هذا هو أعظم متحف للفن ما قبل التاريخ حسب مجلة ناشيونال جيوغرافيك

حديقة تاسيلي ناجر الوطنية في الجزائر، لقد أثارت هذه الحظيرة الفريدة من نوعها اهتمام مجلة ناشيونال جيوغرافيك المرموقة، حيث قامت بتسليط الضوء على أسرارها الخفية وجمالها الفريد عبر مقال مطول تحت عنوان ““أعظم متحف لفن ما قبل التاريخ” – لكن قلة من السياح يعرفون أنه موجود”

إنّ قلةً من الناس قد تلقّت خبراً عن حديقة تاسيلي ناجر الوطنية، على الرغم من أنها تعتبر أكبر حديقة وطنية في إفريقيا. إن هذا المقال الشيق سلّط الضوء على التحديات التي تواجهها هذه المنطقة فيما يتعلق بالكشف عن هويتها وجاذبيتها، مما يجعلها أكثر إثارةً للفضول والاستكشاف.

تقع حديقة تاسيلي ناجر الوطنية في الركن الجنوبي الشرقي من الجزائر، وهي تحمل في طياتها أسرار عصورٍ ما قبل التاريخ. تمتد هذه المنطقة الفريدة على مساحة تزيد عن 2780 ميلاً مربعاً من وسط الصحراء، محاذيةً الحدود مع ليبيا والنيجر. مع سطور التاريخ المحفورة في الصخور الرملية، تقدم تاسيلي ناجر نافذة على تطور الحياة والفن في تلك الفترات البعيدة.

تتسم المنطقة بمشاهد طبيعية خلابة من تكوينات صخرية فريدة، تختزل في طياتها قصصًا تاريخية مدهشة. الكثبان البرتقالية تغطي أجزاء من هذا المكان الخلّاب، حيث عملت عصور التعرية على تحويل الحجر الرملي إلى أشكالٍ ونتوءات غريبة تضفي على المكان جاذبية خيالية. هذه الأشكال تشبه أحيانًا المخلوقات الحيوانية وتأخذ الزائر في رحلةٍ ساحرة إلى عالم من الخيال والتجليات السريالية.

يُعتقد أن حديقة تاسيلي ناجر الوطنية تحوي أكثر من 300 قوس طبيعي، مما يزيد من غموضها وجمالها. ومن غير المعقول أن يفوت الزائر الفرصة لاستكشاف هذا الكنز الطبيعي والتاريخي الفريد.

لا تقتصر جاذبية هذا المكان على الجمال الطبيعي فقط، بل يحمل أيضًا روائع الفن “ما قبل التاريخ”. وصف العالِم الآثاري الفرنسي هنري لوت هذه المنطقة بأنها “أعظم متحف لفن ما قبل التاريخ في العالم بأسره”. حيث يحمل الصخور الصمامات الحجرية لمئات الآلاف من السنين من الفنون التي رسمها الإنسان القديم. تلك الرسومات الصخرية تعكس حياة وثقافة الشعوب التي سكنت المنطقة قديمًا، وتعد شهادة قيّمة لتطور الحضارات عبر العصور.

في ختام الرحلة في أروقة حديقة تاسيلي ناجر الوطنية، يُبهر المرء بتعدد القصص والجمال التي تحتضنها هذه البقعة الساحرة. وعلى الرغم من عدم انتشارها الواسع في الأذهان، إلا أن هذه الحديقة الوطنية تستحق بجدارة الاهتمام والاكتشاف، حيث تمثل تجربة استثنائية لا تُنسى للسفر عبر الزمن والتمتّع بروائع الطبيعة والفن ما قبل التاريخ.