يعمّر لأكثر من 200 سنة..هكذا يستخرج زيت الأرغان في الجزائر

تعتبر شجرة الأرغان من الأصناف النادرة الوجود حيث تنبت في المناطق الموجودة في المغرب العربي وخاصة في منطقة الصحراء الجنوبية ، و تعمّر لأكثر من 200 سنة هي شجرة غابية متوطنة و متوحشة يتراوح طولها من 6 متر إلى 81 متر تتميز بكثافة سيقانها المتفرعة و المتداخلة و التي تنتهي بأشواك حادة ، تكسو حافة هذه السقان أوراق صغيرة المساحة ذات حافة ملساء تحاذي كل ورقة شوكة ، تبدو شجرة االرقان من االشجار الدائمة االخضرار ..

يتواجد االرقان بالجهة الشمالية الغربية لولاية تندوف الجزائرية ة و يتربع على مساحة إجمالية تقدر بـ 03 الف هكتار على بعد 883 كلم من بلدية تندوف و شجرة االرقان تحتل هذه المساحة منذ القدم حيث أن االشجار التي تتواجد بهذه المنطقة لها سيقان ذات سمك كبير كما أن المناطق الجبلية )الجفار*( و ما تعرضت له من انجراف في القرون الماضية و الذي تسبب في سقوط صخور ضخمة على العديد من اشجار االرقان و المتواجدة حاليا تحت هذه الصخور وهذه االنهيارات ، فشجرة االرقان في هذه المنطقة تحتل الصدارة من حيث القدم . تقدر المساحة االاجمالية المغطاة بشجرة االرقان بـ 03 الف هكتار تتمركز بكثافة باالودية التالية واد القحوان ، واد بوياضين ، واد الماء خاصة في الجهة الشمالية لهذه االودية المحاذية لجفار (منطقة عبارة عن كهوف و منحدرات و مرتفعات شاهقة و تشققات و أجراف ممتدة على مساحة طويلة تنتهي بها الحمادة من الجهة الشمالية لوالية تندوف) .

لشجرة الارغان قدرة رهيبة على أن تتحمل الجفاف وقادرة أيضاً على محاربة جميع الظروف الصحراوية، ويستخرج من شجرة الأرغان زيت يسمى بزيت الأرغان النقي وله العديد من الفوائد ويعتبر هذا الزيت من الزيوت الغالية وباهظة الثمن في جميع أنحاء العالم، ويستخدم كمرطب و مغذي ومطهر للبشرة والشعر. يطلق عليه اسم “الذهب السائل” لصفاته المذهلة، يحتوي على كميات كبيرة من العناصر الغذائية المفيدة للشعر و البشرة .وتشير الدراسات إلى أن للأرقان عدة فوائد بيئية ترتبط بالتوازن الإيكولوجي ومكافحة التصحر وإثراء النباتات الصغيرة وتحسين المناخ المحلي وفوائد اقتصادية واجتماعية تتعلق باستخلاص زيت الأرقان .

شرع أحد المستثمرين الخواص بالشلف بالتنسيق مع محافظة الغابات في غرس, كتجربة نموذجية, شجرة الأرقان بمنطقة الشط ببلدية الكريمية (30 كلم جنوب شرق عاصمة الولاية) ووفقا للمستثمر فقد كللت هذه التجربة النموذجية بنتائج طيبة بعد مرور أزيد من شهر عن غرس أولى الشتلات, حيث تحظى بالمتابعة الدورية والتقنية من طرفه شخصيا وبالتنسيق مع خبراء محافظة الغابات على أمل نجاح التجربة وتوسيعها إلى مختلف المناطق خاصة الجبلية منها .