المجاهد البطل ياسف سعدي… إبن القصبة الذي قاد معركة الجزائر

المجاهد البطل ياسف سعدي… إبن القصبة الذي قاد معركة الجزائر

يعتبر المجاهد عضو جيش التحرير الوطني ياسف سعدي أحد رموز وصناع ملحمة “معركة الجزائر” الذي تحدى القوات الاستعمارية الفرنسية بإرادة و صبر وشجاعة وثبات الى غاية نيل الجزائر إستقلالها.

ياسف سعدي من مواليد 20 جانفي 1928 بمدينة الجزائر ويعد أحد رموز و صناع ملحمة معركة الجزائر. وقد نشأ في الحي الشعبي العتيق بالقصبة و بها تلقى تعليمه الأول حتى تحصل على شهادة الدراسة الابتدائية. غير أن مساره الدراسي اصطدم بجنود التحالف الأمريكي والبريطاني الذين استوطنوا مدرسته إبان الحرب العالمية الثانية ليتوقف عن الدراسة في سن 14 سنة ويلتحق مباشرة بالأعمال الحرة ويشتغل في مخبزة العائلة رفقة والده والتي كانت نقطة إتصال هامة بين مناضلي حزب الشعب الجزائري الذي انظم إليه في سن جد مبكرة.

شارك ياسف في مظاهرات الفاتح من مايو 1945 التي سبقت المظاهرات التاريخية الى 08 ماي 1945 , ثم عضوا بالمنظمة الخاصة و أحد أبرز مناضليها عن منطقة الجزائر ليهاجر بعدها إلى فرنسا ويعود بعد أقل من عامين ويباشر نشاطه النضالي بربط الاتصالات مع خلايا المناضلين بالقصبة, استعدادا للكفاح المسلح.

و مع اندلاع حرب التحرير, بدأ سعدي رفقة قادة جبهة التحرير الوطني على غرار رابح بيطاط وسويداني بوجمعة في العمل على جمع الثوار الجزائريين ودعم المسلحين والربط بينهم وبين القيادة وفتح منزله الكائن بالقصبة لإيواء الثوار والمناضلين والاتصال ببعض قادة مجموعة الستة. كما التقى بعدها كريم بلقاسم و عبان رمضان وقام بإخفائهما رفقة زملائهم. وبعد مناقشات حول القضية من أجل بعث جبهة التحرير الوطني, تم إرساله إلى سويسرا سنة 1955 للإتصال بالوفد الخارجي ليتم القبض عليه بعد عودته الى الجزائر ويسجن لمدة أربعة أشهر ويطلق سراحه بعد ذلك.

بعدما قسمت الجزائر العاصمة إلى ثلاثة أفواج, كان ياسف سعدي مسؤولا عن الجناح العسكري للمنطقة الحرة عن الناحية الأولى و التي اشتملت أحياء شاتو ناف والأبيار والقصبة والحي الأوروبي وشرق شامنوفر. و كانت المجموعات التي قام بتشكيلها قد عرفت نجاحا كبيرا في التأطير و النوعية على نطاق جد واسع على مستوى الجزائر و ذلك بالنظر الى معرفته للمنطقة و درايته بالعمل النضالي و الثوري .

و بعد ما قررت قيادة الثورة نقل كفاحها إلى وسط الجزائر العاصمة حيث تتواجد الصحافة العالمية وتتمركز الدوائر الاستعمارية الرسمية تم تكثيف العمليات الفدائية أو بما يعرف ب” معركة الجزائر ” و عين المجاهد ياسف سعدي قائدا للمنطقة المستقلة للعاصمة و ساهم رفقة حسيبة بن بوعلي وعلي لابوانت وغيرهما من الفدائيين الذين في وضع قنابل متفجرة في مراكز تجمع الجيش الفرنسي والحانات ومراكز الشرطة و هو الامر الذي أدى الى تكثيف الخناق على مدينة الجزائر و على حي القصبة بالتحديد بالنظر الى نشاط خلايا جبهة و جيش التحرير الوطنيين.

وفي ظل العمليات الفدائية التي مست أجهزة ومقرات الجيش الفرنسي في هذه المنطقة, واصل الفقيد نضاله إلى غاية اعتقاله من طرف فرقة المظليين في 23 سبتمبر 1957 ليتعرض الى التعذيب ويحكم عليه بالإعدام لكن لم يتم تنفيذ الحكم وأفرج عنه بعد وقف إطلاق النار.

وغداة الإستقلال, تفرغ الراحل الى تأريخ الثورة التحريرية و مساره النضالي والثوري من خلال الأعمال السينمائية, حيث أصبح رئيسا لشركة “أفلام القصبة” التي قامت بإنجاز الفيلم التاريخي رائعة “معركة الجزائر ” الحائز على جائزة الأسد الذهبي لمدينة البندقية و كان أحد أبطاله حيث قام بأداء دوره الواقعي إلى جانب انجاز أعمال سينمائية أخرى وتأليفه لكتاب يتناول فصول و ذكريات ” معركة الجزائر” سنة 1982 .

كما تم تعيين ياسف سعدي عضوا في مجلس الأمة سنة 2001 عن الثلث الرئاسي.

توفي المجاهد ياسف سعدي مساء الجمعة 10 سبتمبر 2021 عن عمر ناهز 93 عاما.

 


شاركنا رأيك في المجاهد البطل ياسف سعدي… إبن القصبة الذي قاد معركة الجزائر

شاهد ايضا