الفانتازيا فن استعراضي فخم يحاكي تاريخ شمال افريقيا

الفانتازيا فن استعراضي فخم يحاكي تاريخ شمال افريقيا

الفانتازيا أو تبوريدة، لعب البارود، الباردية، البارود أو كما تسمى باللغة الأمازغية تغزوت هي عروض فنية للفروسية، تحاكي هجمات عسكرية، تمارس في بلدان المغرب العربي، في مختلف مناطقها، العربية والأمازيغية والصحراوية، إضافة إلى بلدان أوروبية كفرنسا وبلجيكا، بين جالياتها المغاربية

الفانتازيا عريقة قدم العلاقة بين الخيل وشعوب شمال أفريقيا. حيث تؤكد بقايا الهياكل العظمية للخيول الجزائرية المؤرخة بعصور ما قبل التاريخ بما يقرب من 40,000 سنة، والأحدث منها، المتمثلة، في الرسوم الصخرية للأطلس الصحراوي التي يعود تاريخها إلى 9000 سنة قبل الميلاد، إلى تواجد قديم للحصان في المجال المغاربي و يعتبر أصل الحصان البربري (البَلْدي) المعاصر

تميزت الأحصنة البربرية بسهولة قيادتها وبكونها طيعة وصبورة، وخصوصا سريعة حيث كانت أساس فعالية الفرسان النوميديين، والذين اعتبروا أفضل فرسان العالم، خلال حقبة الحروب البونيقية، بفضل مهارتهم في تقنيات المناوشة العسكرية، عبر تتابع الهجمات والمرتدات والانسحابات السريعة والتي تساعد عليها السلوكيات الحربية للحصان البربري.

وهي نفس التقنية العسكرية، المعروفة في الثقافة العسكرية العربية بأسلوب «الكر والفر»، حيث كانت الخيول تجري بأقصى سرعة في ساحة الحرب، تصاحبها صيحات الفرسان، وتنتهي الهجمة بإفراغ الفرسان لذخيرتهم، ليبدأ الكر والفر، وهكذا دواليك، إلى نهاية المعركة

 

يتم في مشاهد الفانتازيا استخدام بعض ألعاب الخيل أو البارود من خلال تمثيليات لبعض الهجمات يشنها فرسان على متن خيولهم المزينة، مطلقين لعيارات من البارود. وهي ذات شعبية واسعة لدى الجمهور، وتشكل الفرجة الرئيسية للمهرجانات الثقافية والفنية (المعروفة ب«الموسم» أو «الوعدة»).

كانت الفانتازيا في الجزائر ولازالت ثابتا في الاحتفالات والأعياد الكبرى، مثل حفلات الزفاف والولادات والأعياد الدينية والمواسم الثقافية الفنية، ثم انحسرت تدريجيا، في بعض المناطق إلى الجانب السياحي الثقافي البحت. مازالت القبائل تحافظ قدر المستطاع على هذه العادة رغم المؤثرات الخارجية.

تتميز عروض الفانتازيا وتسمى أيضا “العلفة” بكونها أشبه بالعروض عسكرية، تمارس في الجزائر، في مختلف مناطقها، العربية والأمازيغية والصحراوية في جو بهيج يملأه أهازيج الاحتفالات.

ويبقى الأكثر إثارة هو وصولها إلى غاية كاليدونيا الجديدة، بفضل” جزائريي” المحيط الهادي، الذين هجرتهم فرنسا قسرا في أواخر القرن التاسع عشر.

الوقت الحاضر، أصبح للفانتازيا بعد أقرب إلى السياحي، كتراث استعراضي فلكلوري؛يستحضر تقليد الأسلاف الذي كانوا يبرزون به مواهبهم القتالية أيام الحرب، ومهارات القنص والصيد أيام السلم خلال العرض الفروسي، لا ينحسر الجانب الفرجوي فقط في المضمار، بل يمتد إلى محيط المتفرجين، الذي تؤثثه مجموعة من الفنون الغنائية والشفهية تتغنى بموضوعات البطولات التاريخية وبجمالية وأناقة الفرسان والجياد.

يشكل المظهر إحدى المميزات الأساسية لفروسية البارود، بمختلف مكوناته: زي الفارس وعتاد الفرس وزينته، إضافة إلى تصميم السروج

باستثناء الزرقة التي تميز زي الفرسان الصحراويين، والجلابيب البنية المميزة لبواردية جبالة بالجزائر، فإن اللون الغالب على فرسان التبوريدة يكون أبيضا، على مستوى الجوخ والسروال الفضفاض والعمامة (التي تكون طريقة لفها بصمة مظهرية للقبيلة)، إضافة إلى القميص ذي الياقة المتصلبة، والنعل (البلغة) الباذخة التصميم. أما الملحقات، فتتمثل في الحزام السميك، وغمد مزين، وجراب جلدي محفوظة بداخله آيات قرآنية.


شاركنا رأيك في الفانتازيا فن استعراضي فخم يحاكي تاريخ شمال افريقيا

شاهد ايضا