في الوقت الذي يتجه فيه الكثيرون إلى الميتافيرس و الجيل الخامس والعملات المشفرة ، يعود بيل غيتس إلى أساسيات الثروة عن طريق شراء الأراضي الزراعية على نطاق واسع.
وهذا يعد دليل على أن مثل هذا النوع من الاستثمارات سيظل أساس زيادة الثروة.
ووفقا لما نشرته وسائل إعلامية أمريكية على رأسها شبكة آن بي سي نيوز، أن عائلة غيتس استحوذت على أكثر من 119 ألف هكتار من المزارع في الولايات المتحدة في السنوات الـ10 الماضية، وتشمل هذه المساحة -التي ساعدت في شرائها شركة “كاسكيد إنفستمنت” (Cascade Investment) وعدد من الشركات الأخرى- أراضي زراعية فيما يقرب من 20 ولاية، بأصول تزيد على 690 مليون دولار.
فيما كشفت مجلة “تقرير الأرض” الأمريكية، أن بيل جيتس قد جمع مجموعة واسعة من الأراضي الزراعية على مر السنين تغطي 18 ولاية.
وأكدت المجلة التي لقبته بـ “بيل الفلاح”، أنه أصبح أكبر مالك خاص للأراضي الزراعية في الولايات المتحدة، بعد شراءه لأكثر من 5860 هكتار من الأراضي الزراعية في شرق واشنطن – وهي أراضي قبيلة ياكاما – مقابل 171 مليون دولار في عام 2018 .
وقال التقرير إن أكبر حيازات عائلة غيتس تقع في لويزيانا (69.071 أكر) وأركنساس (47927 أكر) ونبراسكا (20.588 أكر).
هذا ويتم الاحتفاظ بأراضيهم الزراعية بشكل مباشر ومن خلال Cكاسكيد إنفستمنت، وهي شركة يسيطر عليها غيتس لإدارة استثماراته.
كيف حاول الملياردير الأمريكي أن يشرح سبب شرائه الكثير من الأراضي الزراعية؟
عندما ضُغط عليه أثناء مناقشة كتابه حول سبب استحواذه على الكثير من الأراضي الزراعية، ادعى غيتس أن الأمر غير مرتبط بالمناخ، وقال إن القرار جاء من مجموعته الاستثمارية “Cascade Investment”.
وقالت الشركة إنها “داعمة جدا للزراعة المستدامة”، كما أنها مساهم في شركتي البروتين النباتي “Beyond Meat” و”Impossible Foods” وكذلك شركة تصنيع المعدات الزراعية “John Deere”.
لكن ما هو السر الحقيقي -وفق مراقبين- وراء شراء غيتس لكل هذه الأراضي الزراعية ؟
الأرض ، بعيدًا عن كونها مصادر للثروة فقط ، تظل أيضًا سلاح قوي قوة ووسيلة للسيطرة على الإنتاج والسيادة وهنا نتحدث على الغذاء، بالأخص في وقت الحروب مثل ما حدث خلال حرب أوكرانيا حيث تحتاج البلدان إلى التفكير في الإنتاج المحلي وترك العولمة جانباً قليلاً.
ومن جهة أخرى، يرى المنتقدون أن دخول رجال الأعمال في شراء واستئجار الأراضي الزراعية يتسبب في غلائها على المزارعين المحليين، كما يساهم في الدفع باتجاه “الزراعة الصناعية” التي يحقق منها كبار المستثمرين عوائد أكبر من غيرهم، خصوصا أن أثرياء أميركا يعرفون ضمنيا أن شراء الأراضي أكثر وسيلة مضمونة لتخزين ثرواتهم والحفاظ على قيمتها، وفق تقرير لشبكة “فوكس” (Vox) الأميركية.
وعلى العكس، يعتبر المدافعين عن غيتس شراءه الأراضي الزراعية قد يكون جزءا من جهود الملياردير لدعم البيئة ومواجهة تغير المناخ، إذ رأت مجلة “نيوزويك” (Newsweek) الأميركية أن جهود غيتس قد تكون للمساهمة في تطوير الزراعة لمواجهة تغيرات المناخ، أو في مجال الزراعة المستدامة، وأنه يفعل ذلك لـ”إنقاذ الكوكب”، كما أنه يوفر فرص عمل للمزارعين الصغار. لكن غيتس نفسه فرّق سابقا بين دفاعه عن المناخ واستثماراته، رغم تأكيده كذلك على دعم الزراعة المستدامة وإيجاد حلول لمواجهة التغيرات المناخية.
المصادر:
issues.fr
capital.fr
sputnikarabic
شاركنا رأيك في يستحوذ على 970 كم مربع… لماذا يشتري بيل غيتس كل هذه الأراضي الزراعية “سراً “؟