مينا .. مشروع السيارة الجزائرية 100%

مينا .. مشروع السيارة الجزائرية 100%

بعد أقل من شهر من صدور مرسوم إنشاء مصنع سوناكوم ” الشركة الوطنية للصناعات الميكانيكية ” سنة 1967 ، وفي غمرة الحماس الذي كان سائدا آنذاك، تم الأعلان عن المشروع الصناعي الطموح والمتمثل بالسيارة الجزائرية 100% “مينا 4” بتصميم على شكل مركبة رباعية الدفع (4X4)و التي قام صانع السيارات الجزائري المقراني بصناعة نموذج منها.

voiture-algerienne-mina-4
voiture-algerienne-mina-4

مينا 4 أول نموذج للسيارة الجزائرية، في اليوم التالي من الإعلان أحدثت هذه المعلومة التي راجت حول السيارة الجزائرية ومن صنع الجزائريين في ذلك الوقت ضجة كبيرة حيث كتبت جريدة “المجاهد” في صفحتها الأولى أن الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين مولود أومزيان قال “مينا 4 هي انتصار للتسيير الذاتي!” و ذلك غداة تقديم النموذج للصحافة في 23 سبتمبر 1967 بعد أقل من شهر (9 أوت 1967) من انشاء سوناكوم.

وعنونت الصحيفة الجزائرية بالخط العريض في الصفحة الاولى من العدد الخاص بيومي 24 و 25 سبتمبر1967: “هاهي السيارة الاولى الجزائرية” حيث كانت هذه العبارة متبوعة بتصريح الامين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين خلال عرض نموذج السيارة:
“مينا 4 انتصار لعمال التسيير الذاتي”.

و في الصفحات الداخلية ووفوق المقال المخصص للسيارة النموذجية الجزائرية “مينا 4” نقلت جريدة المجاهد تصريح للسيد بلعيد عبد السلام الذي كان انذاك وزيرا للصناعة و الطاقة خلال الاجتماع الاول لمجلس ادارة الشركة الوطنية لصناعة الحديد و الصلب “صناعة الحديد و الصلب مدعوة الى الاستجابة للطلب المتزايد على المنتوجات المستوردة حاليا”.
ووفق المصادر، تم تصميم نموذج مينا 4 الذي يشبه شكلها سيارة ميهاري سابقا التابعة للصانع سيتروآين “الفرنسية” من قبل تقنيين شباب جزائريين.

وقالت اليومية الجزائرية في مقالها “ولدت سيارة جزائرية جديدة من تصميم ثمانية تقنيين شباب و جرى حفل عرض نموذج السيارة الجزائرية يوم السبت بمقر الصانع الجزائري المقراني”.

واعتبر الامين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين مولود اومزيان ان “هذا الانجاز الجديد يمثل حدثا هاما” و قال مخاطبا المؤسسة المسيرة ذاتيا المقراني ان “المنظمة النقابية مستعدة لتقديم كل الدعم الذي تطلبه”.
وخلص بالقول ان “عمال و تقنيي المقراني قدموا الدليل الثابت ان التسيير الذاتي الذي يطبق بصفة صحيحة و دون عراقيل يمكن ان ياتي بنتائج جد هامة”.

هذه السيارة النموذجية كانت مزودة بمحرك كهربائي رباعي الدفع بقوة تبلغ 5 حصان مع حمولة 300 كغ . تم تصميمها من قبل ثمانية ميكانيكيين جزائريين شباب كانوا يعملون في شركة المقراني “الذاتية الإدارة” ، والتي كان ينبغي أن تكون نقطة انطلاق لصناعة السيارات الجزائرية ، لكنها كانت مجرد مفرقعة نارية مبللة وقرر قادة ذلك الوقت اتخاذ مسار آخر مغاير تماما للاسف.

الحلم لم ينتهي بعد :
مشروع سيارة “فاتيا” ، بعد المشروع الفاشل لسيارة “مينا ” بدأ الحديث عن مشروع جديد لسيارة جزائرية مصنوعة محليا، وتم نشر الخبر في الأعلام العمومي ورحب به الجزائريين وتحول لحديث العام والخاص والجميع يعرفها ويسمع بها بل ويتفاخر الجزائريين أمام الأجانب وخاصة العرب بذلك، ولكن للأسف هذه السيارة “الوهمية” لم يُكتب لها التجسيد على أرض الواقع، وتم التخلي عن المشورع مع حلول الألفية الجديدة.

في رأيك هل سيتحقق هذا الحلم الذي يرواد الجزائريين منذ الإستقلال، و يتم تصنيع سيارة 100% جزائرية محلية وبمعايير عالمية يوما ما ؟

 


شاركنا رأيك في مينا .. مشروع السيارة الجزائرية 100%

شاهد ايضا