3 حقائق يجب معرفتها لإنهاء الجدل “المتجدد” حول الإحتفال برأس السنة الميلادية

3 حقائق يجب معرفتها لإنهاء الجدل “المتجدد” حول الإحتفال برأس السنة الميلادية

مع إقتراب نهاية السنة يتجدد الجدل ككل عام حول حكم الاحتفال بعيد الميلاد أو رأس السنة الميلادية، ومشاركة النصارى بعيدهم ، وحتى تبادل التهاني بين المسلمين بعضهم البعض إحتفالا بهذه المناسبة .

لكن قبل أن نتطرق للأحكام الشرعية التي تخص هذا الموضوع ، يجب العودة إلى التاريخ لمعرفة من أين جاءت فكرة الاحتفال برأس السنة المستمرة حتى اليوم؟

كما هو معروف تأتي ليلة رأس السنة الميلادية، مساء 31 ديسمبر من نهاية كل عام، وهو آخر يوم في التقويم الغريغوري، واليوم الذي يليه هو أول يوم في السنة.
ولا تحدث الاحتفالات في وقت واحد، وإنما تنطلق مع دقات الساعة من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، مروراً بأوروبا والشرق الأوسط، الذي يضجّ بجدلية واسعة بخصوص الاحتفال من عدمه.
وفي المدن الشرقية والغربية من العالم تختلف عادات الاحتفال بين مدينة وأخرى، ولكنها تتّفق في صيغة واحدة هي الاحتفال عبر عروض الألعاب النارية.

1- من أول من احتفل برأس السنة؟
وفق ما كشفته مصادر أنتروبولوجية وتاريخية ، المصريين القدماء كانوا أول من احتفل ببداية العام الجديد، وأقاموا مظاهر عدة للاحتفال ببداية العام الجديد حسب التقويم الفرعوني، منذ أكثر من 7500 سنة.
وقال مدير عام البحوث والدراسات الأثرية بوزارة الأثار المصرية، عبدالرحيم ريحان، لقناة بي بي سي عربية إن أقدم تقويم عرفته البشرية كان “التقويم المصري القديم”، والذي عُرف باسم “التقويم التحوتي المقدس”، وبدأ العمل به في العام الأول لحكم الملك “أثوتيس”، ابن الملك مينا، عام 5557 قبل الميلاد.

2- أول من جعل أول يوم من السنة إحتفال ديني ؟
تعد شعوب بلاد الرافدين ، العراق حاليا ، من أوائل الحضارات التي جعلت من اليوم الأول في السنة ،وفق تقويهم آنذاك ، إحتفالا ديني .
ووفق الإكتشافات والدراسات ، كان أهالي العراققبل أكثر من 4 آلاف سنة يسمون هذه الاحتفالات بـ “أكيتو”، ويعني عيد رأس السنة لدى الأكديين والسومريين والآشوريين والكلدانيين في بلاد الرافدين.
وكانت السنة تبدأ في أول أفريل ، أين كان يتم عرض تماثيل آلهتهم في شوارع المدينة، وتستمر الاحتفالات حتى يوم الثاني عشر، والأكديون ساميو الأصل، قدموا من الجزيرة العربية.

3- هل حقا سيدنا عيسى عليه السلام مولود في أواخر ديسمبر ؟
قديما كانت السنة الرومانية توافق الاعتدال الربيعي، ولكن بعدها قام الامبراطور يوليوس قيصر بوضع الأول من جانفي ، كأول يوم في السنة ، بعد الإصلاحات التي قام بها في التقويم الروماني الذي كان يحوي بعض الخلل.
وقد سُمِّيَ ( أي يناير) كذلك نسبة إلى “يانوس” إله التغيير والبدايات الروماني. وقد كانوا يحتفلون به بتقديم تضحيات لـ ”يانوس” أملا في نماء ثورتهم في العام الجديد.

لكن في العصور الوسطى ، في أروبا ، أصبحت هذه الاحتفالات تعتبر وثنية غير مسيحية. وبالتالي تم إلغاء الاحتفال برأس السنة واستُبدل بأعياد دينية عندهم، كالــ 25 من ديسمبر الذي يزعمون أنه يوم ميلاد المسيح عيسى عليه السلام بعد ان كان 25 مارس.
و تم كذلك إعطاء الأول من يناير أهمية أو رابطا دينيا ، باعتباره عيد ختان المسيح ، وذلك بعد ثمانية أيام من ولادته ، مع أن تاريخ ولادته غير صحيح فعليا .
وفي عام 1582 ، أعاد البابا غريغوري الثالث عشر الاحتفال برأس السنة في الأول من جانفي ، بعد إصلاحه للتقويم الذي صار معتمدا من قبل معظم الدول الكاتوليكية ، ومن ثَمَّ من الدول البروتستانتية .

ويذكر أن الاحتفالات لم تكن بهذا الحجم كما نراه اليوم في كل مكان في العالم، بل كانوا يصنعون الولائم ويشيعون مظاهر البهجة بقدوم السنة الجديدة، وبعضهم يقدم الهدايا وغير ذلك، ولم يعرفوا استخدام الألعاب النارية لهذه المناسبة حتى عهد قريب.
ووفق المؤرخون أول احتفال بالألعاب النارية كان في سنة 1904 في مدينة “نيويورك” بمناسبة رأس السنة، وكذلك افتتاح المترو إذ نجح صاحب صحيفة نيويورك تايمز، وهو مهاجر من أصل ألماني يسمى “ألفريد أوكس” قام بإقناع أعيان المدينة بتغيير مسمى ساحة “لونغكيري سكوير” إلى ” تايمز سكوير” بمناسبة افتتاح المقر الرسمي للصحيفة هناك، وكان المبنى هو محور الاحتفال الذي لم يشهد له مثيلا من قبل ثم استمرت الاحتفالات من بعد هذا الاحتفال الفريد من نوعه بالألعاب النارية، وقلدته مختلف دول العالم من ذلك الوقت حتى اليوم.

ولإنهاء الجدل ،هل يحتفل المسلم برأس السنة الميلادية؟
لا شكّ بأنّ الأعياد في الشريعة الإسلامية عبادة يتقربُ فيها العبدُ من ربّه، ومن المعلوم بأنّ أعياد المسلمين هي ثلاثةُ أعيادٍ ليس لهما رابع وهما عيدُ الأضحى وعيدُ الفطر ويوم الجمعة الذي يُسمّى بعيد المسلمين.
وكما هو جلي، الاحتفال برأس السنة الميلادية يُعتبر من البدع التي اصطنعها الإنسان ، من غير دليلٍ ولا أصل لها في الشريعة ولا حتى في شرائعهم ، فالمسلمين بحدّ ذاتهم لو أنّهم هم من اخترعوا هذا الاحتفال لكفى في ردّهِ وعدم العمل به، فالعمل بالبدعةِ أمرٌ منهي عنه بالجملة، فكيف إن كان من أهل الكفر ومن أصحاب الصليب من أحدثوه، فإنّ اجتمع هذا الوصفان صارا علتين مستقلتين في القبح والنهي، كما وضحهُ شيخ الإسلام ابن تيمية.
وفي الأخير ، احتفالات رأس السنة والأعياد الميلادية فيها تشبهاً بائناً لما عليه النصارى والمسيحين، وأنّ مقتضى هذا التقليد يُظهر أفضلّية المقلّد على الُمقلد له، ومثل هذا الأمر لا يجوز من مسلمٍ يعبدُ الله تعالى وفضلّهُ على سائر الخلق وسائر الأديانِ.

حكم الاحتفال من القرآن
قال تعالى: “وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً”
ويتضح من تفسير تلك الآية أن فيها نهي عن مشاركة المسلمين في أعياد المشركين أو الاحتفال بها
ففي تفسير مجاهد: أن المقصود هنا هو أعياد المشركين
وفي تفسير ابن سيرين: أن المقصود بكلمة الزور هنا هو عيد للنصارى يدعى الشعانين، ويقام هذا العيد في الأحد
السابق لعيد الفصيح، حيث يحتفل المشركون به بحمل السعف ظنًا منهم أنه ذكرى لدخول المسيح عليه السلام
البيت المقدس.

 

 

بعض المصادر:
e3arabi
islamonline
alkhaleejonline
manzili.life


شاركنا رأيك في 3 حقائق يجب معرفتها لإنهاء الجدل “المتجدد” حول الإحتفال برأس السنة الميلادية

شاهد ايضا