عبد المؤمن بن علي التلمساني … القائد المسلم الذي وحّد شمال إفريقيا والأندلس

عبد المؤمن بن علي التلمساني … القائد المسلم الذي وحّد شمال إفريقيا والأندلس

عبد المؤمن بن علي الكومي وإسمه الكامل عبد المؤمن بن علي بن مخلوف بن يعلى بن مروان بن نصر بن علي بن عامر بن الأسر بن موسى بن عبد الله بن يحيى بن وريغ من صطفور بن يقور بن مطماط بن هودج، أبو محمد الكومي الندرومي المؤسس الحقيقي لدولة الموحدين في شمال إفريقيا

ولد بمدينة تلمسان التي كانت تابعة لدولة المرابطين. وفيها نشأ وتعلم. وكان والده صانع خزف. تعلم مبادئ القراءة والكتابة، ودرس شيئا من الفقه والسيرة النبوية، تعلم في تلمسان، وكانت من حواضر العلم، وتلقى العلم على عدد من كبار العلماء، في مقدمتهم الشيخ « عبد السلام التونسي » إمام عصره في الفقه والحديث والتفسير، ثم استعد للرحلة إلى المشرق ؛ طلبا للمزيد من المعرفة. وقبل الرحيل سمع بوجود فقيه جليل يتحدث الناس عن علمه الغزير، فاشتاق إلى رؤيته، فاتجه إليه حيث يقيم في بلدة «ملالة» القريبة من بجاية عاصمة الدولة الحمادية. وفي هذا اللقاء أُعجب عبد المؤمن بشخصية ابن تومرت وغزارة علمه وقدرته على حشد الأنصار والأتباع، وتخلى عن فكرة السفر إلى المشرق، ولزم ابن تومرت، ودرس على يديْه، وكان عالما كبيرا وفقيها متبّحرا، ودرس في بلاد المغرب الكبير، ورحل إلى المشرق، وقابل العلماء، وأخذ عنهم، ثم توثقت الصلة بين الرجلين، ثم غادرا ملالة، واتجها إلى فاس، وفي أثناء الرحلة لم يكف المهدى عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى وصل إلى مدينة فاس، فأقام بها يدرّس العلم إلى سنة (514 هـ/1120 م)، ثم ارتحل ومعه عبد المؤمن بن علي الكومي، إلى مراكش عاصمة دولة المرابطين، فأقاما بها في (ربيع الأول 515 هـ/1121 م).

بدأ عبد المؤمن دعوة التوحيد تحت راية شيخه , و أطلق علي أتباعه اسم الموحدين ثم غادر بجاية رفقة شيخـــه متوجــــــــها إلى المغرب الأقصى , توقفا بمنطقة السوس حيث بويع ابن تومرت كمهدي الموحدين سنة 1124م للقضاء علي دولة المرابطيــن حكام المغرب الأقصى و الأندلس، وبعد وفاة المهدي سنة 1130م عين عبد المؤمــن علي أميــــــرا على رأس الموحديـــــــــــن و دام قتالــــــــــــــه للمرابطــــــــيــــن 07 سنوات من سنة 1139 م إلى غاية 1146م فتح إثنائها أزرو و الريف ثم مسقط رأســـــه تاجرا و ندرومة ثم و هران و تلمسان ، وجدة ، فاس ، مكناس و مــــــــــدن الأندلس ، أبرزها اشبيلية ، ثم واصل زحفه على مليانـــة ، الجزائر ، بجاية ، قسنطينة ، ثم خضعت له بعد ذلك تونس ،المهدية ، القيروان ، سفاقص ، سوسة ، طرابلــــــس و قابس بفضــــــل الجيش القوي الذي كان قوامه 75000 جندي ، و سبعين سفينة ، أدار و حكم هذه الأقاليم بحكمة و حنكة وفق نظام يقـــــوم على الخليفة و الشيخ و ولي العهد و الوزير و الكتاب و ولاة الولايات و جباية الضرائب ، عين أولاده على رأس الولايــــــات و عين بجانبهم أبناء شيوخ الموحدين ، يعود له الفضل في تأسيس مدينة ندرومة حوالي 1160 م على أنقاض مدينة كبيرة لا يعـــــــرف تاريخ تأسيســـــــــها .

ذ كر ابن أبي زرع في كتاب ” روض القرطاس ” صفاته فقال :
كان ابيض اللون مستويا ، بحمرة ، أكحل العين ، أجعد ، تام القد ، أزج الحاجبيــن، قويم الأنف ، عريضة ، مستدير اللحيـــــة ، فصيح اللسان ، فقيها ….. إماما في النحو اللغة و الأدب و القراءة… حسن السيرة، نافد الرأي، ذا حزم و سياسة و شجاعــــــــة و إقــــــدام في الحــــــــــــــــــرب…. لم يقصــــــــــــد بلــــــــدا إلا فتحـــــــــها…..”
توفي سراج الموحدين عبد المؤمن بن علي سنة 1163 م بسلا ( أو الربـــــــاط) بعد مرض خطير لازمه ، ذكره شاعر الثورة مفدى زكرياء في إليـــــــادة الجزائـــــــــــــر

و تنجب ندرومة الخالديـن ******* فتعلى الجزائر منا الجبين
و يصنــــع وحدتنا ابن علي ******* فيرفــــع رايتـــها باليميــن

تُوفِّي عبد المؤمن بن علي في جمادى الآخرة عام (558 هـ/1163م) بمدينة سلا المغربية. اقتباس من كتاب ابن أبي زرع الفاسي الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس حول وفاة الخليفة عبد المؤمن بن علي :”…. فتمادا مرضه و اشتد ألمه ووجعه، إلى أن توفي يوم الثلاثاء عند الفجر عاشر جمادى الاخرة ( 16 ماي 1163 م).


شاركنا رأيك في عبد المؤمن بن علي التلمساني … القائد المسلم الذي وحّد شمال إفريقيا والأندلس

شاهد ايضا