هو “أعظم مادح لأعظم ممدوح”..صاحب أشهر قصيدة عند المسلمين

هو “أعظم مادح لأعظم ممدوح”..صاحب أشهر قصيدة عند المسلمين

الإمام شرف الدين محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيري(1213/1295)

 “البوصيري” جزائري أمازيغي إبن مدينة دلس بولاية بومرداس و ما جعل أكثر الناس في المشارق والمغارب يجهلون أصله لنسبته إلى بلدة “بوصير” في مصر، لأن والده – فيما يبدو- إستقر بها، وتزوج من إحدى بناتها “

نشأ البوصيري المولود في صعيد مصر عام 1213 في بيت ملتزم دينيًا، وإن كان يميل إلى النزعة الصوفية، حيث حفظ القرآن في كتاتيب القرية كغيره من بني عصره، ثم تعلم قواعد اللغة العربية في مسجد عمر بن العاص بوسط القاهرة، قبل أن ينتقل إلى تعلم الصوفية، متتلمذًا على يد القطب الصوفي الكبير أبي العباس المرسي.

إشتهر بمدائحه النبوية، التي ذاعت شهرتها في الآفاق، وتميزت بروحها العذبة وعاطفتها الصادقة، وروعة معانيها، وجمال تصويرها، ودقة ألفاظها، وحسن سبكها، وبراعة نظمها؛ فكانت بحق مدرسة لشعراء المديح من بعده، ومثالا يحتذيه الشعراء لينسجوا على منواله، ويسيروا على نهجه؛ فظهرت قصائد عديدة في فن المدائح النبوية، أمتعت عقل ووجدان ملايين المسلمين على مرّ العصور، ولكنها كانت دائمًا تشهد بريادة الإمام البوصيري وأستاذيته لهذا الفن بلا منازع

بردة البوصيري:
تُعد قصيدته الشهيرة “الكواكب الدرية في مدح خيرالبرية”، والمعروفة باسم “البردة” من عيون الشعرالعربي، ومن أروع قصائد المدائح النبوية، ودرة ديوان شعرالمديح في الإسلام، الذي جادت به قرائح الشعراء على مرّالعصور، ومطلعها من أبرع مطالع القصائد العربية، وهي قصيدة طويلة تقع في 160 بيتا. يقول فيها
?مولاي صلّ وسلّــم دائماً أبداً
على حبيبك خيــــر الخلق كلهم
أمِنْ تَــذَكِّرِ جيرانٍ بــذي سَــلَم
مَزَجْتَ دَمعــا جرى مِن مُقلَةٍ بِدَمِ
أَم هَبَّتِ الريحُ مِن تلقــاءِ كــاظِمَةٍ
وأومَضَ البرقُ في الظَّلمـاءِ مِن إضَمِ
فما لِعَينـيك إن قُلتَ اكْفُفَـا هَمَـتَا
وما لقلبِكَ إن قلتَ اسـتَفِقْ يَهِــمِ?
وقد ظلت تلك القصيدة مصدر إلهام للشعراء على مر العصور، يحذون حذوها و ينسجون على منوالها، وينهجون نهجها، ومن أبرز معارضات الشعراء عليها قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي “نهج البردة”، التي تقع في 190 بيتا…
القاهرة في عام 1870 م 
أعمال البوصيرى نثراً وشعراً :
ترك البوصيري عددًا كبيرًا من القصائد والأشعار ضمّها ديوانه الشعري الذي حققه “محمد سيد كيلاني”، وطُبع بالقاهرة سنة (1374 ه= 1955م)، وقصيدته الشهيرة البردة “الكواكب الدرية في مدح خيرالبرية”، والقصيدة “المضرية في مدح خيرالبرية”، والقصيدة “الخمرية”، وقصيدة “ذخرالمعاد”، ولامية في الرد على اليهود والنصارى بعنوان: “المخرج والمردود على النصارى واليهود”، وقد نشرها الشيخ “أحمد فهمي محمد”بالقاهرة سنة (1372 ه= 1953م)، وله أيضا “تهذيب الألفاظ العامية”، وقد طبع كذلك بالقاهرة.
المصدر: خبايا الجزائر من اثار و تاريخ و مناظر

شاركنا رأيك في هو “أعظم مادح لأعظم ممدوح”..صاحب أشهر قصيدة عند المسلمين

شاهد ايضا