قصر اليلاجنة …من أجمل المعالم السياحية ذات الهندسة الموريسكية في مدينة مستغانم

‏‎‏‎يقع قصر اليلاجنة في الحي البورجوازي الأندلسي المطمر أو ( قصيبة الحضر ) بني من طرف مولاي محمد بن مصطفى الغرناطي في القرن الخامس عشر يقع خلف قصر عائلة بن سماعين على الجانب الجنوبي من قصيبة الحضر .
‏‎‏‎كما ذكرنا بني من طرف مولاي محمد بن مصطفى الغرناطي فعند سقوط غرناطة آخر ممالك الأندلس يوم 2 يناير 1492 نزح آلاف الغرناطيين إلى شمال إفريقيا قبل بداية محاكم التفتيش و كانت مدينة تلمسان أكبر من إستقبل الغرناطيين في الجزائر فيما كانت مدينة مستغانم قد تم إعادة تعميرها من طرف حكام مدينة قرطبة بعد هجرتهم الأولى قبل حرب الطوائف .

‏‎‏‎و بعد نزوح الغرناطيين قدمت مجموعة منهم لمدينة مستغانم و قد قاد مولاي محمد الغرناطي هذه المجموعة و التي كانت تضم أيضاً عائلات ( شبلي ، عشعاشي ، بن لحمر ، كريشيش ، بومزيزة …إلخ) و قدم مستغانم ليستقر بها بدعوة من مولاي يونس بن قرطابة الذي كان أحد أعيان المدينة في ذلك الوقت و لا تزال هاتين العائلتين العريقتين في مدينة مستغانم في إسم ( بن قرطابة و بن غرنوط) .

‏‎‏‎وبعد قدوم محمد الغرناطي الى مستغانم عرض عليه مولاي يونس بناء قصره في المطمر حيث قال له أن المكان عبارة عن جنة فوق الأرض .
‏‎‏‎و حسب ما تم ذكره من طرف مولاي قايد علي مؤرخ المدينة في تلك الفترة أنه بعدما تم الإنتهاء من أشغال القصر و ذهب مولاي محمد لزيارته لأول مرة إنبهر بجماله على الطريقة الموريسكية القشتالية و لما صعد للطابق الثالت و رى المدينة من الفوق قال ( والله يلا جنة ) و بذلك سمي قصر ( يلاجنة) .

‏‎‏‎و يعتبر القصر نسخة طبق الأصل عن قصر عائلة بن سماعين بجانبه على الطريقة الموريسكية القشتالية و التي تعني عدم وجود الأقواس ، يتكون من تلاثة طوابق و عشر غرف إضافة للمطابخ و الحمامات .

‏‎‏‎و تم الإنتهاء مؤخراً من ترميم القصر من طرف السيد خالد بن غرنوط حفيد سلالة بن غرنوط و ذلك حفاظً على إرث عائلته ، كما تعتبر هذه العملية أول إنجاز بعد إتفاق الشراكة ( عمومي-خاص) للإستغلال السياحي للمدينة مستغانم و سوف يصبح القصر عبارة عن مطعم للأكل المستغانمي التقليدي و سوف يتم فتحه في الأشهر المقبلة إن شاء الله فيما سوف يتم البدء في ترميم القصور الأخرى ( قصر مولاي حسن و دار الشعراء وقصر المفتي و قصور العائلات ) حيث تنص الإتفاقية على إرجاع القصور للعائلات الأصلية على أن يتم ترميمها وفق المعايير و يتم إستغلالها للسياحة وليس للسكن و قد قبلت كل العائلات الإتفاقية حيث تعتبر الأولى من نوعها في الجزائر.

المصدر Ville Mostaganem