ماذا تعرف عن هذا الصرح الديني والمعلم التاريخي الذي يعود بناؤه إلى سنة 1097م ؟

ماذا تعرف عن هذا الصرح الديني والمعلم التاريخي الذي يعود بناؤه إلى سنة 1097م ؟

الجامع الكبير أو المسجد العتيق هو أقدم مسجد قائم في الجزائر العاصمة ويقال أنه الأقدم في المغرب الاوسط (الجزائر) بعد مسجد سيدي عقبة بــبــسكرة ويعد إلى جانب الجامع الكبير في تلمسان و الجامع الكبير في ندرومة واحدا من الآثار القليلة المتبقية من العمارة المرابطية

أجمعت الدراسات التاريخية أن أول مسجد شُيد في الجزائر العاصمة كان في القرن الخامس الهجري، على يد مؤسس الدولة المرابطية “يوسف بن تاشفين”، وحددت الدراسات تاريخ إنشائه في الأول من رجب عام 490 للهجرة.

أما مئذنته فقد بُنيت بعد 227 عاماً، وكان ذلك عام 1324 من قبل سلطان تلمسان الزياني “أبو تاشفين بن أبو حمو موسى الأول”.

ورجحت دراسات أخرى أن يكون تشييد المسجد الكبير على أنقاض كاتدرائية مسيحية بُنيت في العهد الروماني.

بعد “6 قرون” من بنائه، اكتشف المؤرخون “وبالمصادفة”، “سراً في منبر” المسجد الكبير، تمثل في “كتابات منقوشة بالخط الكوفي”، سمحت لهم بتحديد تاريخ بناء المسجد، وكان ذلك بعد 90 سنة كاملة من الاحتلال الفرنسي للجزائر وتحديداً عام 1920.

وبحسب المؤرخين، فقد شكلت تلك النقوش كنزاً تاريخياً، وتظهر مكررة ثلاث مرات كشفت تاريخ بناء المسجد، وأكد على ذلك المؤرخ الفرنسي “دفولوكس” في ترجمة دراسة عن المباني الدينية في الجزائر.

وبعد احتلال الجزائر سنة 1830، حاول الاستعمار “جاهداً” تدمير المسجد، لكنه لقي مقاومة شرسة من قبل سكان العاصمة الجزائرية، غير أن أحد المهندسين المعماريين الفرنسيين أبدى اهتماماً بالمسجد الكبير، وقام بإعادة بناء ألواح المنبر التي تآكلت، وعمل على تركيبها فوق هيكل حديدي متحرك، حتى تبقى تلك النقوش شاهدة على تاريخ أقدم مسجد في الجزائر العاصمة.

ويعد المسجد الكبير من أندر الآثار التي بقيت مخلدة للهندسة المعمارية المرابطية في الجزائر، وأكدت دراسات مؤرخي الفن الإسلامي أن القائد “يوسف بن تاشفين” جعل من مسجد الجزائر العاصمة أكبر مساجد الدولة المرابطية.

تختلف مساجد الدولة المرابطية في هندستها المعمارية عن بقية المساجد الجزائرية العتيقة، ومن بين الاختلافات التي تلاحظ بشكل واضح على المسجد الكبير، نجد ضخامتها العمرانية، وقاعة الصلاة التي تكون بشكل مستطيل وقليل الارتفاع، بحيث يكون عرضها أكبر من عمقها، ويغطى المسجد بسقوف منحدرة وممزوجة بالقرميد الأحمر.

بداخل المسجد توجد أقواس متداخلة ومتعامدة مع المحراب بأقواس أخرى مكسورة في الاتجاه المعاكس، وترتكز على أعمدة مستطيلة.

أما منبر المسجد الكبير في العاصمة الجزائرية فيتكون من 7 درجات مرتبطة بعارضتين جانبيتين مزينة بألواح مزخرفة على شكل مثلثات ومربعات.

 


شاركنا رأيك في ماذا تعرف عن هذا الصرح الديني والمعلم التاريخي الذي يعود بناؤه إلى سنة 1097م ؟

شاهد ايضا