فرانز فانون..قصة طبيب عشق الجزائر و ساند الثورة التحريرية الجزائرية

فرانز فانون..قصة طبيب عشق الجزائر و ساند الثورة التحريرية الجزائرية

ولد المناضل والطبيب النفسي والمنظّر الاجتماعي والمناهض للاستعمار فرانس فانون (FRANTZ FANON) يوم 20 جويلية 1925 بفور دو فرانس (Fort-de-France) بجزيرة المارتينيك (Martinique)، التحق بالخدمة العسكرية بالجيش الفرنسي في الجزائر (شرشال وبجاية) سنة 1946، حاز فانون على شهادة الطّب الشرعي وعِلم الأمراض الاستوائية وشهادة ليسانس في عِلم النفس، مارَسَ مهنة الطب بمستشفى البليدة سنة 1953، ثم استقال من منصبه بعد أن وَجّه رسالة إلى الحاكم العام الفرنسي “روبير لاكوست” ندّد فيها بالفضائع الاستعمارية المرتكبة في حق الجزائريين.
 عمل في مستشفى الأمراض العقلية بالبليدة لثلاث سنوات حتى استقالته عام ،1956 بعد مرور سنتين على قيام الثورة. رسالة استقالته التي وجّهها للوزير الفرنسي روبير لاكوست كانت تتويجاً لقناعة راسِخة لديه باستحالة مواصلة عمله في ظلّ ظروف صعبة، عاين فيها حالات الجنون والاضطرابات النفسية للجزائريين المرضى في مستشفى البليدة والتمييز في المعاملة بين ذوي الأصول الأوروبية والمسلمين..حاول الطبيب الشاب مُعالجة بعض تلك الحالات بعد تشخيص أسبابها الاجتماعية المرتبطة بسياسات العزل الاجتماعي والاستلاب الممارَسة ضد المرضى الجزائريين، وإدخال أساليب “العلاج الاجتماعي” و “العلاج المهني” (وُوجِهت بعراقيل من الإدارة)، هدفت لتحرير المريض من القيود المفروضة عليه وربطه بجو اجتماعي ينسجم مع بيئته الأصلية..
أصبح المناضل فرانس فانون أحد أصدقاء الثورة التحريرية الجزائرية، حيث التحق سنة 1957 بصفوف جبهة التحرير الوطني بتونس بعد أن طرَده لاكوست من الجزائر، شارَكَ في بعثاتِ جبهة التحرير الوطني نحو الخارج قبل أن يتم تعينُه سفيرًا للحكومة الجزائرية المؤقتة بِغانا سنة 1960، كما قام بعِدّة مَهام في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية لصالح الحكومة المؤقتة قبل أن يصاب بمرض السرطان سنة 1961، توُفّـيَ في إحدى المستشفيات بالولايات المتحدة الأمريكية في 06 ديسمبر 1961 ودُفِن بالجزائر.

 أسَّس فانون في المستشفى جريدة ومقهى تقليدياً، وملعباً، وفريقاً لكرة القدم، ونسج علاقات جيّدة مع المرضى والممرضين وصولاً لاستعمال الموسيقى في العلاج بتشكيل مجموعة موسيقية شعبية بمساعدة أحد ممرضي المستشفى الذي أصبح واحداً من المغنيين المعروفين في الجزائر المستقلّة (عبد الرحمن عزيز صاحب أغنية “يا محمّد مبروك عليك الجزاير راها رجعت ليك” الشهيرة)، لكنه في الأخير وصل إلى ترسيخ قناعاته عن دور “الطب الإستعماري” في قهر الجزائريين المُستعمَرين، والتي بدأ بتجسيدها بنشاطٍ ثوري على الأرض تمثّل في توفير المعلومات والدواء لجيش التحرير(المجاهدين) من خلال مساعديه بيير شولي وزوجته كارولين وإيواء بعض قادته.

المصادر: ثقافة و فنون
            ويكيبيديا 
            المتحف المركزي للجيش 

شاركنا رأيك في فرانز فانون..قصة طبيب عشق الجزائر و ساند الثورة التحريرية الجزائرية

شاهد ايضا