من أشهر قصص الحب.. “حيزية”التي هزّت “سيدي خالد” في 1855

من أشهر قصص الحب.. “حيزية”التي هزّت “سيدي خالد” في 1855

اختلفت الروايات حول قصة حب حيزية وابن عمها سعيد وهذه احداها..
ولدت حيزية بوعكاز، ابنة أحمد بن الباي، في العام 1855 بالقرب من سيدي خالد، الواقعة بولاية بسكرة، جنوبي الجزائر، في حاضنة بدوية، وهي قبيلة الدواودة، التي دأبت على الترحال بين موطنها الأصلي ومنطقة بازر سكرة، نواحي مدينة العلمة، ولاية سطيف، كما هي عادات القبائل العربية التي تعيش على زمن دوّار ومتكرر ما بين رحلتي الشتاء والصيف، وبين تلك الرحلات السنوية هجراً لحرّ سيدي خالد على ضفاف الصحراء، وطلباً لأُنس التل في أيام القيظ الشديدة .

وما بين رحلة وأخرى وُلدت قصة حب طفولية بين حيزية وابن عمها سعيد، ذلك الذي رباه والدها أحمد بن الباي، ورعاه في يتمه، إكراماً له ولشقيقه الراحل، حتى صار فرداً من عائلته، لا بل شبه نجل تام، غير أنه لم يكن ليفطن بسبب عادات القوم أن نار الحب الخافتة ستنمو بين ابنته ومكفوله، حتى تكاد تحرق عليه خيمته الكبيرة، فقد كان سيد القوم بلا منازع، وينوي أن يزف ابنته لأكبر الفرسان الشجعان، ولأرفع أبناء العرش نبلاً ومجداً، وهو لم يختبر ذاك سوى وحيزية قرة عينه، فائقة الحسن والجمال، ستصبح في فترة الشباب بدراً، تتهاوى عند خيمته نجوم القبائل طلباً ليدها..

ابن عمها سعيد الذي تواعدت معه على الزواج المقدس يدور متوجساً بين الواحات والخيام، من أن تنتهي قصته تلك إلى سراب يحسبه الظمآن في واحة الحب ماء، حتى جاءه الفرج بعد ليالي الأرق وأيام الأشواق، وحيزية تقطع في إصرار عنيد تلك العقدة القبلية، رافضة الزواج من الخاطب الشريف، موغلة في كآبة لا حدَّ لها، حتى إن والدها خشي على حياتها، ليكتشف أن ربيبه الذي رباه على عينه هو سر مصيبته، وعنوان سعادتها، ورجل من مقربيه يفشي له السر الأعظم: “إن عيب الفولة في جنبها”.

كتب القدر أمراً آخر لم يكن في كفّ شيخ القبيلة الشرس، إذ ستتزوج حيزية سعيداً لتؤوب الحياة البدوية لعاداتها القديمة، غير أن ذات القدر الذي يضرب كما عاصفة دون أن يلتفت لأحد غير آبهٍ بالجميع، سيختطف بالموت زوجته بعد أربعين ليلة، مشرداً إياه في رحلة تيهٍ بين الرمال والكثبان والقبور، باحثاً عن حبه المدفون تحت التراب .. قصة منقولة من راوي على فايسبوك .

ماتت حيزية في ربيعها الثالث والعشرين، العام 1878، ودفنت على بعد أمتار من ضريح سيدي خالد، أما سعيد فقد أسلم لخريف العمر في ريعان الشباب، فهام على وجهه بين الوديان والكثبان، معيداً قصص حب مأساوية غابرة، بيد أنه وفي لحظة صفاء نادر من جنونه الطارئ، إذ كان يخر صريعاً فاقداً للوعي تارة، راكضاً نحو قبرها تارة أخرى.


شاركنا رأيك في من أشهر قصص الحب.. “حيزية”التي هزّت “سيدي خالد” في 1855

شاهد ايضا