مظاهرة بمدريد تندد بموقف سانشيز من القضية الصحراوية

مدريد – تظاهر، أمس الجمعة، أمام وزارة الخارجية الإسبانية بالعاصمة مدريد ممثلون عن أحزاب سياسية اسبانية ونقابيون ومتضامنون والمئات من أفراد الجالية الصحراوية، للتنديد بموقف رئيس الحكومة بيدرو سانشيز من القضية الصحراوية، مؤكدين أن حق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال لن يخضع للمساومة و الابتزاز.

و ردد المتظاهرون الذين رفعوا علم الجمهورية الصحراوية, شعارات تؤكد على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير, وعلى أن أي موقف مناقض للقانون الدولي سوف لن يؤثر ابدا على نضال الصحراويين, ولا على مسار كفاحهم الذي لن يتوقف إلا بتحقيق الاستقلال الوطني واستكمال السيادة على كامل الاراضي المحتلة.

و كانت التظاهرة, التي حضرها مسؤولون في الجمهورية الصحراوية وجبهة البوليساريو, مناسبة للتنديد بموقف رئيس الحكومة الإسبانية الاخير من القضية الصحراوية الداعم للطرح المغربي والذي يتناقض مع الشرعية الدولية, وشددوا على أن خيار الشعب الصحراوي في الحرية و الإستقلال “غير قابل للمساومة”.

المشاركون في التظاهرة جددوا وقوفهم كممثلين عن الأحزاب والنقابات مع مسار التسوية الأممي, “باعتباره الخيار الوحيد للوصول إلى حل سلمي وعادل ونهائي لقضية الصحراء الغربية”.

و بخصوص الوضع في الاراضي الصحراوية المحتلة, أدان المتظاهرون القمع الممارس من طرف دولة الاحتلال المغربي ضد الصحراويين العزل, كما ادانوا النهب الممنهج لثرواتهم, معتبرين ذلك “جزء من خيانة هذا الشعب الذي صبر طويلا حقنا للدماء ودعما لاستقرار دول وشعوب المنطقة, من أجل الوصول الى حقه الطبيعي كشعب وبلد ينتظر تصفية الاستعمار ونيل حقه كاملا في الحرية و الإستقلال”.

و في سياق ذي صلة, وخلال لقاء مجموعة التضامن مع الشعب الصحراوي بالبرلمان الإسباني مع مجموعات التنسيق والتضامن الإسبانية-الصحراوية بمدينة إيبيزا, أكد أصدقاء الشعب الصحراوي بالبرلمان الإسباني أن موقف بيدرو سانشيز تجاه القضية الصحراوية “مرفوض” و “منافي للقرارات الدولية”.

و يأتي اللقاء, الذي تناول تأثيرات قرار رئيس الحكومة الاسبانية, أسابيع قبل الانتخابات العامة الإسبانية, وهي مناسبة, حسب المنظمين, للدعوة الى تكثيف الجهود ووضع قضية الصحراء الغربية في صلب اولويات الأحزاب والمرشحين للانتخابات المحلية والوطنية التي ستجري ابتداء من شهر مايو القادم, وذلك من أجل الوصول إلى التراجع عن هذا القرار الذي اعتبروه “عارا” و “مرفوضا” و “غير مقبول”.

و خلال اللقاء, قدم ممثل جبهة البوليساريو بإسبانيا, عبد الله العرابي ملخصا عن اخر التطورات السياسية للقضية الصحراوية, مؤكدا رفض الجمهورية الصحراوية وجبهة البوليساريو لهذا القرار, كما اكد استعداد جبهة البوليساريو, الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي, للانخراط في الجهود المبذولة التي من شأنها الدفع بمسار التسوية نحو تمكين الشعب الصحراوي من حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال.

من جهته, أكد رئيس فيديرالية الهيئات المتضامنة مع الصحراء الغربية, كارميلو راميريز, على ضرورة مضاعفة الجهد للضغط من أجل إجبار الحكومة الإسبانية على التراجع عن هذا القرار “المخزي” ودعم قرارات الأمم المتحدة, داعيا الى تقوية مؤسسات الجمهورية الصحراوية.

و اختتم اللقاء بمداخلات لعدد من البرلمانيين الاسبان الذين أكدوا أن القوى السياسية الإسبانية عبرت بكل قوة ومن داخل البرلمان عن رفضها لقرار بيدرو سانشيز, مشيرين الى أن “رئيس الحكومة وضع الشعب الإسباني والطبقة السياسية في ورطة بقراره غير السياسي وغير الأخلاقي وغير الشرعي والذي جعله وحيدا في عزلة”.