“الدندون،التكركبة..”موجودين من زمان..واش تعرف عليهم؟

“الدندون،التكركبة..”موجودين من زمان..واش تعرف عليهم؟

يحرص سكان قصور ولاية أدرار على الحفاظ على العادات والتقاليد المتوارثة، التي تطبعها النفحات الإيمانية التي تزداد في هذا الشهر الفضيل، لاسيما المدارس القرآنية والزوايا، وكبار أهل القصر الذين يسهرون على تنظيم كل الأمور بأزقة القصور، ومن بين هذه العادات.. “المسحراتي” الذي يطلق البطالة ويوظّف نفسه طيلة شهر رمضان لإيقاظ الناس للسحور

حيث يأخذ أحد المتطوعين على عاتقه مهمة القيام بدور ‘’المسحراتي’’ المتمثل في تنبيه السكان بقرب وقت الإمساك، من خلال تجواله قبل الفجر بكل أحياء المدينة وقرعه على طبل كبير يعرف عند سكان المنطقة بـ’’تكركبة’’ أو “الدبيدبة”.. مرددا بعض المدائح الدينية التي تحث الصائمين على الاقتداء بسنة السحور،كما في كل قصور توات تربى السكان على ذالك الصوت الهادئ وهو يررد اللهم_صل وسلم على سيدنا محمد عليه السلام..وهو يتهادى بخطى ثابتة بين الأزقة والشوارع ويضرب على دندونه.. وكانت ألأمهات توقظ الجميع نوضو تسحرو راه جا الدندون فيستيقظ الجميع..وعند نهاية شهر رمضان، تقدم له الهدايا ومساعدات أخرى من عند أهل القصر.

تأخذ هذه العادة الشعبية المتوارثة عبر الأجيال تسميتها من ذلك الدف الكبير المعروف ب “تاكركبة” المغلف بجلد الماشية والذي يقوم المسحراتي بالضرب عليه بواسطة عصا خشبية، حيث تحدث صوتا ضخما يسمع من أماكن بعيدة في أرجاء القرية

ويروي احدهم عن ذكريات طفولته:لا زلت أسمع طنين دندنته في أذني إلى اليوم حينما كنا نسكن قصرنا القديم “أغرماقبور ” بتمنطيط ، كان يمر بالمنازل بيتا بيتا ، زقاقا زقاقا ، حيث يعبر ممرات وأزقة تمنطيط كلها لإيقاظ الناس للسحور بحثا عن الأجر في شهر تتضاعف فيه الحسنات.كنت أتعجب كيف له أن يجول كل هذه الأحياء والقصور ، ثم يصل إلى آخر قصر ويجد الناس الوقت لتناول وجبة السحور ومعها لمة العائلة التي كان يشارك فيها حتى الأطفال الذين لم يبلغو الحلم .ومن العبارات التي استخدمت في إيقاظ الناس هي الصلاة على النبي محمد وأخرى فيها مناداة الناس للسحور وأحيانا بأسمائهم كأن يقول : “السحور يا عباد الله السحور ” ،”اللهم صل وسلم على سيدنا محمد عليه السلام ” ، ويتخلل ذلك ضرب للدف (أقلال) أو الدبيدبة أو الدندون وهي آلات تستعمل في الفلكلور الشعبي التواتي خاصة المسمى قرقابو أو العبيد .

وليست هذه العادة حادثة فلقد كان بلال بن رباح، وهو أول مؤذّن في الإسلام ومعه ابن أم مكثوم ، يقومان بمهمّة إيقاظ الناس، الأول يؤذّن فيتناول الناس السحور، والثاني يمتنع بعد ذلك فيمتنع الناس عن تناول الطعام. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن بلالاً ينادي بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم “.

شاركنا رأيك في “الدندون،التكركبة..”موجودين من زمان..واش تعرف عليهم؟

شاهد ايضا