من ابرز قادة الجيش الجزائري في القرن الـ 16… من هو الرايس قورصو ؟

من ابرز قادة الجيش الجزائري في القرن الـ 16… من هو الرايس قورصو ؟

من أبرز الشخصيات التي إكتسبت شهرة واسعة خلال فترة الحكم العثماني في الجزائر ، سواء بسبب إنجازاتها الحربية أو حياتها المثيرة و تركت أثراً كبيراً في البحر المتوسط، من خلال مشاركتها في الغزوات البحرية التي كان يشنها الأسطول العثماني الجزائري على السفن الأوروبية في المتوسط، الرايس قورصو والمشهور باسم حسن قورصو.

ولد حسن قورصو في تافيرا، بضواحي جزيرة كورسيكا سنة 1518م، وهي نفس السنة التي دخلت فيها الجزائر رسمياً تحت الحكم العثماني، وخلال تلك الفترة كانت جزيرة كورسيكا تتعرض إلى غارات مستمرة من قبل البحارة المسلمين، الذين كانوا يستهدفون السفن الأوروبية وتجارة العبيد.

في سن خمس سنوات اختطفه قراصنة جزائريون على شواطئ كورسيكا وتم نقله إلى اسطنبول

وتشير المراجع الأوروبية إلى أنّ حسن قورصو، كان اسمه PIETRO PAOLO TAVERA، عندما اختطفه البحارة العثمانيون بقيادة صالح رايس من جزيرة كورسيكا سنة 1523،
وقدموا به إلى الجزائر قبل أن ينقلوه إلى الباب العالي بإسطنبول.

تعلم اللغة العربية، وتحول إلى الإسلام وأخذ اسم حسن حيد، واسم حسن كورسو أو قورصو.
وتم دمجه في جيش الإنكشارية حيث تميز بقوته القتالية وبعد بضع سنوات، تم إرساله إلى الجزائر العاصمة.
يشير المؤرخون إلى أنّ اسم قورصو الذي اتخذه حسن هو نسبة إلى جزيرة كورسيكا، التي ولد بها.

كانت مسيرته العسكرية سريعة جدا، إذ جعلته مآثره العسكرية يرقى إلى رتبة آغا (جنرال) وهو في سنّ الـ31،
وسرعان ما تمّ تعيينه قائداً للجيش الجزائري سنة 1549، وذلك خلال فترة حكم صالح رايس، الذي كان مقرباً منه وشارك معه في العديد من المعارك والغزوات.

وفي سنة 1556 ، هاجم محمد المهدي سلطان المغرب تلمسان ، لكن الأتراك صدوا الحملة. اتخذ حسن قورصو قرارًا على الفور بمهاجمة فاس بالمغرب ،
لكن الكونت الكاوديتي الأسباني هاجم حسن على ظهره، واضطر الجيش التركي إلى التخلي عن البعثة، والعودة إلى مملكة الجزائر .
حسن باشا ، الحاكم الجديد لمملكة الجزائر ، أمر حسن قورصو باغتيال المهدي. و كان اغتيال سلطان المغرب في 23 أكتوبر 1557 ، بينما كان في جولة في الأطلس، من قبل فرقة تركية.
قام الأخير بقطع رأسه وإعادته إلى الجزائر قبل إرساله إلى القسطنطينية .

وأمام النجاح الذي حققه الرايس قورصو وصالح رايس بإخضاع القبائل الجنوبية للسلطة العثمانية، توجه صالح رئيس برفقة الرايس قورصو إلى وهران، من أجل طرد الإسبان منها في عام 1556.
كان جيش صالح رايس وخليفته رايس قورصو مكوناً من أسطولٍ بحري قوامه 30 سفينة حربية، إضافة إلى جيش بري قوامه 10 آلاف جندي،
استطاع الجيش العثماني في بداية الأمر أن يحقق انتصارات على الإسبان، الذين احتموا داخل أسوار المدينة، وتمكنوا من السيطرة على حصن سانتوس.

بعد الوفاة المفاجأة لصالح رايس بسبب الطاعون، قلبت أوضاع الحملة رأساً على عقب، وجعلت الجيش العثماني يتخبط في بادئ الأمر، قبل أن يستفيق قادة الجيش العثماني على تسمية خليفة صالح رايس، حسن قورصو رايساً وحاكماً للجزائر، خلفاً لصالح رايس، وذلك دون انتظار موافقة السلطان العثماني.

كان الباب العالي في إسطنبول لا يعلم بخبر وفاة صالح رايس، لذلك أرسل السلطان سليمان القانوني وفداً إلى الجزائر، لكن ذلك الوفد الذي وجد الرايس قورصو حاكماً للجزائر عاد وأخبر السلطان بوفاة صالح رايس، فأصدر سليمان القانوني فرماناً بتعيين محمد تكيرلي حاكماً على الجزائر.

رفض الرايس قورصو قرار السلطان العثماني بتعيين تكبرلي حاكماً على الجزائر، وأعلن تمرده على القرار برفضه السماح للوالي العثماني الجديد بالنزول إلى ميناء الجزائر، لكن البحرية سمحت بتولي الحاكم الجديد لمنصبه، وقامت باعتقال الرايس قورصو، قبل أن يموت بعد ثلاثة أيام من اعتقاله، وذلك في أوت 1556.

وتقول بعض المصادر أنه انتقم لحسن قورصو بعد فترة وجيزة، من قبل متمرد كالابريا ، يوسف، وهو العبد المفرج عنه من طرف حسن، الذي قتل محمد تكيرلي.

ورغم النهاية المأساوية للرايس قورصو، فإنه يعدّ من الشخصيات العسكرية التي تركت أثراً كبيراً بالجزائر، إلى حدّ أن إحدى المدن الجزائرية خلّدت اسم الرايس قورصو من خلال إطلاق تسمية قورصو على إحدى بلديات ولاية بومرداس الجزائرية، وهي المدينة التي كان الرايس قورصو يرتادها بعد العودة من غزواته ومعاركه البحرية

 

المصادر: 
Histoire secrète de la Corse
arabicpost
wikipedia


شاركنا رأيك في من ابرز قادة الجيش الجزائري في القرن الـ 16… من هو الرايس قورصو ؟

شاهد ايضا