27 ديسمبر : ذكرى رحيل هواري بومدين… الرئيس الثاني والزعيم الأول للجزائر المستقلة

27 ديسمبر : ذكرى رحيل هواري بومدين… الرئيس الثاني والزعيم الأول للجزائر المستقلة

فتح بوخروبة محمد إبراهيم عينيه على الحياة في 23 أوت 1932 بقرية بني عدي قرب جبل هوارة قريبا من مدينة قالمة الجزائرية، وترعرع في أسرة فقيرة جدا تعمل في الفلاحة وتحمل سمات الكادحين وآمال فقراء الجزائر في انعتاق من سيطرة جنرالات باريس الذين لم يكونوا يرون للجزائر وجودا خارج فرنسا قيمة وهوية وسياسة.

تلقى هواري بومدين تعليما دينيا مركزا مع تعليم عصري باللغة الفرنسية في قالمة الجزائرية، والتحق بالمدرسة الكتانية التابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين في مدينة قسنطينة الأثيرة في تاريخ النضال والعلم .

رفض هواري بومدين خدمة العلم الفرنسي – كانت السلطات الفرنسية تعتبر الجزائريين فرنسيين ولذلك كانت تفرض عليهم الالتحاق بالثكنات الفرنسية لدى بلوغهم السن الثامنة عشر – وفرّ إلى تونس سنة 1949 والتحق في تلك الحقبة بجامع الزيتونة الذي كان يقصده العديد من الطلبة الجزائريين ، ومن تونس انتقل إلى القاهرة سنة 1950 حيث التحق ب جامع الأزهر الشريف حيث درس وتفوق.

مع اندلاع الثورة الجزائرية في 01 وفمبر 1954 انضم إلى جيش التحرير الوطني في المنطقة الغربية وتطورت حياته العسكرية كالتالي:

1956 : أشرف على تدريب وتشكيل خلايا عسكرية. وقد تلقى في مصر التدريب حيت اختيرواهووعددا من رفاقه لمهمة حمل الاسلحة
1957 : أصبح منذ هذه السنة مشهورا باسمه العسكري “هواري بومدين” تاركا اسمه الأصلي بوخروبة محمد إبراهيم كما تولى مسؤولية الولاية الخامسة.
1958 : أصبح قائد الأركان الغربية.
1960 : أشرف على تنظيم جبهة التحرير الوطني عسكريا ليصبح قائد الأركان.
1962 : وزيرا للدفاع في حكومة الاستقلال.
1963 : نائب رئيس المجلس الثوري
وكان مسؤولا عسكريّا هذا الرصيد الفهمي الذي كان له جعله يحتل مسقطا متقدما في جيش التحرير الوطني وتدرجّ في رتب الجيش إلى حتى أصبح قائدا للمنطقة الغرب الجزائري ، وتولى قيادة وهران من سنة 1957 والى سنة 1960 ثمّ تولى رئاسة الأركان من 1960 والى تاريخ الاستقلال في 05 جويلية 1962 ، وعيّن بعد الاستقلال وزيرا للدفاع ثم نائبا لرئيس مجلس الوزراء سنة 1963 دون حتى يتخلى عن منصبه كوزير للدفاع .

 

وفي 19 جوان 1965 قام هواري بومدين بانقلاب عسكري أطاح بالرئيس أحمد بن بيلا .

حكم بومدين من 19 جوان 1965 إلى غاية ديسمبر 1978 . فتميزت فترة حكمه بالازدهار في جميع المجالات خاصة منه الزراعي كما قام بتأميم المحروقات الجزائرية.وأقام أيضا قواعد صناعية كبرى مازالت تعمل إلى حد الساعة. وكان في أول الأمر رئيسا لمجلس التسليم التوري تم انتخابه رئيسا للجمهورية الجزائرية عام 1975.

بعد حتى تمكن هواري بومدين من ترتيب البيت الداخلي ، شرع في تقوية الدولة على المستوى الداخلي وكانت أمامه ثلاث تحديات وهي الزراعة والصناعة والثقافة ، عملى مستوى الزراعة قام بومدين بتوزيع ألاف الهكتارات على الفلاحين الذين كان قد وفر لهم المساكن من خلال مشروع ألف قرية سكنية للفلاحين وأجهز على معظم البيوت القصديرية والأكواخ التي كان يقطنها الفلاحون ، وأمدّ الفلاحين بكل الوسائل والامكانات التي كانوا يحتاجون اليها .

وقد ازدهر القطاع الزراعي في عهد هواري بومدين واسترجعت حيويتها التي كانت عليها اياّم الاستعمار الفرنسي عندما كانت الجزائر المحتلة تصدّر ثمانين بالمائة من الحبوب إلى جميع أوروبا . وكانت ثورة بومدين الزراعية خاضعة لاستراتيجية دقيقة بدأت بالحفاظ على الأراضي الزراعية المتوفرة وذلك بوقف التصحر واقامة حواجز كثيفة من الأشجار الخضراء السد الأخضر بين المناطق الصحراوية والمناطق الصالحة للزراعة وقد أوكلت هذه المهمة إلى الشباب الجزائريين الذين كانوا يقومون بخدمة الوطنية .

وعلى صعيد الصناعات الثقيلة قام هواري بومدين بانشاء مئات المصانع الثقيلة والتي كان خبراء من دول المحور الاشتراكي والراسمالي يساهمون في بنائها ، ومن القطاعات التي حظيت باهتمامه قطاع الطاقة ، ومعروف حتى فرنسا كانت تحتكر انتاج النفط الجزائري وترويجه إلى حتى قام هواري بومدين بتأميم المحروقات الأمر الذي انتهى بتوتير العلاقات الفرنسية –الجزائرية ، وقد أدى تأميم المحروقات إلى توفير سيولة نادرة للجزائر ساهمت في دعم بقية القطاعات الصناعية والزراعية . وفي سنة 1972 كان هواري بومدين يقول حتى الجزائر ستخرج بشكل تام من دائرة التخلف وستصبح يابان العالم العربي .

وبالتوازي مع سياسة التنمية قام هواري بومدين بوضع ركائز الدولة الجزائرية وذلك من خلال وضع دستور وميثاق للدولة وساهمت القواعد الجماهيرية في اثراء الدستور والميثاق رغم ما يمكن حتى ينطق عنهما الا أنهما ساهما في ترتيب البيت لجزائري ووضع ركائز لقيام الدولة الجزائرية الحديثة.

اجمالا كانت علاقة الجزائر بكل الدول وخصوصا دول المحور الاشتراكي حسنة للغاية عدا العلاقة بفرنسا وكون تاميم البترول يعد من جهة مثالا لباقي الدول المنتجة يتحدى به العالم الراسمالي امبريالي جعل من الجزائر ركن للصمود واللقاءة من الدول الصغيرة كما كانت الثورة الجزائرية درسا للشعوب المستضعفة ومن جهة أخرى وخاصة بعد مؤتمر الأفروأسيوي في يوم ثلاثة أيلول – سبتمبر 1973 يستقبل في الجزائر العالم الثالث كزعيم وقائد واثق من نفسه وبمطالبته بنظام دولي حديث أصبح يشكل تهديدا واضحا للدول المتقدمة.

وفاته
أصيب هواري بومدين صاحب شعار ” بناء دولة لا تزول بزوال الرجال ” بسقم استعصى علاجه وقلّ شبيهه ، وفي بداية الأمر افترض الأطباء أنّه مصاب بسرطان المثانة ، غير حتى التحاليل الطبية فندّت هذا الادعّاء ومضى طبيب سويدي إلى القول حتى هواري بومدين أصيب بسقم ” والدن ستروم ” وكان هذا الطبيب هونفسه مكتشف السقم واتى إلى الجزائر خصيصا لمعالجة بومدين ، وتأكدّ أنّ بومدين ليس مصابا بهذا الداء وقد توفي هواري بومدين في صباح الأربعاء 27 – ديسمبر – 1978 على الساعة الثالثة وثلاثون دقيقة فجرا . .


شاركنا رأيك في 27 ديسمبر : ذكرى رحيل هواري بومدين… الرئيس الثاني والزعيم الأول للجزائر المستقلة

شاهد ايضا