التشكيلي أعمر بريكي يعرض آخر أعماله بالجزائر العاصمة

الجزائر- إفتتح يوم السبت برواق “سين آرت” بالجزائر العاصمة معرض فني للتشكيلي أعمر بريكي قدم فيه آخر أعماله المتعلقة بموضوع الذاكرة, وفق رؤى فنية وجمالية متنوعة تغوص في رمزية الزمان والمكان.

وتحت عنوان “معنى الذاكرة وذاكرة المعنى” يقدم هذا المعرض 23 لوحة فنية من الحجم الكبير والمتوسط والمنجزة بتقنيات عدة, بعضها عبارة عن إعادة تجسيد وبطريقة فنية لبطاقات بريدية قديمة تصور مدينة الجزائر بقصبتها ومينائها وشوارعها المعروفة, ومدنا أجنبية كالعاصمة اللبنانية بيروت.

ومن بين اللوحات المعروضة “ساحة الشهداء” المنجزة بالأكريليك والقلم على القماش والتي تبرز بالألوان مدينة الجزائر في بدايات القرن العشرين, وكذا “قصبة الجزائر” المنجزة بدورها بالأكريليك على القماش, والتي تبرز القصبة في بدايات القرن العشرين بألوان ترابية, وهي أعمال تعكس فكرة الذاكرة كما يراها الفنان.

ويقول الفنان أن هذه الأعمال “تجسد نظرته الشخصية للذاكرة, باعتبار أن الحاضر هو تراكم لأحداث الماضي المعيشة, الجيدة منها أو السيئة, سواء كانت شخصية أو متعلقة بالمجتمع أو العالم المحيط بصفة عامة”, ضاربا المثل ببعض المدن التي عرفت تغيرات كبيرة على مر تاريخها كمدينة الجزائر وما تركته من آثار في سكانها.

ومن الأعمال المعروضة أيضا “شارع ويغان- بيروت” و”بطاقة لجبران خليل جبران”, وهي أعمال ملونة منجزة بالأكريليك والقلم تصور العاصمة اللبنانية قديما, إذ يلفت بريكي إلى أن بيروت التي جسدها انطلاقا من بطاقات بريدية قديمة “كان لها أثر في ذاكرته من حيث أنها كانت مسرحا لحرب أهلية, ولكونها أيضا مدينة معروفة بالثقافة”.

ويقدم الفنان أيضا العديد من اللوحات المنجزة بالحبر وقلم الرصاص على الورق, بعضها في تيار “الطبيعة الميتة”, وهي عبارة عن رسومات بالألوان لفواكه وخضار تعبر من خلال طريقة رسمها عن موضوع الذاكرة, وبعضها الآخر عبارة عن بورتريهات لنساء بتعابير متباينة تغلب عليها الألوان والخلفيات الداكنة.

ويضم المعرض أيضا سلسلة لوحات تحمل عنوان “زاوية الفنان”, تبرز المحيط الصغير الشخصي الذي يحيط بهذا الفنان وهو في عمله في الورشة بما يضمه من تفاصيل تساهم في إنجازه لإبداعاته كطاولة الرسم والأقلام والقهوة, بالإضافة لأعمال أخرى بألوان داكنة تصور تضاريس الجزائر التي يقول الفنان أنها “تلهمه كثيرا”.

وتخرج الفنان اعمر بريكي, وهو من مواليد 1963 بدلس بولاية بومرداس, من مدرسة الفنون الجميلة بالجزائر العاصمة في 1986, وقد تأثر منذ بداياته بمدينة الجزائر التي عاش وكبر بها, وفي رصيده عدة مشاركات في معارض للفن التشكيلي داخل الجزائر وخارجها.

ويستمر معرض “معنى الذاكرة وذاكرة المعنى” إلى غاية 12 يونيو المقبل.