المغرب: الاحتجاجات الشعبية تجبر المخزن على تأجيل مؤتمر يشارك فيه مسؤولون أمنيون صهاينة

الرباط – كشفت تقارير إعلامية دولية أن الاحتجاجات الشعبية المتواصلة في المغرب ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني تسببت في “قلب الموازين” و تأجيل مؤتمر كان سيعقد بمدينة الدار البيضاء بحضور مسؤولين أمنيين صهاينة.

و اكدت ذات المصادر أن كل الجهود فشلت في عقد مؤتمر كان سيشارك فيه مسؤولون سياسيون و أمنيون صهاينة, مشيرة إلى أن هذا المؤتمر تأجل مرتين, الأولى في مايو الماضي و الأخرى في يونيو 2024, وذلك بسبب الغضب المتواصل للشارع المغربي, رفضا للحرب الصهيونية على قطاع غزة.

و أفادت بهذا الخصوص أن هذا المؤتمر كان من المفترض أن يحضره مسؤولون كبار من الحكومة المخزنية و البرلمان الى جانب مسؤولين أمنيين, بينهم قادة في الجيش الصهيوني, الذي يعيث فسادا في فلسطين المحتلة, موضحة بأن المنظمين اضطروا تحت ضغط الشارع إلى إرجائه إلى أجل غير مسمى.

و نقلت ذات المصادر عن المنظمين قولهم بأن التأجيل بسبب “الضغوط المناهضة للكيان الصهيوني في الشارع المغربي”, والتي أكدوا أنها “قلبت الموازين”.

جدير بالذكر أن الرفض الشعبي للتطبيع المخزني-الصهيوني تصاعد منذ أكتوبر الماضي, جراء العدوان الصهيوني على قطاع غزة و حرب الإبادة الجماعية بحق المدنيين الفلسطينيين وزادت حدة هذا الرفض, في الأيام الأخيرة, و هو ما تترجمه المسيرات الحاشدة و الوقفات الاحتجاجية شبه اليومية عبر مختلف أرجاء المملكة.

و خرج, أمس الجمعة, الشعب المغربي في 102 مظاهرة في 40 مدينة مغربية, حيث ندد المحتجون بمجازر الإبادة الجماعية, التي يمارسها الكيان الصهـيوني المجرم, مشددين على رفضهم لسياسات التطبيع المغربي الرسمي, التي لم تتوقف بالرغم مما

يقع في فلسطين من تقتيل وتهجير وتجويع ودمار وانتهاك لكل الأعراف والمواثيق. كما طالبوا مجددا بإسقاط التطبيع و إلغاء جميع اتفاقيات الذل و العار مع الكيان الصهيوني المحتل.

و الأحد الماضي, خرج آلاف المغاربة, بمدينة طنجة, تنديدا باستقبال السلطات المخزنية لسفينة عسكرية صهيونية في ميناء طنجة المتوسط, للحصول على الإمدادات من وقود و طعام, و هذا أثناء إبحارها من الولايات المتحدة الأمريكية الى فلسطين المحتلة.

و اللافت أنه و رغم الضغط الشعبي و الاحتجاجات المتواصلة, يواصل النظام المغربي تعاونه العسكري و تنسيقه الأمني مع الصهاينة, في تحد صارخ للشعب, حيث كشفت تقارير إعلامية مؤخرا عن توقيع المغرب عقدا  لشراء قمرين صناعيين من الكيان الصهيوني, ما يعكس حجم الاختراق الصهيوني للمغرب و الذي لم يعد يشكل خطرا جديا و وجوديا على المملكة وحدها بل المنطقة المغاربية و الإفريقية برمتها.