يعود تاريخها إلى ما قبل القرن الـ 17… “جبة الفرقاني” أبهى الحلل التقليدية لمدينة الجسور المعلقة

يعود تاريخها إلى ما قبل القرن الـ 17… “جبة الفرقاني” أبهى الحلل التقليدية لمدينة الجسور المعلقة

الجبة أو ڨندورة الفرقاني القسنطينية تقليد متأصل بمدينة الجسور المعلقة قسنطينة تتوارثه الأجيال أبا عن جد، ليكون اللباس التقليدي الذي تحرص العروس على صناعته وارتداءه يوم حنّتها، إذ لا يخلو منزل بقسنطينة من جبة “الفرڤاني” فهو بالنسبة لأهلها ذو رمزية ودلالة على الأناقة والأنفة، فلا يمكن للعروس أن تستغني عنه في جهازها فيكون أول ما تبدأ تحضيره بالنظر إلى المدة التي تستغرقها عملية تطريزه من قبل الصانعين.

جبة الفرقاني، بالنسبة لأهلها ذو رمزية ودلالة على الأناقة والأنفة، فلا يمكن للعروس أن تستغني عنه في جهازها فيكون أول ما تبدأ تحضيره بالنظر إلى المدة التي تستغرقها عملية تطريزه من قبل الصانعين. فالكثير من الأسماء الكبيرة من داخل وخارج الوطن الجزائري ألبستها من زوجة القذافي إلى حرم الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد وهواري بومدين والنجمة أمل بوشوشة والروائية أحلام مستغانمي، وتقريباً كل نجمات الغناء والتلفزيون.

الڤندورة العريقة تصنع بخيوط رقيقة بيضاء من الفضة أو بالخيط الأصفر المصنوع من الذهب وخيط الفتلة الحرة الأصلية متكون من 12 خيطا لا تلصق لا على الجلد ولا على الكارطون لكنها تصنع على “لتوال” هذا بخصوص الفتلة، أما خيط المجبود فهو يستخدم على الجلد وقطيفة “جنوة” المصنوعة من خيط الحرير تاريخها يعود إلى 1450م.

سميت بها الاسم نسبة إلى منطقة جنوة الإيطالية وعندما انتشر هناك المحتالون والمجرمون هرب الصناع بصناعتهم إلى ليون الفرنسية التي كانت مركز الصناعات النسيجية في فرنسا وعاصمة، حتى قبل باريس فأطلقوا عليها اسم «قاطفة جنوة» نسبة للمنطقة التي انحدروا منها.

وفي ظل انتشار التقليد وارتفاع أسعار المادة الأولية، فالقطيفة الحرة اليوم صارت عملة نادرة وسعر المتر الواحد قد يتجاوز 20 ألف دينار جزائري و«قطيفة جنوة» التي كانت تصنع من خيوط الحرير صارت اليوم تصنع من لستا والجلد الأصلي عوض اليوم بـ” الصالبا” والكارطون وخيوط الذهب والفضة عوضت بألوان لا علاقة بالمعادن الثمينة.

أن هذه التغيرات التي تهدد اليوم أصالة الصناعة التقليدية تعود إلى ارتفاع أسعار وندرة المادة الأولية والاستعجال في الربح السريع، والقدرة الشرائية للناس اليوم تدفع الكثيرين إلى اختيار الأقل سعرا، أن الڤندورة الحرة لا يمكن لسعرها أن يكون أقل من 8 ملايين.

وتعبر هذه التحفة الفنية التي لا يعرف أسرارها الدفينة سوى أولئك الأشخاص الخبيرين في الصناعة التقليدية القسنطينية عن الإتقان اللامتناهي لسيدات المدينة وتكشف عن جمال المرأة الجزائرية، وفي السابق كان لون القندورة هو اللون الأحمر الخمري، ولكن مع مرور الوقت أدخلت عليه عدة تغيرات فأصبح يمكن الاعتماد على اللون الأخضر والأزرق والنيلي والبنفسجي، وتبدأ مراحل تجهيز القندورة من اختيار رسم نموذجي يوضع على جلد مدبوغ ثم ينقش الرسم على الجلد ويلصق على القطيفة ثم مرحلة التطريز بخيط المجبوذ، وعادة ما يكون النقش عبارة عن زخرفات تأخد أشكالا مختلفة كالورود والعاصفير والفرشات، وتكون على شكل لخراطات الذي يمنح الفرقاني شكل واسع حيث تكون ضيقة من الاعلى وواسعة من الاسفل ، تستغرق عملية تجهيز قندورة الفرقاني أو قندورة القطيفة سنة تقريبا، وتيم إرتدائها مع حزاما ذهبيا يطلق عليه محزمة اللويزة.

ووفق مصادر إعلامية جزائرية، قررت وزارة الثقافة تقديم ملف لمنظمة اليونيسكو من إجل إدراج جبة الفرقاني بجميع أنواعها المحلية ضِمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية
وهذا من أجل حماية التراث الجزائري الذي يعرف حملة سطو ممنهجة تسعى وزارة الثقافة للتصدي لها، خاصة بعد النجاح في تصنيف طابع الراي

كما تتوفر وزارة الثقافة على قطع من هذا الزي التقليدي الأصيل، يعود تاريخ بعضها إلى القرن ال17 يمتلكها بعض مواطني هاته المناطق الذين يحرصون كل الحرص على الحفاظ عليها.

 

المصادر:
tahwaspresse.dz
wikipedia
wattpad.com


شاركنا رأيك في يعود تاريخها إلى ما قبل القرن الـ 17… “جبة الفرقاني” أبهى الحلل التقليدية لمدينة الجسور المعلقة

شاهد ايضا