يعود لـ 3 آلاف عام قبل الميلاد… لغز ” سيدات الطاسيلي” الذي ما يزال العالم حائرا أمامه !

يعود لـ 3 آلاف عام قبل الميلاد… لغز ” سيدات الطاسيلي” الذي ما يزال العالم حائرا أمامه !

لايزال هناك العديد من الألغاز، التي تحير العلماء المتخصصين في الحضارات والآثار القديمة، من بينها كهوف «تاسيلي» الجزائرية، الواقعة في صحراء «جانت»، في الجنوب الشرقي للجزائر، وهي عبارة عن مجموعة من تشكيلات الصخور البركانية والرملية الغريبة الشكل، تسمى «الغابات الحجرية»، وأهم ما يميز هذه الكهوف وأكثرها غرابة، هو مجموعة من النقوش، وجدت مرسومة على جدرانها، تمثل حياة كاملة لحضارة قديمة يعود تاريخها – حسب آراء المتخصصين – إلى نحو 30 ألف عام، لكنها كانت تُصوّر الحاضر بتفاصيله، إلى الحد الذي جعل العالم بأكمله يسأل: كيف أن خيال هؤلاء السكان القدامى رسم ما هو في المستقبل البعيد جداً؟.. ولأيِّ غرض؟!

يرجع اكتشاف كهوف «تاسيلي»، التي تعد من أهم الاكتشافات الأثرية في العصر الحديث، إلى الرحالة الفرنسي «برينان»، ففي عام 1938، قام هذا الرحالة برحلة قطع خلالها الحدود الجزائرية الليبية، ولفتت انتباهه مجموعة من الكهوف، أثارت فضوله لاكتشافها، فوجد بداخلها نقوشاً ورسوماً غريبة وعجيبة، لمخلوقات بشرية تطير في السماء، مرتدية ما يشبه أجهزة الطيران، ونقوشاً لسفن ورواد فضاء، ولرجال ونساء يرتدون ثياباً حديثة كالتي نرتديها في الزمن الحاضر.

استقطب ذلك الاكتشاف علماء الآثار من جميع أنحاء العالم، والذين توافدوا إلى الجزائر لدراسة وتحليل تلك النقوش العجيبة، من بينهم هنري لوت، العالم الفرنسي المختص بتاريخ الشعوب، حيث زار عام 1956، وبرفقته عدد كبير من علماء الآثار والجيولوجيا، كهوف «تاسيلي»، والتقطوا العديد من الصور بالمعدات الحديثة، كالتصوير والتحليل والمسح الذري، وقد أسفرت تلك الدراسات عن نتائج أذهلت هؤلاء العلماء، حيث أجمعوا على أن عُمر تلك النقوش هو نحو 30 ألف عام .

أين يكمن لغز سيدات الطاسيلي
نقوش سيدات الطاسيلي تعود إلى نحو 3000 سنة قبل الميلاد تظهر 3 نساء بيضاوات البشرة وبتسريحة ملكية ربما من مجتمع راقي وما يدل على ذلك هي درجة الاعتناء بالجمال والتجميل
وقد تعود النقوش إلى حقبة بعيدة جدا ولكنهن يرتدين ملابس مترفة، مطرزة بذوق كبير، مع أغطية رأس جميلة جدا، وتسريحات سابقة لأوانها، ويمتطين أبقارا كبيرة، وكأنهن في رحلة استكشافية، أو نزهة ربيعية ممتعة، في زمن كانت البشرية تعيش حياة بدائية.

ويجمع الكثير أن رسوم سيدات طاسيلي لسن من النوع الإفريقي في ملامحهن، بل من النوع الأوراسي الأوروبي
ومن هذا النطلق طرحت العديد من السئلة.. من هن؟ ومن أين أتين؟ ما مستويات التطور التي وصلن إليها؟… العلم لم يجيب بعد ولكن!

هناك العديد من النظريات التي تضجت بها الدراسات والهرطقات على مواقع التواصل وفي موقع اليوتوب، ومن بينها، أن نساء الطاسيلي من سلالة أطلانطس المفقودة، تلك الحضارة المندثرة التي تحتدثة عنها الأساطير اليونانية القديمة
أو من حضارة متطورة، اندثرت لأسباب مجهولة، وهناك نظرية خرافية ومجنونة تقول أنهن من سكان الفضاء

ولكن ما وصل إليه العلم أن هذه اللوحة الرائعة التي تعجب كل من شاهدها لبراعة من رسمها والحقبة التي تعود إليها ، أنها تعود حقبة الزمن البوفيدي النيوليتيـ ما يعرف بالفن البوفيدي النيوليتي الذي تطغـى عليه رسوم الحيوانات، التي يعتقد أنها شكلت الأساس لأسلوب حياة السكان، في وقت لم تكن فيه الصحراءُ بعدُ الصحراءَ القاحلة التي نعرفها اليوم.

في هذه المرحلة، بدأ إنسان الطاسيلي باحتراف الرعي وتربية الحيوانات، حيث وجدت رسومات تصور أشخاصا مع قطعان الماشية، المتمثلة في الأغنام والماعز وبعض الحيوانات الأخرى
ووجدت أغلب رسومات هذه الحقبة في منطقة الطاسيلي، وبعض المواقع في جبال أكاكوس في ليبيا.

وتم تفنيد النظريات الثلاث “المجنونة”، دون التوصل إلى حقيقة نقوش ورسوم كهوف «تاسيلي» العجيبة، التي سجلتها منظمة «اليونسكو» عام 1982 في قائمة التراث العالمي، كإرث حضاري أصبح على قوائم المزارات والمعارض السياحية العالمية.
ويشكل الموقع أكبر متحف للرسوم الصخرية البدائية في كل الكرة الأرضية وقد تمّ إحصاء أكثر من 30,000 رسم تصف الطقوس الدينية والحياة اليومية للإنسان الذي عاش في هذه المناطق مما ينبهنا ويجعلنا نتخيل كيف كانت هذه المناطق القاحلة العقيمة تعج بالخضرة والحياة.


المصادر:
echoroukonline
emaratalyoum


شاركنا رأيك في يعود لـ 3 آلاف عام قبل الميلاد… لغز ” سيدات الطاسيلي” الذي ما يزال العالم حائرا أمامه !

شاهد ايضا