لماذا لم يكرّم القايد صالح في العيد الوطني للجيش؟ - الجزائر

لماذا لم يكرّم القايد صالح في العيد الوطني للجيش؟

كتب الكاتب و الاعلامي سعد بوعقبة في مقال نشر على موقع “المدار” حول سبب عدم تكريم قائد أركان الجيش السابق الفريق أحمد قايد صالح في يوم العيد الوطني للجيش في 4 أوت الماضي رفقة وزير الدفاع الأسبق الجنرال خالد نزار ورئيس جهات الاستعلامات والأمن الفريق محمد مدين ومدير أمن الجيش الأسبق محمد بتشين.
و قال بوعقبة في مقاله انه “منطقيا لا يُمكن أن يتمّ الجمع بين الشيء وضدّه” اذ لا يُمكن الاحتفاء بالقايد صالح على أنّه “بطل قومي”، وفي نفس يوم الاحتفاء بخصومه على أنّهم أبطال الجزائر ويستحقون التّكريم! هذا ليس “لم الشّمل” بل هو لم “الهَمْل” يضيف بوعقبة.
و جاء في المقال:
من دَبَّر على الرّئيس تبون أن يُكَرِِّم من كُرِّمُوا في الـ 4 من أوت وقاطعوا التّكريم؟”
أعتقد أنّ من أشار على الرّئيس، لا يعرف السّياسة باعتبارها فنّ المُمكن منطقيا، وفي هذه القضية لا توجد إمكانية المُمكن.. فتبون كرئيس نَصَّبهُ المرحوم قايد صالح، وهذا الأخير هو الذّي سَجَنَ هؤلاء المُكَرّمين “الرّافضين للتّكريم”، والمنطق يقول، إمّا أن يكون المرحوم على حق حين سجن هؤلاء ، أم أنّه قد ظلمهم، وبالتّالي لا يجوز أن يقبلوا التّكريم من قِبل أحد رجال من ظلمهُم، ولعلّهُ سَبَب مُقاطعتهم للتّكريم! لكن المُتتّبع الكَيّس لمُجريات الأمور على مستوى التّكريم، يُلاحظ أنّ المرحوم قايد صالح لم يتمّ تكريمه، ولعلّ تبون تعمّد ذلك حتى لا يُثير غضب المُكَرّمِين، وحتى لا يُضْطَرّ إلى تكريم بومدين مُؤسس الجيش الوطني الشعبي في اجتماع بوسعادة! أو يُكرم الطاهر زبيري أطال الله في عمره، والذّي كان من بين المُؤسّسين لهذا الجيش في يوم 04 أوت 1962.
منطقيا لا يُمكن أن يتمّ الجمع بين الشيء وضدّه، وفي نفس الوقت لا يُمكن الاحتفاء بالقايد صالح على أنّه “بطل قومي”، وفي نفس يوم الاحتفاء بخصومه على أنّهم أبطال الجزائر ويستحقون التّكريم! هذا ليس “لم الشّمل” بل هو لم “الهَمْل”
في سنة 1975 سَألتُ المرحوم محمد حسنين هيكل في نُزل الجزائر، ونحن على مائدة الغذاء، كيف أصبح صحفيا مرموقا؟! ضحك وقال: “اقْرَأ كثيرا، وأكْتُبْ قليلا وأنزعْ أنفك البَشري، ورَكِّب مكانه أنفا عالي الحساسية في “تشَمْشُمِه” على الأخبار مثل أنف الكلب!”.. لذلك أنا في هذه القضية أخذت بنصيحة هيكل، و”شمشمت” على الأمور، فوجدت أن بعض المُكرّمين يرفض التَّكريم من قبل الذّي كَرَّم قايد الذّي وضعهُ في السّجن، بقلادة الصدر الأعظم، والتّي لا تُمنح إلاّ للرّؤساء! وأكثر من هذ،ا طالب أحدهم بإعادة النّظر في دفن المرحوم قايد صالح في مُربع الشّهداء الكبار، أمثال بن بولعيد، وكريم بلقاسم، وديدوش مراد، وعبان رمضان، وعميروش، وسي الحواس، وزيغود يوسف، وغيرهم، مادام الأمر يتعلّق بإعادة الاعتبار لهؤلاء الذّين ظلمهم قايد صالح! وأشهد أنذ بعض هؤلاء الذّين قاطعوا التّكريم، كتب عدّة مرّات إلى الرّئيس المرحوم بوتفليقة يُحذّره من أنّ وجود قايد صالح على رأس الجيش فيه خطر على هذه المؤسسة، وما حدث للمؤسسة العسكرية في السّنوات الأخيرة ويُحاول تبون إصلاحه، دليل على ما ذهب إليه هؤلاء.
هل كان من الواجب أن تفعل قيادة الجيش في عهد قايد صالح وما بعده، ما فعلته بجنرالات الجيش سواء بحق أو بباطل؟!
لهذا يعتبر كثير من المُتابعين للأوضاع في هذا الملف، أنّ الرّئيس يُزَّجُ به في اتخاذ قرارات غير مدروسة، وفي أغلب الأحيان تكون نتائجها عكسية!” حسب ما جاء في موقع “المدار”.

اقرأ المزيد