فلسطين/اليوم العالمي للأسرة: عقيدة الإبادة الصهيونية يقابلها صمود فلسطيني لإنهاء الإحتلال

الجزائر- تمتد عقيدة الإبادة الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني عبر عقود من الإحتلال إلى اليوم, في ضوء إستخدام الكيان الصهيوني أسلحة فتاكة محظورة دوليا لإستهداف أجيالا كاملة من العائلات الفلسطينية في محاولة لإخلاء فلسطين من مواطنيها الأصليين وإقامة كيانه الوهمي الذي يجابه بصمود قوافل شهدائها المتلاحقة لإنهاء أطول إستعمار إحلالي في العالم.

وتتعرض الأسرة الفلسطينية, في يومها العالمي الذي يتزامن وذكرى النكبة, إلى أبشع جرائم الإبادة الإنسانية بتحويل غزة إلى ساحة لاختبار أسلحة الذكاء الاصطناعي والاسلحة المتفجرة, منذ السابع أكتوبر الماضي, لتوسيع نطاق الدمار والخسائر في الأرواح البشرية التي بلغت 113 ألفا شهيدا وجريحا معظمهم من الأطفال والنساء, وفي مجازر مروعة “بلغت أكثر من 25 ألفا مجزرة في استهداف متعمد للعائلات الفلسطينية”, حسب ما أفاد رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني, صلاح عبد العاطي, في حصيلة غير نهائية لصعوبة توثيق ما يحدث في كل المناطق المدمرة بالقطاع.

وبينما تدعو المناسبة إلى تحسين وضع الأسرة ورفهها في العالم (…), فان الأسرة الفلسطينية, حاضنة الهوية الوطنية, لاسيما المرأة والفتاة والأم الغزية, لاتزال ترزح تحت وطأة آلة الدمار و التطهير العرقي والتهجير القسري والحصار اللاإنساني منذ 17 سنة, وحرب التجويع والتعطيش, لسلبها سبل الحياة داخل وطنها الأصلي ومحو وجودها القومي والتاريخي والثقافي ومن ثم القضاء على العامل الديمغرافي والكثافة السكانية, فيما دمر الاحتلال أكبر عيادة للخصوبة في غزة والتي كانت تخزن فيها الأجنة, وفقا لتقارير خبراء أمميين نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

و ذكرت منظمة “أكشن ايد” الدولية أنه من إجمالي عدد الشهداء البالغ أزيد من 35 ألفا شهيدا, استشهدت أكثر من 10 آلاف امرأة في القطاع من بينهن نحو 6 آلاف من الأمهات تركن وراءهن حوالي 19 ألف طفل يتيم, بالإضافة إلى استشهاد أكثر من 14 الفا طفل وإصابة 19 الفا امرأة أخرى, بحسب وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا), فيما تواجه حوالي 50 ألف فلسطينية حامل و20 ألف رضيع مخاطر لا يمكن تصورها, بحسب الامم المتحدة, وذلك بسبب انهيار المنظومة الصحية بنسبة 90%, وفق منظمة الصحة العالمية.

وأشارت وزيرة شؤون المرأة الفلسطينية, آمال حمد, الى أن العدوان طال جيلا متميزا من المرأة المتعلمة والمثقفة والتي تتحمل المسؤولية باستهدافه المدارس والجامعات حيث تشكل نسبة الإناث 51 % من بين 625 ألف طالب وطالبة بالمدارس، وأكثر من 60 % من بين 88 ألف طالب جامعي.

ويتعمد المحتل العنصري تدمير النسيج الاجتماعي الفلسطيني وتحويل الأسر الفلسطينية بكاملها الى ركام ومقابر جماعية, فيما لا تزال عائلات أخرى تحصي شهدائها ومن بقيت على قيد الحياة تنتظر الاستشهاد. وبات من بين أفراد كل أسرة فلسطينية شهيد وجريح ومفقود ومعتقل و نازح ومبتور أحد الأعضاء الجسدية, على الرغم من مطالبة محكمة العدل الدولية بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية” بغزة.

وقال أمجد الشوا, مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة, أن الاحتلال تعمد ضرب النسيج الاجتماعي الفلسطيني في غزة, بتنفيذ عمليات قتل لأفراد عائلات فلسطينية كاملة ومسحها من السجل المدني و يواصل محاولاته فرض معادلة جديدة فيما يتعلق بهذا النسيج. وأشار الى أن هناك الآلاف من الأطفال الأيتام بدون أب أو بدون أم أو بودنهما معا, مشددا على الآثار الجسدية النفسية أو المجتمعية بفقدان الأب أو الأم أو الزوج أو الإخوة أو الأبناء.

كما يمضي المخطط الصهيوني في تفكيك وتقسيم الأسر الفلسطينية داخل الوطن الواحد, حيث أصبح من الصعب لم شمل العائلة الواحدة, جراء فصل أجزاء فلسطين وإجراءات التنقل بين المحافظات و القرى و البلدات الفلسطينية لاسيما بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلّة, سواء في الضفة الغربية أو أراضي الداخل المحتل عام 1948, و”تحويل التجمعات الفلسطينية إلى معازل في 176 كنتونا في الضفة (تقسيمات ادارية صغيرة) ومنع أي تواصل فيما بينها”, وفق ما أكد الخبير في شؤون الاستيطان بفلسطين, صلاح الخواجا.

وارتفع عدد شهداء العدوان الصهيوني منذ السابع أكتوبر الماضي إلى أكثر من 35 الفا شهيدا وازيد من 78 الفا مصابا و ما يفوق عن 85 ألفا معتقلا وأزيد من 10 آلاف شخص مفقودا تحت الأنقاض ونحو 1.9 مليون نازح.

اقرأ المزيد