وهران: إسدال الستار على أيام المسرح المتوسطي التي صنعت الفرجة و المتعة

وهران: إسدال الستار على أيام المسرح المتوسطي التي صنعت الفرجة و المتعة

وهران – أسدل الستار مساء يوم الأربعاء بالمسرح الجهوي “عبد القادر علولة” عن فعاليات الطبعة الثانية لأيام المسرح المتوسطي الذي صنعت الفرجة والمتعة حيث تجاوب الجمهور الكبير مع العروض المسرحية طيلة خمسة أيام.

و قد حققت هذه التظاهرة “نجاحا” فنيا و تنظيميا ساهمت فيه فرق لأربعة دول متوسطية فوق ركح المسرح الجهوي لوهران بديكور مسرحيات شيقة مشاركة في التظاهرة و الإقبال الجماهيري الكبير و المتميز حسبما أبرزه ل (وأج) مدير المسرح الجهوي مراد سنوسي على هامش حفل اختتام الطبعة الثانية للمسرح المتوسطي.

و شهدت هذه التظاهرة عرض خمس مسرحيات حيث شاركت الجزائر بعرضين الأول “العازب” من تأليف و إخراج مولاي ملياني محمد مراد التي تلقت دعوة لحضور مهرجان المسرح المتوسطي المنظم من طرف المركز الوطني للفنون الدرامية و الركحية بقيروان (تونس) و الثانية تحمل عنوان “آخر حلقة” لفرقة سيدي بلعباس التي سافرت بالجمهور إلى عالم القوالين و الحلقة التي تعد أحد روافد التراث الجزائري.

و استمتع الجمهور بعرض من تونس “حديث التراكن” للمخرج صابر الحامي الذي تناول من خلال شخصيات فنية رحلة بحث عن السعادة و الحياة الرغدة في مجتمع تحكمه العادات و التقاليد و كذا مونودرام عنوانه “طه” للمخرج الفرنسي سيلفان ماشاك يسرد قصة الكاتب و الشاعر الفلسطيني الراحل طه محمد و صمود و نضال الشعب الفلسطيني أمام الممارسات القمعية للكيان الصهيوني.

و أعاد العرض المسرحي الايطالي “الصيف الأخير” للمخرجة شيارا كاليغري شريط ذكرى مقتل القاضيين الايطاليين فالكوني جوفاني و باولو بورسيلينو من طرف المافيا في سنة 1992 و كذا تسليط الضوء على الصداقة التي كانت تربطهما.

 

العلامة الكاملة للجمهور

 

 

ما ميز هذا المهرجان حضور “لافت” للجمهور الذي كان يتابع و يتعايش لحظة بلحظة مع انسياب العمل المسرحي و يصنع “المفاجأة ” حيث بادرت عائلات وهرانية باستضافة ممثلين في بيوتها و إقامة حفلات مصغرة بالمسرح على شرف ضيوف التظاهرة لتذوق حلويات تقليدية مشهورة بمدينة وهران .

و في هذا الصدد قالت المخرجة الايطالية شيارا كاليغري “أيام المسرح البحر الأبيض المتوسط كانت فرصة لاكتشاف تجارب فنية جديدة و التعرف عن قرب على الجمهور الذي كان مميزا وعلى كرم العائلات و حسن الاستقبال”.

من جهتها أكدت الممثلة المسرحية التونسية يسرى بن علي أن “مؤسسة المسرح الجهوي تقوم بجهد كبير لترسيخ الثقافة المسرحية لدى الجمهور و هذا ما ينقص ببعض المناطق العربية”.

من جانبه ذكر الممثل الفرنسي سليفان ماشاك “هذه التظاهرة كانت فرصة لتبادل التجارب مع فرق مسرحية أخرى سمحت لي باكتشاف حرارة هذا الجمهور الذي كان رائعا و يحب المسرح. وهران مدينة الفن و المسرح بحق”.

و في ذات السياق أشار مدير المسرح الجهوي مراد سنوسي إلى أن أيام المسرح المتوسطي استقطبت 2.000 متفرجا طيلة ستة أيام من هذه التظاهرة.

كما عرف هذا الموعد السنوي دعما من الحركة الجمعوية منها “أهل الفن” التي نشطت حفل الافتتاح و “حلم الشاب” التي أبرزت الأزياء التقليدية في هذه التظاهرة و “الأفق الجميل” التي نظمت خرجات سياحية لفائدة الفرق المسرحية المشاركة و كذا تنسيقية المواطنة المستدامة مما ساهم في إنجاح هذه التظاهرة مسرحيا و سياحيا وفق ذات المسؤول.

كما سمحت هذه الطبعة بتنظيم قسم ماستر دولي لتكوين زهاء 30 شابا من الفرق الهاوية و قسم الفنون بجامعة وهران “أحمد بن بلة” في التمثيل و التعابير الجسمية تحت إشراف مخرجين من ايطاليا و تونس و ممثل فرنسي و كذا المخرج الجزائري أحمد خودي و الكوريغرافي عيسى شواط الذين تطوعوا جميعا لتكوين هؤلاء الشباب.

و توجت هذه التظاهرة المسرحية بإبرام اتفاقية شراكة و تعاون بين المسرح الجهوي “عبد القادر علولة” و المركز الوطني للفنون الدرامية و الركحية بالقيروان (تونس) ستسمح بتوأمة بين أيام المسرح المتوسطي و مهرجان المسرح المتوسطي المنظم بتونس.

و تميز حفل اختتام فعاليات الطبعة الثانية لأيام المسرح المتوسطي بحفل غنائي أحياه الفنان إبراهيم حاج قاسم الذي قدم باقة رائعة من الطابع الأندلسي و النوبة و الغناء الصوفي إضافة إلى وصلات الحوزي و العروبي و مدائح دينية مشهورة و محبوبة لدى الجمهور.

و نظم هذا الموعد المسرحي الذي تزامن مع الطبعة ال 15 للألعاب الرياضية العربية بالجزائر و التي تحتضن عاصمة غرب البلاد جزء من منافساتها من طرف المسرح الجهوي “عبد القادر علولة” تحت رعاية وزارة الثقافة و الفنون.