الحظيرة الوطنية للأهقار..متحف طبيعي و إرث حضاري مميّز

الحظيرة الوطنية للأهقار..متحف طبيعي و إرث حضاري مميّز

تعدّ الحظيرة الوطنية للأهقار جنة الصحراء الجزائرية، بحكم ثرواتها الطبيعية الهائلة وموقعها الجذاب وما تختزنه من كنوز لطالما ألهبت قرائح المبدعين وأقحمت زوارها في فسحات التأمل وتدفع الباحثين للاندراج بشكل دائم في مسالك استكشاف متجدد لموروث تراثي حضاري ثمين التي تنطوي على بعد علمي وعالمي كبير لا يزال بحاجة إلى المزيد من التعريف بزخمه المتراكم على مدار آلاف السنين.

تتصدر حظيرة الأهقار واجهة مدينة تمنراست (1800 كلم جنوب العاصمة)، وتتربع هذه الأيقونة الفريدة على مساحة قدرها 450 ألف كلم2، وتستوقف الزائر أفاريز التراث مادي وغير المادي التي يحفل بها هذا الموقع الضخم، بما يمنحه أهمية مضاعفة.

عمل حظيرة الأهقار على حماية كل ما يتحرك ويعيش على مساحتها الشاسعة، بما فيها معالم حضرية أثرية، كضريح “تين هينان”، وهي الأميرة الأولى لقبائل الطوارق، ويقع الضريح فوق تل وادي أباليسا الذي يبعد بحوالي 80 كلم عن ولاية تمنراست من الجهة الجنوبية الغربية لهضبة الأهقار.

تحتوي الحظيرة على ست وثلاثين نوعا من الحيوانات الثديية التي انقرض منها البقر. وفي هذا الإطار يعمل علماء وباحثون، على ضمان سيرورة عيش الأنواع المتبقية، وأشهرها حيوان الفهد الأهقاري الذي يطلق عليه اسم “أماياس”، هذا الأخير يعتمد على صيد الغزلان البرية خصوصا غزل “دوركاس” الذي يعرف عند الطوارق بـ”تاهنكط”.

وتوجد حيوانات أخرى، مثل “الآروي” وهو حيوان يشبه الماعز، ويعيش الآروي متسلقا الجبال ويكسو هذا الحيوان الوبر، ويتخذ من النتوءات الحجرية وأجوافها مسكنا له، والآروي حيوان ثديي نباتي يتغذى على أوراق وقرن شجر “الأكاسيا” الذي يعرف في المنطقة بــ “أبسغ”، ويساعد الأخير على استمرار هذه السلالات الحيوانية، وهي بدورها تحافظ على سلالات الحيوانات المفترسة كالفهود.

كما توجد في الرقعة الأهقارية الممتدة أنواعا من الحيوانات كالأفناك، وهي ثعالب الصحراء، حيث يظهر هذا الحيوان في الليل للصيد، إلا أنه يتعرض لكثير من المخاطر الناجمة عن الإنسان المستعمل للطريق، وعلى الرغم من الظروف الطبيعية القاسية وندرة المياه والأمطار، إلا أنّ هذه الحيوانات استطاعت أن تتأقلم مع الظروف المناخية والتغيرات الطبيعية الصحراوية، وهي مُدرجة اليوم في القائمة الحمراء ضمن قوائم الاتحاد الدولي للمحافظة على الطبيعة المهددة بالانقراض.


شاركنا رأيك في الحظيرة الوطنية للأهقار..متحف طبيعي و إرث حضاري مميّز

شاهد ايضا