“قصر تمرنة” العريق..من أبرز المعالم العمرانية بأسرار ستدهشك

“قصر تمرنة” العريق..من أبرز المعالم العمرانية بأسرار ستدهشك

يقع “قصر تمرنة” في منطقة وادي ريغ بالضبط ببلدية سيدي عمران ولاية المغير اي بالجهة الشرقية في الجنوب الجزائري، و يعد من أهمّ القصور العتيقة حيث يستمدُّ أهميّته من البنايات التي يضمُّها والتي وقفت شامخة تتحدّى الزمن والظروف الطبيعية الصحراوية القاسية و تم تشييده بالتحديد في أوائل القرن التاسع هجري .

يعود أصل كلمة تمرنة بحسب بعض الُكتّاب الى ان هذه المنطقة كانت رائدة بالمزارعين الذين عمروا عند وادي ريغ اما عن المعنى الاصطلاحي لكلمة تمرنة فهي ترجمة لكلمة ” تمرنا ” أي “هذا التمر لنا “ .
ويُعدُّ القصر من أبرز المعالم في منطقة وادي ريغ، بولاية وادي سوف،  يقول المؤرخ المشهور ابن خلدون في كتابه العبر: ” أما بنو ريغة فكانوا أحياء متعددة فاختلطوا بقرى متعددة في غدوة الواد وتشمل القصر الكبير والقرية المتوسطة “ .

طريقة بنائه ونموذجه الهندسي الفريد أهّله ليكون من المعالم العمرانية المصنّفة ضمن التراث المادي الوطني حيث استفاد قصر تمرنة من تصنيفه كقطاع محفوظ (لكامل القصر على مساحة 23 هكتار) بما في ذلك غابات النخيل المجاورة، وذلك بناء على المرسوم التنفيذي رقم: 09-406 المؤرخ في: 29/11/2009 .

قصور منطقة وادي ريغ تظهر مهارة البنّائين الذين استطاعوا التغلُّب على قساوة الظروف الطبيعية الذين اعتمدو على أسلوب الأزقّة الضيّقة ، والتي لا يتعدّى عرضها ثلاثة أمتار، وهي مغطّاة، بشكل جزئي، لترك مساحات تُمكّن من دخول الضوء وأشعة الشمس و أقواسها شبه البيضاوية الجميلة .

و قد دأب البنّاؤون، قبل تثبيت أسقف بيوت القصر، على وضع الأخشاب في السبخة ، قبل استعمالها، لتمتصّ الأملاح من أجل تفادي أن ينخرها السوس والحشرات.
ويُلاحظ أنّ عرض الجدران وصل إلى ما بين 40 و70 سنتيمترًا، لتكون صلبة بما فيه الكفاية، وتتمكّن من مقاومة عاديات الزمن .

جيث صُمّمت غرف البيوت بشكل جميل جدا و  تضمّ كلّ غرفة  مدفأة و  أسرّة مبنية من الجبس ، وهي مرتفعة لتُمكّن القاطنين من تخزين أغراضهم تحتها كما تتميّز غرفة رب الأسرة، على وجه الخصوص، بوجود جناح للاستحمام .
أمّا مسجد القصر العتيق فيتميّز بموقعه الذي يتوسّط جميع المباني، حيث تؤدّي جميع الأزقّة إلى الباب الرئيسي للمسجد. ويتميّز المسجد من الداخل، بوجود عدد من الأعمدة والسواري البسيطة والمتناسقة في هندستها، علاوة على أنّه يضمُّ حجرة لتعليم القرآن الكريم بواسطة الألواح التي كان طلبة العلم من الأطفال يعتمدون في الكتابة عليها، على الصوف والطين.

وكان سكان القصر يزوّدون المسجد بحاجته من المياه، التي تُستعمل في الوضوء، عن طريق جلبها من الآبار القريبة بواسطة الدّلاء كما كانت دكاكين قصر تمرنة العتيق تمتلئ بالسلع القادمة من المناطق القريبة، وعادة ما كان سكان القصر يُخزّنون حاجتهم من المواد الاستهلاكية، مثل التمور، داخل زوايا مخصّصة لهذا الغرض .

المصادر:
وزارة السياحة و الصناعة
عمان


شاركنا رأيك في “قصر تمرنة” العريق..من أبرز المعالم العمرانية بأسرار ستدهشك

شاهد ايضا