غيره من التُّجار ، فقبل – صلَّى الله عليه وسلَّم و بعد تحقيقه لربح وفير سرّت خديجة لذلك فقالت له: “إني قد رغبت فيك لقرابتك مني، وشرفك في قومك، وأمانتك عندهم، وحسن خلقك ، وصدق حديثك”، ثم عرضت عليه نفسها، فلما قبل -صلَّى الله عليه وسلَّم- كلَّم أعمامه أبا طالبٍ وحمزة والعبَّاس فذهبوا إلى عمِّ خديجة فخطبوها إليه فتزوجها النبي صلى الله عليه و سلم .

أسباب حب الرسول صلى الله عليه و سلم للسيدة خديجة
-كانت اول من امن بالرسول من النساء و نصرته وصدق محمدا صلى الله عليه وسلم فيما جاء به عن ربه، وآزره على أمره، فكان لا يسمع من المشركين شيئا يكرهه من رد عليه وتكذيب له إلا فرج الله عنه بها، تثبته، وتصدقه، وتخفف عنه، وتهون عليه ما يلقى من قومه ..فلمّا جاءها يرتجفُ خوفاً طمأنته قائلةً له: (كَلّا واللَّهِ ما يُخْزِيكَ اللَّهُ أبَدًا، إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوائِبِ الحَقِّ) .

-كانت السيدة خديجة رضي لله تعالى عنها تحب رسول الله وتثق في أمانتها وقفت معه بمالها ومشاعرها إلى أن ماتت رضي الله عنها في العام العاشر للبعثة النبوية فكان النبي لها التاجر الأمين الصدوق و كانت زوجته خديجة مؤتمنة له و تصدقه مها كثر مكذبيه .

-السيدة خديجة -رضي الله عنها-خير نساء الجنة ، وقد قرن الله بينها وبين مريم بنت عمران في الخيريَّة ، قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (خَيرُ نِسائِها مَريمُ بِنتُ عِمرانَ ، و خيرُ نِسائِها خَديجةُ بِنتُ خُوَيْلِدٍ)،[١٢] كما أنها واحدةٌ من النساء الأربع (مريم بنت عمران، وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد) اللواتي بوَّأهُنَّ الله بأرفع المنازل و نالت البِشارة من الله -تعالى- بأنّ لها بيتاً في الجنّة، فقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- فقال: (أَتَى جِبْرِيلُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ: هذِه خَدِيجَةُ قدْ أتَتْ معهَا إنَاءٌ فيه إدَامٌ، أوْ طَعَامٌ أوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هي أتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَامَ مِن رَبِّهَا ومِنِّي وبَشِّرْهَا ببَيْتٍ في الجَنَّةِ مِن قَصَبٍ لا صَخَبَ فِيهِ، ولَا نَصَبَ) .

-كانت تتّصف بالصَّبر والوفاء لزوجها -عليه الصلاة والسّلام-؛ اللذَّيْن تجلَّيا حينما انقطع الوحي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فترةً طويلةً، ثمَّ نزل قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ* قُمْ فَأَنذِرْ* وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ* وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ* وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ)،[٢٠] كما تعرَّض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الكثير من أنواع العذاب من قومه، وكان يعود لخديجة -رضي الله عنها- في بيته، فتزيح آلامه وهموم قلبه، كما أنها هي التي قوَّت عزيمته ، وكانت البلسم الشافي لآلامه وأحزانه وقد عُرِفَت هكذا طيلة فترة الدَّعوة، حتى حوصر المسلمون في شعب أبي طالب ثلاث سنواتٍ، وبقيت صابرةً تحاول جهدها أن تقدّم المساعدة من خلال ما تبرَّعت به من أموالها، وما قامت به من الاتّصال بأقاربها؛ لمحاولة تأمين الطعام للمسلمين المحاصَرين .

– طاعتها لزوجها ، وعدم خروجها عن إرادته أو معاندته، فهي -رضي الله عنها- طيلة حياتها لم تحزنه أو تحوجه لمعاتبتها أو مقاطعتها .

– العفة والطهارة هاتان الصِّفتان أول ما يبرز من ملامح شخصية خديجة -رضي الله عنها؛ فقد كانت تُلَقَّب في الجاهليَّة بـ “الطَّاهرة” في ظل مجتمعٍ مليءٍ بالفواحش والبغي، وهذا يدل على أنها بلغت مبلغاً من العفَّة والطَّهارة حتى لُقِّبت بهذا اللَّقب تماماً كما كان لقب رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- “الصَّادق الأمين” في ذات البيئة التي قلَّما تجد فيها رجلاً متحلياً بمثل هذه الصفات.

-عُرف عنها أنها حازمةٌ عاقلة، وتمثل ذلك في مواقف تجلَّت فيها عقلانيَّتها وذكاؤها؛ كسياستها في تسيير أمور تجارتها، واختيار زواجها من النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- وطريقة عرض نفسها عليه بصورة تحفظها وتُعلي شأنها، بالإضافة إلى كيفيَّة استقبالها أمر الوحي وتقبُّله كحدثٍ غير عادي بعيدٍ عن الأوهام، وبلاغة كلماتها في تثبيت رسول الله والتخفيف من خشيته .

-إكثار النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- من ذكرها ومبالغته في تعظيمها والثناء عليها ومدحها أمام النَّاس؛ وذلك لشرفها وقدرها عند رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- حتى أنه كان يصل من يودُّها ويكرم صويحباتها، وإذا ذكرها رقَّ قلبه لها فاستغفر لها حتى يقطع عليه عارض  و لم يتزوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- طيلة حياتها بغيرها من النساء ، ولم تُشارِكها مع زوجها أي امرأة غيرها، وهذه الخصيصة كانت لها فقط من بين جميع زوجات رسول الله -صلى الله عليه وسلم فقد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على إخراج الصَّدقة لصاحباتها بعد وفاتها، فكان يذبح الشّاة ويقطّعها ثمَّ يقوم بتقسيمها وتوزيعها على صويحبات خديجة -رضي الله عنها- وكان يبعث بالشيء لصاحباتها ويقول: (اذهَبوا به إلى فلانةَ فإنَّها كانت صديقةَ خديجةَ) .

المصادر
عمرو خالد
موضوع
من السنة


شاركنا رأيك في 8 أسباب لحب رسول الله للسيدة خديجة

شاهد ايضا