كلمة قايد صالح: هل تخندق الجيش بشكل كامل مع الشعب؟

كلمة قايد صالح: هل تخندق الجيش بشكل كامل مع الشعب؟ - الجزائر

منذ تعيين عبد القادر بن صالح رئيسا للدولة، ومنذ محاصرة الجزائر العاصمة بحواجز أمنية، وقمع مسيرات الجمعة، أثار دور الجيش وتحديد الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي جدلا واسعا بين الجزائريين لا سيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مما جعل كلمته اليوم الثلاثاء 16 أفريل الأهم منذ خطاب 2 أبريل الذي دعا فيه للمرة الأخيرة إلى التطبيق “الفوري” للمادة 102 من الدستور . كلمة قايد صالح من ورقلة اليوم، حملت في طياتها الكثير من الرسائل، بشأن الأزمة السياسية التي تعيشها الجزائر، كما تضمنت هجوما مباشرا وتحذيرا اخيرا للرئيس السابق لجهاز المخابرات الجنرال توفيق، الذي أشار إليه بالإسم وأمره بالتوقف عن التآمر ضد الشعب وإلا فسيواجه تطبيق الإجراءات القانونية. بعد الجمعة الثامنة التي رفع فيها المتظاهرون شعارات تدين رئيس قيادة الأركان بمخالفة وعوده، لم يجد نفسه إلا مجبرا على تسمية الأشياء بمسمياتها والحديث المباشر لإزالة سوء الفهم الناجم عن الانجراف القمعي للشرطة. فقد تحدث قايد صالح مباشرة عن حماية الشعب، مؤكدا انه قرار لا رجعة فيه، لا سيما في المسيرات، مما يجعله ينفض يديه من قمع المتظاهرين منذ أزيد من أسبوع، حيث يقول الفريق إن حماية الشعب بمختلف مكوناته “قرار لا رجعة فيه ولن نحيد عنه مهما كانت الظروف والأحوال، وانطلاقا من متانة الثقة التي تربط الشعب بجيشه، أسدينا تعليمات واضحة لا لبس فيها لحماية المواطنين، لاسيما أثناء المسيرات، لكن بالمقابل ننتظر من شعبنا أن يتفادى اللجوء إلى العنف وأن يحافظ على الممتلكات العمومية والخاصة، ويتجنب عرقلة مصالح المواطنين”. وتقول أيضا “.. جيش محترف بتعداده وعتاده واستعداده الدائم مجهز بأسلحة متطورة، موجهة لأعداء الوطن وليس ضد شعبه، جيش لن يتخذ أي قرارات لا تخدم الشعب والوطن وحريص على أن لا تراق قطرة دم جزائري واحدة، خدمة لمصالح أطراف معادية، التي لم يعجبها الطابع السلمي للمسيرات، فالجزائر في أيدي أمينة برجال مخلصين مستعدين للدفاع عن بلادهم مهما كلفهم الثمن”. هذه الكلمة من قايد صالح تفتح المجال واسعا أمام الجزائريين لطرح التساؤلات عن الجهة التي منحت أوامر لقوات مكافحة الشغب بقمع المسيرات. قايد صالح تحدث أيضا على ضرورة الإسراع في حل الأزمة السياسية، في إطار الدستور، دون أن يغلق بقية الأبواب التي من شأنها أن تساهم في الحلول، او التي قد تكون سبيلا لتحقيق مطالب الشعب، حيث يقول “إنني أؤكد مرة أخرى على ضرورة انتهاج أسلوب الحكمة والصبر لأن الوضع السائد مع بداية هذه المرحلة الانتقالية يعتبر وضعا خاصا ومعقدا يتطلب تضافر جهود كافة الوطنيين المخلصين للخروج منه بسلام، ومن جهتنا فإننا نجدد التزام الجيش الوطني الشعبي بمرافقة مؤسسات الدولة، في هذه المرحلة الانتقالية، مع الإشارة إلى أن كافة الآفاق الممكنة تبقى مفتوحة في سبيل التغلب على مختلف الصعوبات وإيجاد حل للأزمة في أقرب الأوقات”. قد يكون من السابق لأوانه الحديث عن انتصار كبير للحراك، ولكن تظل الحقيقة هي أن خطاب أحمد قايد صالح اليوم الثلاثاء 16 أبريل، يعتبر خطوة هامة في سبيل الانتصار.

اقرأ المزيد