الأوضاع في الجنوب تتحسن تدريجياً بفضل الجهود المشتركة

الأوضاع في الجنوب تتحسن تدريجياً بفضل الجهود المشتركة - الجزائر

تشهد ولاية إن ڤزام والولايات الجنوبية الأخرى في الجزائر تحسناً ملحوظاً في الوضع الوبائي بعد انتشار حالات الملاريا والدفتيريا. وقد أكد مدير الصحة العمومية للصحة الجوارية بإن ڤزام، مراد عرقوب، أن الجهود المكثفة من الأطقم الطبية أدت إلى تراجع كبير في عدد الإصابات بهذين المرضين، مشيراً إلى التحكم الجيد في الوضع بفضل التدخلات العاجلة والتوجيهات الحكومية التي ساهمت في الحد من انتشار العدوى.

تراجع ملموس في الإصابات اليومية

في تصريح للقناة الإذاعية الأولى يوم الأربعاء، أوضح مراد عرقوب أن عدد الإصابات اليومية بالملاريا والدفتيريا قد تراجع إلى ما بين 10 إلى 15 حالة يومياً. جميع هذه الحالات تتم معالجتها بشكل فوري من قبل الفرق الطبية الموزعة في المناطق المتضررة. وأضاف عرقوب: “تمكنا من التحكم في الوضعية الوبائية بفضل توجيهات القيادة الصحية التي رفعت درجة اليقظة وأمّنت توفير الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة”.

هذا التراجع في عدد الإصابات يعكس فعالية التدابير الوقائية والعلاجية التي تم اتخاذها خلال الأسابيع الماضية، خاصة في ظل الانتشار السريع للملاريا والدفتيريا في العديد من المناطق الحدودية الجنوبية.

تعزيز التجهيزات الصحية في الولايات المتضررة

كجزء من الجهود المستمرة لمواجهة الوضع الصحي الحرج في الولايات الجنوبية، قامت وزارة الصحة بتوجيه كميات كبيرة من اللقاحات إلى ولايات برج باجي مختار وإن ڤزام، وهي من المناطق الأكثر تضرراً. إلى جانب اللقاحات، تم إرسال تجهيزات طبية هامة لدعم المستشفيات والمراكز الصحية في تلك المناطق، بهدف ضمان التكفل الأمثل بالمرضى.

من بين هذه التجهيزات التي وصلت إلى الولايات المتضررة، تم توفير 35 سريراً طبياً مجهزاً بمختلف المعدات الضرورية و30 مكثف أوكسجين. هذه التجهيزات تعتبر جزءاً من خطة طوارئ أوسع تشمل تعزيز الموارد الصحية في المناطق الحدودية، لتتمكن من التعامل مع الأعداد المتزايدة من المرضى، وضمان توفير الرعاية الصحية الضرورية في الوقت المناسب.

الاستجابة الحكومية السريعة والفعّالة

لقد ساعدت توجيهات الحكومة الجزائرية برفع درجة اليقظة في الولايات الحدودية الجنوبية على مواجهة التحديات الصحية التي تفاقمت مع انتشار الملاريا والدفتيريا. وتم اتخاذ مجموعة من الإجراءات الاحترازية، مثل تكثيف الفحوصات الطبية في المناطق المتضررة وتوزيع اللقاحات بشكل سريع لضمان تغطية كافة السكان.

كما أن فرقاً طبية متخصصة تم إرسالها إلى المناطق الحدودية لدعم الكوادر المحلية في التعامل مع الوضع الوبائي المتفاقم، حيث تولت هذه الفرق مهام التشخيص والعلاج والتوعية حول سبل الوقاية من هذه الأمراض. ووفقاً لتصريحات المسؤولين، فإن هذه الفرق نجحت في توفير الرعاية الصحية الملائمة للمرضى في الوقت المناسب، مما قلل من تفاقم الوضع ومنع انتقال العدوى إلى مناطق أخرى.

انتشار الملاريا والدفتيريا: تحديات صحية جديدة

تشهد ولايات الجنوب الجزائري منذ أكثر من أسبوعين انتشاراً واسعاً لحالات الإصابة بالملاريا والدفتيريا، ما شكّل تحدياً جديداً للقطاع الصحي في البلاد. ويعتبر مرض الملاريا أحد الأمراض المعدية التي تنتقل عبر لدغات البعوض المصاب، ويتسبب في أعراض مثل الحمى والصداع والقشعريرة التي قد تتفاقم إذا لم يتم العلاج في الوقت المناسب. أما الدفتيريا فهي مرض بكتيري معدي يصيب الجهاز التنفسي ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم التدخل الطبي السريع.

ورغم أن الجزائر تمكنت في العقود الماضية من القضاء على معظم الأمراض الوبائية، فإن عودة ظهور بعض هذه الأمراض في المناطق الحدودية يعكس ضرورة تعزيز الجهود الرامية إلى تحسين نظم الصحة العامة والبنية التحتية الصحية في المناطق النائية.

التحديات المستقبلية والإجراءات الوقائية المستدامة

رغم النجاح الذي تحقق حتى الآن في تقليص عدد الإصابات، فإن التحديات لا تزال قائمة. تحتاج المناطق الحدودية إلى استراتيجيات مستدامة لمنع تكرار انتشار الأمراض. وفي هذا السياق، أكدت وزارة الصحة على ضرورة تعزيز برامج التوعية الصحية في المجتمعات المحلية، بالإضافة إلى استمرار توفير اللقاحات والأدوية الضرورية.

كما يجب التركيز على تحسين نظم الرصد والتدخل السريع في حال ظهور أي بوادر لانتشار أمراض أخرى. إضافة إلى ذلك، من الضروري تكثيف الجهود لتطوير البنية التحتية الصحية في المناطق النائية، بما في ذلك تجهيز المستشفيات والمراكز الصحية بالموارد البشرية والتقنية الكافية لمواجهة أي أزمات صحية مستقبلية.

تمكنت الجزائر من تحقيق تقدم ملحوظ في مواجهة انتشار الملاريا والدفتيريا في ولاياتها الجنوبية، بفضل التدخلات العاجلة والدعم الحكومي السريع. ومع أن الوضع قد تحسن بشكل كبير، فإن الحفاظ على هذا التقدم يتطلب استمرارية في الجهود الصحية والوقائية. يجب أن تبقى المناطق المتضررة على أتم الاستعداد للتعامل مع أي تطورات مستقبلية، مع التركيز على الوقاية والتعليم الصحي وتطوير البنية التحتية الصحية لضمان رعاية أفضل للسكان المحليين.