العدوان الصهيوني على غزة: تفاقم للوضع الإنساني ومطالب بالوقف الفوري للإبادة الجماعية

العدوان الصهيوني على غزة: تفاقم للوضع الإنساني ومطالب بالوقف الفوري للإبادة الجماعية

الجزائر – يعيش الفلسطينيون في غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة, تنبئ بكارثة واسعة النطاق, مع تواصل العدوان الصهيوني ليومه ال23 على التوالي وتكثيف الاحتلال لغاراته على المجمعات السكنية وفي محيط المستشفيات, مخلفا المزيد من الشهداء ودمارا كبيرا في البنية التحتية, وذلك رغم النداءات الملحة التي أطلقتها عديد الأطراف الدولية لوقف فوري ل”الإبادة الجماعية” التي يتعرض لها المدنيون.

وحسب آخر حصيلة غير نهائية لضحايا هذا العدوان الصهيوني في غزة والضفة الغربية – أعلنت عنها وزارة الصحة الفلسطينية اليوم السبت – فقد ارتقى ما لا يقل عن 8069 شهيدا فيما أصيب أكثر من 22 ألف شخصا.

وتشير أرقام وزارة الصحة أن 7955 شهيدا سقطوا في قطاع غزة و114 شهيدا في الضفة الغربية, فيما جرح في القطاع أكثر من 20 ألف مواطن ونحو 2000 في الضفة الغربية المحتلة. 

ويصر المحتل على إطباق الخناق على القطاع, المحاصر أصلا منذ قرابة ال17 سنة, حيث يقطع المياه والكهرباء عنه ويمنع دخول المساعدات الانسانية والإغاثة وكذا الوقود الضروري لعمل المستشفيات.

وأمام التدهور الحاد للوضع الإنساني, جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تحذيراته من “كارثة إنسانية تتكشف أمام أعيننا”, بعدما سبق وأن حذر من “وابل غير مسبوق من المآسي” في القطاع الصغير الذي يقطنه نحو 2,4 مليون نسمة.

وبدورها, حذرت منظمة “أطباء بلا حدود” الدولية, على لسان ممثلتها في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة, علا الجعبري, من “خطورة الأوضاع الإنسانية في غزة مع قرب انتهاء المخزون الاستراتيجي الإغاثي والطبي في كافة مستشفيات القطاع”, واصفة الأوضاع الإنسانية الراهنة في غزة ب “الكارثية”.

من جهتها, أعربت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر, ميريانا سبولياريتش, عن صدمتها إزاء “المستوى الذي لا يطاق من المعاناة الإنسانية” وحثت على وقف التصعيد “فورا”, مضيفة “من المؤسف وقوع كل هذه الخسائر في أرواح المدنيين .يجب على العالم ألا يتسامح مع هذا الفشل الذريع”.

وفي في ذات السياق, أكدت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي, عبير عطيفة, أن الوضع الغذائي في غزة أصبح “صعبا للغاية بسبب نفاد المخزون في المحلات ونقص الخبز في المخابز نتيجة لنقص الوقود”, مضيفة أن “الملاجئ أصبحت مكتظة بالكثير من العائلات خاصة عقب تدمير المنازل والبنى التحتية”.

وشددت في هذا الإطار, على “ضرورة وقف إطلاق النار وفتح المعابر بصورة سريعة لإدخال المزيد من المواد الغذائية وتأمين ممرات إنسانية”, معربة عن أملها في حدوث انفراجة واستكمال إدخال جميع المساعدات الإنسانية لسكان غزة خلال الساعات المقبلة.

وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” قد أقرت على لسان مدير عملياتها توماس وايت, بفشل آلية إدخال المساعدات إلى قطاع غزة بسبب محدودية الشاحنات وعمليات التفتيش والإمدادات التي لا تتناسب مع  الاحتياجات الإنسانية وحظر الوقود,  داعيا لتدفق منتظم وثابت للإمدادات الإنسانية في ظل نفاد الإمدادات الغذائية بالأسواق.

 

عودة خدمات الاتصالات والإنترنت تكشف عن مجازر مروعة

 

وبعد ثلاثة أيام عن عزل غزة عن العالم, عادت خدمة الاتصالات والانترنت بشكل جزئي في القطاع لتكشف عن مجازر مروعة ارتكبت بحق المدنيين العزل من قبل  جيش الاحتلال .

وفي هذا الإطار, قال محمود بصل, المتحدث الرسمي باسم جهاز الدفاع المدني بغزة: “فوجئنا بحجم الدمار وعدد, الجثث بعد عودة الاتصالات. هناك عدد كبير من الشهداء تحت الأنقاض حتى هذه اللحظة يصعب الوصول إليهم”.

وأضاف أن المستشفيات “وصلت لأكثر من طاقتها القصوى وبعض الجرحى يعالجون على الأرض ومقبلون على كارثة كبيرة إذا لم يتم إدخال الوقود بشكل فوري”.

وفي السياق, أكد رئيس سلطة المياه الفلسطينية مازن غنيم, بذل كل الجهود الممكنة لتخفيف الوضع الذي أصبح كارثيا في المجالات كافة في القطاع, محذرا من العواقب الوخيمة لقطع الخدمات الأساسية عن القطاع.

ولفت إلى أن “انقطاع التيار الكهربائي وفقدان الاتصال عن قطاع غزة زاد الأمر سوءا حيال تدفق المياه نتيجة صعوبة التواصل مع الطواقم الفنية للوقوف على مدى جاهزية المحطات لإعادة ضخ المياه مرة أخرى إلى القطاع”, مؤكدا أن “السلطة تبذل حاليا كل ما في وسعها لتوفير الحد الأدنى من المياه لنصيب الفرد من أجل البقاء على قيد الحياة”.

وأعرب عن قلقه البالغ من انعكاسات النقص الحاد في تزويد المياه لسكان قطاع غزة في هذه الفترة الصعبة, حيث وصلت حصة الفرد حاليا في المنطقة الوسطى لترين فقط في اليوم, متوقعا أن تسوء الأوضاع أكثر مع تواصل العدوان وما يكبده للبنية التحتية للمياه والصرف الصحي من خسائر فادحة.