نهائي ألعاب البحر الأبيض المتوسط 1975..أول ميدالية ذهبية للجزائر في الرياضات الجماعية ضد فرنسا

استضافت العاصمة الجزائرية منافسات النسخة السابعة من دورة البحر المتوسط، والتي جرت فعاليتها خلال الفترة ما بين 23 يوليو وحتى 6 أغسطس من عام 1975.

عرفت دورة مباراة نهائي ألعاب البحر الأبيض المتوسط، لكرة القدم سنة 1975 مشاركة 15 دولة بكل الفروع الرياضية، وأوقعت القرعة المنتخب الجزائري في المجموعة الأولى رفقة فرنسا، ليبيا، مصر، تونس واليونان، واستطاع رفقاء القائد كدو الفوز على كامل هذه المنتخبات والبداية كانت على حساب المنتخب الفرنسي يوم 23 أوت 1975 بنتيجة هدفين لصفر حملا توقيع عمر بطروني، وعبد القادر ايغيلي، وفي المباراة الثانية سحق الخضر منتخب اليونان بخماسية نظيفة، قبل الفوز على مصر بهدف وحيد وقعه المرحوم عيسى دراوي، وفي اللقاء الرابع فاز المنتخب الجزائري على ليبيا 2-1 ، وبنفس النتيجة اختتم أشبال المدرب رشيد مخلوفي دور المجوعة الأولى على حساب الشقيقة تونس.

أحداث المباراة الشهيرة بين منتخبي الجزائر وفرنسا سنة 1975 جاءت في اختتام ألعاب البحر الأبيض المتوسط في طبعتها السابعة، والتي احتضنتها الجزائر بمشاركة 15 دولة، في الفترة الممتدة بين 23 أوت و6 سبتمبر 1975، وبحضور أكثر من 70 ألف متفرج بملعب 5 جويلية أحرز الخضر الميدالية الذهبية الأولى في تاريخ مشاركاتهم في الرياضات الجماعية، بعد فوزهم على المنتخب الفرنسي (3-2 بعد الوقت الإضافي) في نهائي عاشه الجزائريون على الأعصاب وكل جوارحهم
كان الفرنسيون السباقون لافتتاح باب التسجيل في هذه المباراة، وذلك عند الدقيقة 35، وهو ما صعب من مأمورية الخضر الذين لم يتمكنوا من معادلة النتيجة إلا في الدقيقة 71 عن طريق لاعب رائد القبة مختار كاوة، ولكن المنتخب الفرنسي عاد، وسجل الهدف الثاني 3 دقائق فقط بعدها، عن طريق ركلة جزاء أعلن عنها الحكم الاسباني.

الراحل بومدين يغادر المدرجات !

أمام هذا الوضع، فضل رئيس الجمهورية الراحل هواري بومدين مغادرة مدرجات الملعب، قبل نهاية اللقاء بـ 10 دقائق، ولوح الملعب يشير الى تقدم فرنسا 2-1، وذلك لعدم تحمله رؤية المنتخب الوطني يهزم أمام فرنسا الاستعمارية وسماعه نشيد فرنسا بملعب 5 جويلية 1962، الملعب الرمز لاستقلال الجزائر، بعد ثلاثة عشر عامًا.

بطروني يعدل النتيجة ومنڤلاتي يعلن الفرحة

وكالعادة كان لرجل الدقائق الأخيرة عمر بتروني كلام اخر في هذه المباراة، وتمكن من تسجيل هدف التعادل في الدقيقة 90، وهو الهدف الذي اربك به صفوف الفرنسيين وجعلهم يتلقون هدفا اخرا في الوقت الاضافي عن طريق المتألق منڤلاتي، هدف أعاد به البسمة للرئيس الراحل هواري بومدين وللجماهير الجزائرية الأبية، كيف لا وهي الجماهير التي عاشت أجواء من الفرحة والاحتفالات مشابهة الى حد ما، فرحة الاستقلال والانفصال عن فرنسا.

“وان، تو، ثري فيفا لالجيري ” تغرد لأول مرة

وفي هذه المباراة أطلقت عبارة الجماهيرية الرياضية الجزائرية الشهيرة “وان تو ثري.. فيفا لا لجيري”، أي “1..2..3 تحيا الجزائر”، والتي دوّت مدرجات ملعب 5 جويلية، وأصبحت منذ ذلك الحين معروفة لدى العام والخاص باسم المنتخب الوطني الجزائري.

أول ذهبية في الرياضات الجماعية

وتعد الميدالية الذهبية التي أحرزها رفقاء الهداف عيسى درواي، أول ميدالية ذهبية للجزائر في الرياضات الجماعية، كما أنه أول تتويج لكرة القدم الجزائرية منذ الاستقلال، ولذلك حمل هذا اللقب الكثير من المحاسن للجزائريين.

لا أحد صفر على النشيد الفرنسي

على الرغم من الماضي المؤلم والجروح القائمة، لم تصفر الجماهير الجزائرية على النشيد الفرنسي” La Marseillaise! “، ورغم أن الجزائريين لم يرغبوا في رؤية علم فرنسا يرفع على مسامعهم إلا أنهم أعطوا درسا مجانيا في الحضارة وحسن الجوار والضيافة،

بطروني : “وكأننا انتزعنا الاستقلال مرة أخرى!”

لاعب مولودية الجزائر السابق، عمر بطروني تحدث عن هذه المباراة وشبه فرحتهم بنيل لقب كأس البحر الأبيض المتوسط على حساب منتخب فرنسا بفرحة الاستقلال، حيث قال: ” عند إعلان الحكم عن صافرة النهاية ، بدا لنا الأمر كما لو كنا قد انتزعنا استقلالنا مرة أخرى، لقد عشنا فرحة لا توصف، لقد كان أسعدنا الشعب الجزائري”.

صفصفافي : “الجماهير بدأت تؤمن بنا بمرور المباريات”

عبد العزيز صفصافي لاعب وسط المنتخب الوطني، أكد أن الجماهير الرياضية الجزائرية بدأت تؤمن بقدرات المنتخب بمرور المباريات، حيث قال أنهم واجهوا منتخب فرنسا في اللقاء الأول بحضور عدد قليل من أنصار الخضر، لكن بتوالي انتصاراتهم واقتراب الخضر من تنشيط النهائي بدأت الجماهير تتوافد على ملعب 5 جويلية، وهو ما أعطاهم دافع معنوي أخر للتتويج بلقب الدورة واهداء الشعب الجزائري الذهب النفيس.

إيريك بيكوت: “رأيت جوًا مجنونًا وسرعان ما فهمنا أننا لن نفوز”

يقول اللاعب الفرنسي إيريك بيكوت مهاجم إف سي نانت السابق أنه أنه عاش أجواء استثنائية بملعب 5 جويلية، وكشف بيكوت أن مباراة منتخب بلاده أمام المنتخب الوطني الجزائري سنة 1975، لم تكن بالعادية، ومنذ البداية أدرك وزملائه أن الفوز على الخضر في مثل هذه الأجواء أمر مستبعد، وأضاف في تصريحات نقلتها مجلة فراس فوتبول الفرنسية:” كان في عمره 19 عامًا أنداك، لقد كان أمرًا لا يصدق، كنت مصابا، وتابعت المباراة على مقاعد البدلاء، وأنا في التاسعة عشرة من عمري، رأيت جوًا مجنونًا، وسرعان ما فهمنا أننا لن نفوز، كان الجزائريون يلعبون بلمسة من الكرة على اصطناعهم “.


المصادر: ويكيبيديا
يوتوب
الشروق اونلاين
جزايرس
medmem
نبض


شاركنا رأيك في نهائي ألعاب البحر الأبيض المتوسط 1975..أول ميدالية ذهبية للجزائر في الرياضات الجماعية ضد فرنسا

شاهد ايضا