بلادنا

1908/ 1977..نبذة عن ”مفدي زكرياء“ شاعر الثورة الجزائرية العظيم

Widgets Magazine

ولد شاعر الثورة “مفدي زكريا” واسمه الحقيقيّ “الشيخ زكريا بن سليمان”، في 12 من شهر أبريل سنة 1908، بـ: “بني يزقن” بقلب مدينة غرداية، ويقال أنّ أصل عائلته يعود إلى الرستميين، وكان من بين أسمائه التي لقبّه بها محبّوه: الفتى الوطني- ابن تومرت – أبو فراس الحمداني.

نشأ الشاعر مفدي زكريا في أحضان أسرة متديّنة، وسط مجتمع “إباضيّ” محافظ، وبدأ دراسته في مدينة غرداية حيث تعلّم قواعد اللغة العربية والفقه وحفظ القرآن الكريم، ثم سافر إلى مدينة عنابة شرق الجزائر لمواصلة دراسته، حيث كان والده يمارس التجارة، فتعلم في مدينة عنابة اللغتين العربية والفرنسية، وفي سنة 1922 توجّه ضمن البعثة الميزابية للدراسة في تونس، وبالتحديد في جامع الزيتونة، ومدرسة السلام، والمدرسة الخلدونية أيضا، وهي مرحلة خصبة حقا، حيث كان شاعر الثورة مفدي زكريا شديد المطالعة للأدب والشعر، ومحبّا للمجالس الشعرية التي افتتحها في تونس الشيخ الشاعر العربي الكبادي، وكان صديقا حميما للشاعر الكبير أبي القاسم الشابي رحمه الله، وكان من أصدقائه الشعراء أيضا، الشاعر الجزائري رمضان حمود وأبو اليقضان.

وفي تونس انضم إلى إتحاد طلبة شمال أفريقيا، موازاة مع إعلان ظهور حزب نجم شمال أفريقيا الذي أسسه الزعيم التاريخيّ مصالي الحاج، وكان هو مؤلف نشيد الحزب المعروف باسم: “نداء الجزائر روحي ومالي”، ثم انخرط في حزب الشعب الجزائريّ وكتب أيضا النشيد الرسميّ للحزب الذي حمل عنوان “فداء الجزائر”.

عمل أميناً عاماً لحزب الشعب. – عمل رئيساً لتحرير صحيفة “الشعب” الداعية لاستقلال الجزائر في سنة 1937م. – واكب شعره بحماسة الواقع الجزائري، بل الواقع في المغرب العربي في كل مراحل الكفاح منذ سنة 1925م حتى سنة 1977م داعياً إلى الوحدة بين أقطارها. – ألهب الحماس بقصائده الوطنية التي تحث على الثورة والجهاد حتى لقب: بشاعر الثورة الجزائرية. – هو صاحب نشيد الثورة الجزائرية و النشيد الوطني الجزائري المعروف “قسماً”.

Widgets Magazine

أثناء تواجده بتونس و اختلاطه بالأوساط الطلابية هناك تطورت علاقته بأبي اليقضان و بالشاعر رمضان حمود ، وبعد عودته إلى الجزائر أصبح عضوا نشطا في جمعية طلبة مسلمي شمال إفريقيا المناهضة لسياسة الإدماج ، إلى جانب ميوله إلى حركة الإصلاح التي تمثلها جمعية العلماء انخرط مفدي زكريا في حزب نجم شمال إفريقيا ثم حزب الشعب الجزائري و كتب نشيد الحزب الرسمي ” فداء الجزائر ” اعتقل من طرف السلطات الفرنسية في أوت 1937 رفقة مصالي الحاج و أطلق سراحه سنة 1939 ليؤسس رفقة باقي المناضلين جريدة الشعب لسان حال حزب الشعب ، اعتقل عدة مرات في فيفري 1940 (6 أشهر) ثم في بعد 08 ماي 1945 (3 سنوات ) و بعد خروجه من السجن انخرط في صفوف حركة الانتصار للحريات الديمقراطية ، انضم إلى الثورة التحريرية في 1955 و عرف الاعتقال مجدّدا في أفريل 1956. سجن بسجن بربروس ” سركاجي حاليا ” مدة 3 سنوات وبعد خروجه من السجن فرّ إلى المغرب ثم إلى تونس أين ساهم في تحرير جريدة المجاهد إلى غاية الاستقلال. اشتهر مفدي زكريا بكتابة النشيد الرسمي الوطني” قسما “، إلى جانب ديوان اللهب المقدس، و إلياذة الجزائر .

سنة 1955، التحق شاعر الثورة بثورته الجزائرية المباركة التي حلم بها طويلا ورآها تنطلق في الأول من نوفمبر 1954، وكان مجاهدا نشطا ومؤثرا في سير الثورة ما عرضه للاعتقال مرة أخرى سنة 1956، وهنا سجن في سجن بربروس، الذي كتب فيه جلّ قصائد دواوينه الشهيرة: “اللهيب المقدّس” و “إلياذة الجزائر”، سنة 1959 فرّ من السجن إلى المملكة المغربية بعد ثلاث سنوات من الاعتقال، وبقي يناضل هناك ومنها إلى تونس في سبيل استقلال الجزائر، التي أحبّها دوما، وقال فيها:

بلادي وقفت لذكراك شعري*** فخلد مجدك في الكون ذكري
وألهمتِني فصدعت الدنا*** بإلياذتي باعتزاز وفخر
وكنت أوقع في الشاهقا*** تخطى الثائرين بألحان صدري
فخلد قدس اللهيب بياني*** وأذكى لهيب الجزائر فكري
وإن يجحدوني فحسبيَ أني*** وهبت الجزائر فكري وعمري
كتب الشاعر الراحل العديد من قصائده الوطنية أثناء فترة الاحتلال الفرنسيّ في سجن بربروس “أعرق سجن عثمانيّ” في الجزائر، يعود إلى فترة حكم خير الدين بربروس، القائد التركيّ الذي ساعد الجزائريين رفقة أخيه عرّوج لردّ العدوان الاسبانيّ على الجزائر في القرن 16م، وكان الشاعر قد وجد فرصته لإطلاق الحرية لقلمه المحارب الشرس، ضدّ الاحتلال الفرنسيّ الذي لا يحترم هوية ودين المسلمين، ويحتلّ أراضيهم بغير وجه حقّ، وينهب خيراتهم ويجهّل أبناءهم بمنعهم من الحقّ في التعليم، ذلك أنّ الاحتلال الفرنسيّ للجزائر يشبه تماما الاحتلال الصهيونيّ لفلسطين الحبيبة اليوم، لقد كان احتلالا ثقافيّا استيطانيا، قامت فيه فرنسا بسنّ قوانين جائرة تمنع الجزائريين من معظم حقوقهم، وعلى رأسها الحقّ في التمدرس والتعلم خوفا من اشتداد المقاومة عليها، وهو ما يغيض كلّ جزائريّ مناهض للاستعمار، ذلك أنّ ما أطال عمر الاحتلال الفرنسيّ للجزائر هو حملة التجهيل الفرنسية المنظّمة ضدّ الشعب.

بقي الشاعر الكبير مفدي زكريا يناضل في سبيل استقلال الجزائر إلى أن جاء المراد في 05 جويلية 1962، إنّه استقلال الجزائر ومشاهد الحرية، لذّة النصر بعد التعب، من كان ليصدّق أنّ مستعمرا استيطانيا كان جاثما على صدر أهلها وشعبها طوال 132 عاما من السواد والظلمة وضياع الحقوق، بعد النصر قرر شاعر الثورة العودة إلى الجزائر، وأنشأ مركزا للخدمات الإدارية، وقام بكتابة دليل المغرب العربي الاقتصاديّ، داعيا إلى ضرورة اتحاد دول المغرب العربيّ، لكنه ما لبث أن غادر الجزائر بعدما شاهده من خلافات على السلطة، وبداية لضياع حلم الوحدة المغاربية، فسافر ليستقرّ في تونس بين سنتي 1963-1969، ثم رحل بعدها إلى المملكة المغربية ليستقرّ بها، حيث قام بإنشاء مدرسة ثانوية هناك، لكنه كان يزور الجزائر، ويساهم رفقة صديقة وزير الشؤون الدينية، المفكر الراحل مولود قاسم نايت بلقاسم في تحضير ملتقيات الفكر الإسلاميّ، وفي 24 جويلية 1972، ألقى رائعته الشهيرة “إلياذة الجزائر أمام ضيوف الملتقى السادس للفكر الإسلامي بالجزائر العاصمة، وعاد بعدها إلى تونس، حيث توفي هناك في 03 من رمضان سنة 1397 هجري، الموافق لـ: 17 أغسطس 1977، وتمّ نقله إلى مسقط رأسه ببني يزقن مدينة غرداية، رحمه الله.

انتاجه الادبي:

  1. تحت ظلال الزيتون (ديوان شعر) صدرت طبعته الأولى عام 1965م.
  2. اللهب المقدس (ديوان شعر) صدر في الجزائر عام 1983م صدرت طبعته الأولى في عام 1973م.
  3. من وحي الأطلس (ديوان شعر).
  4. إلياذة الجزائر (ديوان شعر).
  5. له عدد من دواوين الشعر لازالت مخطوطة تنتظر من يقوم بإحيائها.

من شعر مفدي زكريا

  • النشيد الوطني الجزائري
  • نحن طلاب الجزائر
Widgets Magazine
Leave a Comment
شارك

اخر الاخبار

أفضل و أرخص 3 هواتف ذكية في الجزائر

سامسونج جلاكسي ام 13 / Galaxy M 13 جهاز Samsung Galaxy M13 من شركة Samsung…

منذ 4 أشهر

جولة بـ 14 صورة في جنة العارف… تفاصيل مذهلة من التصميم والتنوع

في قلب مدينة مستغانم، تنشر جنة العارف رونقًا خاصًا من الأصالة والثقافة. إنها المقر الرسمي…

منذ 4 أشهر

فيديوهات نادرة… نبـذة عن حياة العلامة عبد الحميد بن باديس

الإمام عبد الحميد بن باديس (1307-1358 هجرية) الموافق لـ (1889-1940) من رجال الإصلاح في الوطن…

منذ 4 أشهر

شيدت في القرن الـ 11… تعرف على قلعة بني حماد ثاني اقدم عاصمة في الجزائر

يعتبر قصر بني حماد واحد من أهم المعالم التاريخية والتراثية في الجزائر، هذه القلعة الألفية…

منذ 5 أشهر

الجزائر العاصمة تتصدر التصنيف العالمي كواحدة من أفضل الوجهات السياحية لعام 2024

الجزائر العاصمة تتألق على الساحة العالمية كواحدة من أبرز الوجهات السياحية المثيرة، حيث حصلت على…

منذ 5 أشهر

تم ذكرها لأول مرة سنة 1876… ما هي قصة الصلصة الجزائرية “العالمية”

لذيذة وفريدة المذاق، بسيطة المكونات وسريعة التحضير، ترافق أنواع كثيرة من الأطباق التقليدية والأطباق السريعة…

منذ 5 أشهر