“سبيبا” ..تظاهرة تقليدية من الفلكلور التارقي تعرّف عليها ب 12 صورة

“سبيبا” ..تظاهرة تقليدية من الفلكلور التارقي تعرّف عليها ب 12 صورة

ينحدر الفلكلور التارقي من العصور القديمة ويتميز باستمراره عبر سيرورة الزمن وتعلقه بالحياة الإنسانية لأنه يرمز إلى أصالة مجتمع الطوارق وتغلغه في أحقاب التاريخ، ولا أدل على ذلك من ديكور العيد السبيبي الذي يعتمد على عنصري الرجل والمرأة بوصف السبيبا تعبيرا صادقا لربط الماضي بالحاضر، وبإعتبارها فنا جماليا وأدبيا ورياضيا متجذرا يمتاز بالمنافسة والترويج لهذا المعلم اللامادي والموعد الزماني والمكاني.

يحتفل المجتمع الجانتي (نسبة لمدينة جانت) بعيد السبيبا على مدار العشر الأوائل من شهر محرم في كل عام.
حيث يلتقي في اليوم العاشر من ذلك الشهر آهالي أكبر عرشين في جانت وهما آهالي قصر الميهان ( أو الميزان ) وقصر زلواز في لقاء ودي تنافسي يسمى في عرف كيل زلواز (كيل كلمة تارقية تعني قوم أو طائفة أو أهل أو جماعة) بـ”تينلالن”،ومعناها طيور أفريقيا المزركشة التي تتقمص ألوان الطيف التي تبدو بها السبيبا، كما يسمى هذا اللقاء في عرف كيل الميزان ب”دوغيا” ومعناها إدعاء الملكية الثقافية للسبيبا التي تمثل تعبيرا صادقا لربط الماضي بالحاضر وتعني التحدي والمناظرة علاوة على كونها فنا جماليا وأدبيا ورياضيا متجذرا يمتاز بالمنافسة والترويج لهذا الكنز الموروث والمعلم اللامادي الذي يحاكي الهوية الثابتة لجانت ويؤرخ للموعد الزماني والمكاني لهذا الفلكور العريق.

يستعرض ثقافة الرجل الأزرق و يؤرخ لثقافة السلام : هناك رمزية احتفالية تعبر عن السلام الذي حل بالمنطقة بين قبائل الطوارق بالهقار، يتخد أشكالا احتفالية تعبيرية مختلفة، من خلال مشاهد الرقصات الجماعية التي يؤديها الراقصون بأزياء المحاربين،على وقع دقات الطبول، يسوده جو من العواطف التي تختزل الود والاطمئنان الطوارقي على أرض الصحراء بالهقار، وترمز الإحتفالية أيضا إلى وحدة هذه القبائل والالتحام فيما بينها أمام الأخطار والتعاون على الخير والبر. ويرى باحثون متخصصون أن الرقصة تعبر عن حالة من السعادة عندما استطاعت قبيلة الطوارق آجر الإنتصار في معركتها مع تهدديدات فرعون مصر.
وترى الباحثة ويزة قيلاز أنها رقصة تقليدية تاريخية تعود إلى 1230 قبل الميلاد، وذكرت أن تاريخ هذه المناسبة يحسب على أساس التقويم القمري الذي يتناسب مع عيد عاشوراء مما أدى بالبعض إلى الخلط بين المناسبتين طيلة ردح من الزمن”. و أضافت أنه “تم رفع هذا اللبس منذ أن أعادت وسائل الإعلام اكتشاف المنطقة بعد أن بدأ المؤرخون يهتمون بالعادات الشعبية المنسية بمنطقة الجنوب الكبير في مناطق الطوارق المنسية.

التراث العالمي: الى جانب “إمزاد” من نفس المجال، تم إدراج المناسبة الاحتفالية “السبيبا” وما يرافقها من عادات وتقاليد مرتبطة بها كحدث تاريخي، ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي اللامادي سنة 2008، وذلك تحت عنوان:
“طقوس ومراسم السبيبا في واحة جنات الجزائر
Ritual and ceremonies of Sebeïba in the oasis of Djanet, Algeria.

يتم نقل المعرفة المتعلقة بالطقوس و الإحتفالات مباشرة، عبر الأجيال المتلاحقة، من كبار السن إلى الأصغر سنا. الحلي ومنتجات الحرفيين وإصلاح وصناعة الزي الطوارقي الرسمي التقليدي، والأسلحة التقليدية، والحلي والآلات الموسيقية المطلوبة لطقوس احتفالات السبيبة.

 

المصدر : خبايا الجزائر من اثار و تاريخ و مناظر Algeria 


شاركنا رأيك في “سبيبا” ..تظاهرة تقليدية من الفلكلور التارقي تعرّف عليها ب 12 صورة

شاهد ايضا