تعرّف على أول جزائري حاز على الدكتوراه..ستتشوّق لمعرفة قصّته

تعرّف على أول جزائري حاز على الدكتوراه..ستتشوّق لمعرفة قصّته

​​​هو محمد بن أبي شنب ، ولد في بلدة عين الذهب ولاية المدية بحي “تاكبو” سابقا، عام 1869 أول دكتور في تاريخ الجزائر وأول باحث جزائري اهتم باللغات والترجمة ،نشأ وسط عائلة جزائرية غنية اهتمت بتحفيظه القرآن، ثم تعلم الفرنسية وآدابها وتاريخها.

التحق بعدها بمدرسة دار المعلمين الفرنسية في العاصمة، التي تخرج منها بالإجازة في اللغة الفرنسية وآدابها. في سنة 1896 حصل على شهادة البكالوريا، وتدرج بعدها في مستويات عدة من التعلم والتعليم.
في 15 نوفمبر 1903م، تزوج الشيخ بابنة الشيخ قدور بن محمود بن مصطفى، الإمام الثاني بالجامع الكبير، فرزق منها بخمسة ذكور وأربع إناث. وفي حوالي 1904م، أسند إليه دراسة صحيح البخاري رواية بجامع سفير بالعاصمة، وارتقى في عام 1908م إلى رتبة محاضر بالجامعة.

كما انتخبه المجمع العلمي العربي بدمشق بسوريا عضوا به في 1920، وفي السنة نفسها نال شهادة الدكتوراه من جامعة الجزائر بدرجة “ممتاز”، و في سنة 1924، عُيّن ابن أبي شنب أستاذا رسميا بكلية الآداب الكبرى في العاصمة.. حيث قدم أطروحتين بدرجة ممتاز الأولى حول الشاعر العباسي الساخر “أبو دلامة” والتي حملت تفكيره السياسي المناهض للاستعمار الفرنسي والثانية عبارة عن بحث لغوي في الألفاظ التركية والفارسية المستعملة في الدارجة الجزائرية.

كان يتكلم اللغة العربية والفرنسية، كالفارسية والألمانية والإيطالية والإسبانية والتركية واللاتينية والعبرية، و كان الدكتور محمد يحاضر في جامعة السربون وهو يعتمر عمامته العربية المضرية الصفراء وزنار عريض وسراويل مسترسلة ومعطف من صنع بلاده دون أَن يجد في نفسه حرج..فقد نشر أيضا العديد من البحوث في هذا السياق على غرار “الأصول الإسلامية للكوميديا الإلهية لدانتي” الذي صدر بـ “المجلة الإفريقية” في 1919، ما جعله المؤسس الأول للأدب المقارن في الجزائر-الموعد-

قال عنه بن باديس رحمه الله”” لما عرفناه فقدناه”
وقال عنه البشير الابراهيمي رحمه الله”فقدنا بفقده ركنا من اركان العلم الصحيح, وعلما من اعلام التاريخ الصحيح.”
وقال عنه استاذه الشيخ بوسماية ” ما علمت قي حياتي كلها معلما يرجع الى تلميذه غيري وإنني معترف له بالفضل والنبوغ”
الاستاذ أحمد راسم” لقد كان معجما لغويا يمشي على وجه الأرض”.

ألف أكثر من 50 كتاباً في تخصصات شتى كانت متداولة عند العرب والغربيين وفي العادات والتقاليد وقد أعاد الحياة لبعض المؤلفات بالنشر حقق في بعضها كانت منها:
تحفة الأدب في ميزان أشعار العرب 1906 و1928.
شرح لمثلثات قطرب 1906.
أبو دلامة وشعره وهو أطروحته لنيل شهادة الدكتوراه التي حصل عليها سنة 1924.
الأمثال العامية الدارجة في الجزائر وتونس والمغرب 3 أجزاء 1907.
الألفاظ الطليانية الدخيلة في لغة عامة الجزائر (لم يطبع).
فهرست الكتب المخطوطة في خزانة الجامع الأعظم بالجزائر 1909.
معجم بأسماء ما نشر في المغرب الأقصى (فاس) من الكتب ونقدها 1922.
خرائد العقود في فرائد القيود 1909.
الكلمات التركية والفارسية المستعملة في اللهجة الجزائرية.
رسالة في المنطق.
مجموع أمثال العوام في أرض الجزائر والمغرب.
رحلة الورتلاني
عرف ابن أبي شنب بتواضعه وسعة إطلاعه وحسن معاملته للناس، وفي هذا الصدد تتردد حوله النادرة التالية: «كان في يوم من الأيام في القطار متوجها من مسقط رأسه إلى الجزائر العاصمة للإشراف على امتحانات الثانوية العامة، أي الباكالوريا، وإذا بشابين أوروبيين يجلسان جنبه في عربة القطار، وبدءا يسخران منه ومن لباسه التقليدي، فلم يهتم بهما لأنه كان يواصل تفحص ملفاته، وفي صباح الغد، وجد الشابان نفسهما أمامه، ففوجئا، لأنه أشرف على امتحانهما الشفوي، ولم يقل لهما أي شيء، أما هما فقد اعتراهما الخجل لما بدر منهما حينما التقياه في القطار. هذه النادرة تبين مدى تسامحه وتواضعه». ومما امتاز به محافظته على الزي الوطني والخلاق والعادات والتقاليد الجزائرية، والتزامه التكلم بلغته العربية، حتى خيل إلينا أنه لم يكن يحسن اللغة الفرنسية تماما، وكان من يراه لايخطر بباله أنه من أكبر أعلام الجزائر-اصوات مغاربية-

توفي محمد بن أبي شنب سنة 1929 م الموافق لشهر شعبان 1347ه عن عمر يناهز 60 سنة إثر مرض أدخله المستشفى «مصطفى باشا» وووري التراب في مقبرة سيدي عبد الرحمان الثعالبي بالجزائر العاصمة.


شاركنا رأيك في تعرّف على أول جزائري حاز على الدكتوراه..ستتشوّق لمعرفة قصّته

شاهد ايضا