بأكثر من 15 مليون نسمة... تعرف على أكبر قبيلة عربية في شمال أفريقيا

هل كنت تعرف من هي أكبر قبيلة عربية في الجزائر وفي شمال إفريقيا ؟ أكثر من ذلك ، هل كنت تعرف أن إحدى أكبر القبائل العربية في القارة الإفريقية تتواجد في الجزائر وهذا منذ اكثر من ألف سنة ؟

نعم، إنها قبيلة أولاد نايل ، أو كما يحلو للبعض تسميتهم بـ “النوايل” ، أكبر قبيلة جزائرية على الإطلاق ، وأجمع جل المؤرخين العرب والأجنب ، بأنها قبيلة عربية.

من حدود تونس شرقاً إلى وهران غرباً، ومن جبال الحُضْنة ومنخفضات السهوب شمالاً إلى بوابة الصحراء الجزائرية جنوباً يمتد “سيدي نايل”، أحد أكبر العروش في أفريقيا، والأكبر على الإطلاق في شمالها،
وفي الجزائر تحديداً، بأكثر من 15 مليون نسمة، يتخذون من عاصمة الحماديين الأولى في ولاية المْسِيلَة إضافة إلى ولايات الجْلْفَة ومْسْعْدْ وبوسْعادة نقطة ارتكاز رئيسة لهم.

والتقاليد الشفهية لأولاد نائل تدّعي النسب العربي من القبائل القديمة التي وصلت إلى المنطقة منذ حوالي ألف سنة.
وبعض المصادر ترجع أصولها إلى بنو هلال، التي قدمت إلى المرتفعات عبر الوادي، وغرداية، في حين يدعي آخرون أنهم ينحدرون مباشرة من إدريس الأول.

أصول عرش أولا نايل:
يقول البعض أن أولاد نايل من الأشراف الأدارسة والبعض الأخر يقول النوايل من عرب الهلالية، لكن ما جاء في تاريخ الجزائر الثقافي (الجزء السابع) ص ص 322-323
((…وحميان، والنظر، والسحاري، والزقدو، وأولاد نائل كلها ترجع الى قبيلة زغبة…)) والمعلوم من تاريخ التغريبة الهلالية أن زغبة أكبر قبيلة عربية تملكت بلاد المغرب الأوسط (الجزائر حاليا)
بالسلم تارة وبالسيف تارة أخرى، وقد أرخ العلامة عبد الرحمن بن خلدون في الجزء السادس من كتابه الشهير ص ص 64-65 قائلا:” سنة سبع وستين وسبعمئة هبت من يومئذ ريح العرب،
وجاش مرجلهم على زناته ووطنوا من تلول بلادهم بالمغرب الأقصى ماعجزوا عن حمايته، وولجوا من فروجها ما قصروا عن سده، ودبوا فيها دبيب الظلال في الفيوء،
فتملكت زغبة سائر البلاد بالاقطاع عن السلطان طوعا وكرها رعيا لخدمته، وترغيبا فيها وعدة وتمكينا لقوته حتى أفرجت لهم زناته عن كثيرها، ولجأوا الى سيف البحر”.

حسب المشجرة الخلدونية ينحدر أولاد نايل من نائل بن فزع بن حميس بن عروه بن زغبة بن هلال، فهم هلاليون بالأصل لا بالنسب ولا علاقة لهم
بالأشراف الأدارسة الا بالخلط، وقد حاول البعض الترويج أن الشخص الوارد في تاريخ بن خلدون (الجزء السادس) اسمه “قائل” بالقاف وليس “نائل” بالنون،
والمعروف في معاني الكلمات أن النائل لفظ يحمل ضده أي يعني العطاء والأخذ في أن واحد،.

شهدت قبائل اولاد نايل مشاركة كبيرة في المقاومات المسلحة ضد الاستعمار الفرنسي ولعب الموقع الجغرافي الذي تتمركز فيه هذه القبائل (الهضاب الوسطى)
دورا كبيرا في كبح توسع الاستعمار الفرنسي باتجاه الداخل والصحراء فقد شكلت سدا منيعا نحو تغلغل القوات الفرنسية باتجاه الصحراء لا سيما في الفترة ما بين 1847-1852م.
كما نجد ان قبائل اولاد نايل كان لها حضورا في كل المقاومات الوطنية سواء مع الامير أو المقراني او اولاد سيدي الشيخ اضافة الى وجود مقاومات محلية قامت
بها زعامات من قبائل اولاد نايل ومن تلك المقاومات مقاومة اولاد سعد بن سالم واولاد ام الاخوة وأولاد طعبة وغيرها.

العادات والتقاليد
لأنها منطقة عريقة تاريخياً ومن أكثر المناطق الجزائرية المحافظة، فهي أيضا مكان زاخر بالعادات والتقاليد الأصيلة وكل ما له علاقة
بالموروث الثقافي والشعبي المتفرد في بلد يسبح على فسيفساء من العادات والتقاليد.
ومما يميز منطقة “أولاد نايل” في الجزائر طابعها الغنائي والفلكوري الأصيل والفريد من نوعه في الجزائر.

ولنساء أهل “أولاد نايل” في الجزائر لباس خاص جميل يسمى “الملحفة النايلية”، وهي “الملحفة” التي تُبدع من خلالها
“المرأة النايلية” في أداء رقصة المنطقة في الأعراس والأفراح.
وليس هذا فقط، بل إن “النساء النوايل” يضعن ريشة على رؤوسهن مع ارتدائهن لـ”الملحفة” في مختلف مناسباتهن السعيدة
لتزداد أناقة، وهي أيضا دلالة على انتماء تلك المرأة أو الفتاة لمنطقة تعتز وتفتخر بها.
وتذكر الأبحاث التاريخية بأن رقصة “النايلي” تعود إلى شاعر وعلامة مشهور في المنطقة اسمه “سيدي نايل”.

ومن زمن الحب إلى زمن الحرب، تختلف قصة رقصة “أولاد نايل” بين الرجال والنساء أو إن كانت بينهما، فإذا كانت تفسر عند المرأة “بداية قصة حب”،
فإن حقيقة قصتها عند الرجل “النايلي” توحي بـ”الرجل المقاتل أو الفارس” لكن “في الحرب”.
ومنذ القدم، تشتهر منطقة “أولاد نايل” في الجزائر وإلى يومنا هذا، بأنها منطقة للخيل والفرسان والفروسية، سواء في الحروب القديمة، أو لأن تكون سمة للتباهي.