يوغرطة ملك نوميديا ولد في عام 160 قبل الميلاد وتوفي في 104 في روما، وحكم في الفترة بين 118- 105، وناضل من أجل تحرير مملكته في الشمال الأفريقي من الحكم الروماني، ويعتبر يوغرطة حفيد الملك ميسيبسا حاكم ماسينيسا الذي توفي في عام 148
شبّ يوغرطة على الفروسية وحب الصيد، وامتاز بقوة بدنية وذكاء وقّاد، ولم يكن كثير الميل إلى حياة الترف، بل كان كثير العمل قليل الكلام، ما جعله يكسب احترام قومه.
يصفه المؤرخ والقنصل الروماني ساللوستيوس، الذي كان قنصلا لروما في سيرتا، في كتاب “الحرب اليوغرطية”، قائلا: “عندما كبر كان يتمتع بجسد قوي وملامح جميلة وله فوق ذلك عقل ثاقب، لم يترك نفسه تفسد بالبذخ والكسل، بل اتبع عادات قومه، فكان يمارس الفروسية ويرمي الرمح ويسابق أقرانه في العدو..”.
ويتابع المؤرخ ذاته وصفه ليوغرطة قائلا: “كان دائما الأول أو من أوائل الذين يقتلون أسدا والحيوانات المتوحشة الأخرى، وكان يفعل الكثير وقليلا ما يتحدث عن نفسه”.
بداية الثورة
كان مؤثراً في قومه وذو شخصية قيادية قوية لذلك حاول عمه (مكبيسا) التخلص منه فأرسله في حروب ضارية في إسبانيا سنة 134 قبل الميلاد، فأظهر تفوقاً عسكرياً في الحروب، مما ذاد من شهرته، وقويت علاقاته مع شيوخ روما وأقنعوا عمه (مكبيسا) بالاستعانة به في حكم البلاد مع أبنائه.
وكان لعمه ولدان هما عزربعل وحفصبعل، وكانت علاقته بهم سيئة وبينهم خلافات على الحكم وتوحيد مملكة نوميديا وبعد وفاة عمه، قام يوغرطة بقتل ابن عمه حفصبعل بسبب الخلافات وسوء العلاقة بينهما، ودخل حروب مع ابن عمه الأخر (عزربعل) الذي كان يتودد للرومان وكان عقبةً أمامه في توحيد مملكة نوميديا، فقام بمحاصرة بلدة سيرتا، لكن الرومان تدخلوا وأنقذوا عزربعل، وقاموا بتقسيم الحكم بينه وبين يوغرطة الذي تولى وقتها الجزء الغربي من نوميديا، وحكم ابن عمه الجزء الشرقي حيث تكثر الثروات.
فلم يستسلم يوغرطة لذلك، لرغبته في توحيد مملكة نوميديا، وبعد اتساع نفوزه، أمر بقتل ابن عمه عزربعل سنة 113 قبل الميلاد، كما قام بقتل التجار الرومانيين، وتسلم وقتها الحكم في العاصمة سيرتا وأعلن بعدها يوغرطة حربه على الرومان التي استمرت ما يقرب من سبع سنوات، وبدأ يستولي على بلدة تلو الأخرى، وبدأ في جمع النوميديين، وكان الملك (بوكوس) ملك موريتانيا القديمة، وأبو زوجته أول من ساعده ضد الرومان مما زاد من قوته ولم يتمكن الرومان من دخول سيرتا.
حينها لجأت روما الى اسلوب الخيانة والدسائس فاتصل القنصل الروماني (غايوس ماريوس) بالملك بيوكوس ملك موريتانيا ابو زوجة يوغرطة واغروه بالسلطة والحكم ليتخلى عن يوغرطة.
الخيانة
طمع بوكوس ملك موريتانيا القديمة (المغرب حاليا) وهو ابو زوجة يوغرطة بالوعود التي وعده بها غايوس ماريوس القنصل الروماني في ذلك الوقت ونصب مكيدة ليوغرطة وسلمه للرومان عام 105 قبل الميلاد.
تم القبض على يوغرطة واثنين من ولده وطافوا بهم في موكب النصر للقنصل غايوس ماريوس، ويحكى في بعض الروايات ان الحراس وقت نقله للسجن قطعوا أذنيه طمعا في الذهب الذي كان يرتديه، وتم سجنه في سجون روما انتقاما منه لمحاربتها سنين طويلة، ومات في السجن من التعذيب.
بعد وفاته في السجون الرومانية بسبب خيانة بوكوس ملك موريتانيا له، تم تقسيم مملكة نوميديا الى ثلاثة أجزاء: جزء في الغرب للملك بوكوس (غرب الجزائر حاليا)، حصل غودا على الجزء الشرقي (ليبيا حاليا)، وحصل ماستانونزوس على الجزء الأوسط من مملكة نوميديا.
المصادر :
wikipedia
mawdoo3
edarabia
شاركنا رأيك في الملك النوميدي الذي حارب روما وعرضها للبيع…ثم غدَره أقرب الأقربون