عادات وتقاليد يتشاركها الجزائريين في المولد النبوي الشريف …تعرف عليها

عادات وتقاليد يتشاركها الجزائريين في المولد النبوي الشريف …تعرف عليها

يولي الجزائريون ذكرى المولد النبوي الشريف إهتماماً كبيراً وقدسية واضحة تليق بمولد سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، من خلال طريقة الإحتفالات الممارسة والتي تعبر عن موروث من العادات والتقاليد المرتبط بهذه المناسبة الخاصة جداً عند الجزائريين.

وإعتاد الجزائريون الإحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف في كل سنة مثل ما كان عليه منذ عقود، وتبرز مظاهر الإحتفال بمولد سيد الخلق بادية لدى كل عائلة تستعد لإحياء هذه المناسبة التي تعتبرها مناسبة دينية خالصة لا تفرط فيه

وتمثل هذه المناسبة الدينية جزءاً لا يتجزأ من الكيان الروحي والثقافي والاجتماعي للجزائريين ، حيث يواظبون على إحيائها كل سنة ويحرصون على الالتقاء في بيت العائلة لاستذكار الرسالة المحمدية وتلقين سيرة خاتم الأنبياء العطرة للأطفال وتجوت بعض الفرق الفولكلورية الشوارع وهي تردد مدائح دينية احتفاءً بمولد نبينا .

ومن أهم طقوس الاحتفالات عن العائلات الجزائرية ، تقول السيدة “سعيدة ملاح”: “نجتمع على مائدة الشاي ونشعل الشموع وحولنا الأطفال نضع على أيديهم الحناء ونبدأ في ترديد بعض الأناشيد والمدائح الدينية التي تتغنى بخير خلق الله عليه الصلاة والسلام .

وتختلف طريقة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من ولاية لأخرى، إلا أن هناك 6 مظاهر تتميز بها الاحتفالات في كل الولايات.

مأدبة عشاء ليلة المولد

يحرص الجزائريون في كل الولايات على إعداد مأدبة عشاء ليلة مولد النبي الكريم يجتمع حولها جميع أفراد العائلة والأقارب والأصدقاء وتمتلئ المائدة بالمأكولات التقليدية، مثل “الرشتة” التي تحضر بالدجاج والبيض والخضروات، والكسكسي باللحم أو الدجاج، و”الشخشوخة” أو المشويات و”البركوكس”.

وتحرص النساء على إعداد حلوى “الطمينة” و”الجوزية” و”الرفيس” في هذا اليوم احتفالا بالمولد النبوي الشريف.

حلقات الذكر والقرآن

تعد المساجد في مختلف الولايات في هذا اليوم برنامجا خاصا يمتلئ بالعبادات من خطب للحديث عن الرسول الكريم وإقامة جلسات ذكر والصلاة على النبي، وتلاوة القرآن.. كما تشهد بعض المساجد مسابقات دينية مع توزيع جوائز على الفائزين.

تبادل الزيارات للتهنئة

تحرص العائلات الجزائرية في كل الولايات على تبادل الزيارات للتهنئة بالمولد النبوي الشريف، حيث يجتمع أفراد العائلة في منزل العائلة لتبادل التهاني مع الأقارب والأصدقاء مع تلاوة القرآن وتقديم الشاي والمكسرات للضيوف، بالإضافة إلى الحلويات التقليدية التي تصنع في المنزل.

البخور والشموع

يعد البخور أحد أبرز سمات الاحتفال بالمولد النبوي في الجزائر، إذ لا يخلو منه بيت ويوضع في كل زوايا المنزل وعلى الباب ليشمه الجيران، كما تقوم بعض العائلات بإعداد البخور بطريقة تقليدية بوضعه في إناء كبير به جمر مشتعل خارج المنزل.

كما تحرص الأسر الجزائرية على إشعال الشموع من أشكال وألوان مختلفة في كل أركان المنزل وعلى مائدة العشاء لتضفي جوا بهيجا على المكان.

الألعاب النارية

يعد استخدام الألعاب النارية في الشوارع والمنازل هو أبرز ملامح الاحتفال بالمولد النبوي في الجزائر، رغم خطورة هذا الأمر أحيانا، لما قد يسببه من إصابات أو حرائق.

الزي التقليدي

يحرص الرجال والنساء والأطفال في هذه المناسبة على ارتداء الزي التقليدي، خاصة على مائدة العشاء احتفالا بهذه المناسبة المميزة، وتقوم الأسر بشراء ملابس تقليدية جديدة للأطفال احتفالا بهذه المناسبة.

احتفالات دينية وثقافية متميزة ببشار

يجري الإحتفال بالمولد النبوي الشريف بحماس كبير بمنطقة بني عباس بولاية بشار ، حيث تبدأ الطقوس الخاصة بهذه المناسبة بترديد عشر (10) قصائد دينية في مدح الرسول الأعظم (صلى الله عليه و سلم) لاسيما منها ” المولدية” و “البردة” و ”  الهمزية” و ذلك عبر كل مساجد مدينة بني عباس و المناطق المجاورة لها .

كما يتم في إطار نفس الإحتفالات تنظيم ما يسمى” الحيبوس” المعروفة بـاحتفالية “لعبار” و التي تتمثل في وزن كميات من الدقيق الذي تقوم النساء بفتله من أجل تحضير الكسكسي للضيوف و غيرهم من الأوفياء مع ترديد أناشيد تتغنى بشمائل رسول الله محمد ( صلى الله عليه و سلم).

وبالموازاة مع ذلك، يتم كذلك ذبح جمل أو أكثر بالقرب من زاوية سيدي محمد بن عبد السلام و يوجه لحمه لتحضير ” سلكة” ( حلقة لتلاوة القرآن العظيم ) والتي  تنطلق بعد صلاة الظهر لتنتهي قبل صلاة العصر ي وتتزامن مع انتهاء حلقات الذكر الحكيم بسائر مساجد المدينة .

ويوزع طبق الكسكس المرصع باللحم على جميع الحاضرين بعد صلاة المغرب يوم  إحياء المولد النبوي الشريف و الذي يتصادف هذه السنة مع تاريخ 20 نوفمبر 2018  .

ويقوم خلال هذا اليوم تلاميذ مختلف المدارس القرآنية بالمنطقة برفقة مدرسيهم بزيارات لمختلف أضرحة الأشراف و ترديد أناشيد دينية على غرار ” نوبة”  و “ترادا” خلال رحلتهم التي تأخذهم مباشرة إلى ” المسرية” أو الساحة الكبرى ” 1 نوفمبر 1954″ الواقعة بوسط بني عباس و ذلك بعد صلاة العصر من أجل حضور حفل  قراءة فاتحة الكتاب العظيم من طرف الحضور.

وبعد الإنتهاء من قراءة الفاتحة، يشرع في التحية و السلام على الرسول الكريم في كل مكان من أجل الإعلان الرسمي للإحتفال بالمولد النبوي الشريف، حيث تبدأ الإستعراضات لمختلف تشكيلات الفولكلور الشعبي للبارود و ذلك إلى غاية الإعلان عن صلاة المغرب و هذا الإحتفال يعرف بـ” الفازعة”.

“الفازعة” في صلب الإحتفالات الشعبية بمولد خير البرية

تتميز احتفالية ” الفازعة” بفسيفساء عديد الألوان و تأتي في صلب الإحتفال  بمولد خير الأنام ي و تتم خلالها دعوة المئات من رجال البارود (أصحاب البارود) من مختلف قصور و بلديات ولايات جنوب غرب البلاد سواء من طرف السكان أو الحركات الجمعوية التي تحمل على عاتقها تنظيم هذه الإحتفالية الشعبية وعلى  رأسها الجمعية المحلية ” السراج المنير”.

و”الفازعة” إحتفالية قديمة حيث تنظم منذ أزيد من قرن من الزمن على مستوى الساحة الكبرى “المسرية” المزودة بمدرجات بأزيد من 500 مقعد.

وتفتتح مراسم هذه الإحتفالية العريقة وكما جرت العادة بتلاوة فاتحة الكتاب من طرف آلاف الأوفياء الحاضرين بهذه المناسبة ببني عباس.

وتعبر “الفازعة” عن مشاعر الفرحة و الإفتخار  لدى المحتفلين بميلاد خاتم الأنبياء والمرسلين النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) و تشكل علامة إخلاص  لأشراف المدينة و كذا الأجداد، حسب ما يروي عديد الباحثين المحليين و سكان بني عباس.

وعلى هامش تلك الإحتفالات التي تعكس مدى تعلق الأوفياء بالتراث الثقافي المحلي، تنظم نشاطات ثقافية و دينية أخرى بمشاركة الولاية المنتدبة لبني عباس  و قطاعات أخرى لاسيما ما تعلق منها بمسابقة حفظ القرآن الكريم بالإضافة إلى عمليات ختان الأطفال بمناسبة هذه الإحتفالية السنوية التي غالبا ما يميزها  حضور عديد السياح وطنيين و أجانب .

من المصادر : APS

 


شاركنا رأيك في عادات وتقاليد يتشاركها الجزائريين في المولد النبوي الشريف …تعرف عليها

شاهد ايضا