فلسطين : الرياضة الفلسطينية في دائرة استهداف العدوان الصهيوني الممنهج على غزة

الجزائر – يخوض الكيان الصهيوني في قطاع غزة حربا ممنهجة على الوجود الفلسطيني بتنفيذ إحدى أكبر عمليات التطهير العرقي التي عرفها التاريخ بحق الرياضة الفلسطينية, بتحويل الملاعب الى مقابر جماعية للشهداء والى مراكز للتنكيل والاعتقالات للفلسطينيين, في انتهاكات صارخة لكافة القوانين والمواثيق القارية والدولية.

ولطالما كانت الرياضة الفلسطينية ولاتزال في دائرة استهداف الاحتلال الصهيوني باعتبارها إحدى وسائل الصمود وجزاء من النضال الفلسطيني في مواجهة الكيان المحتل لإيصال صوت  الشعب الفلسطيني الى ضمير العالم.

وفي اليوم العالمي ل”لرياضة من أجل التنمية و السلام”, حول الاحتلال الهمجي أجزاء من الملاعب الرياضية الى مقابر جماعية للشهداء والى مراكز للتنكيل والتعذيب و الاهانة والاعتقالات والاعدامات  للفلسطينيين المدنيين واستهدف كافة المنشآت الرياضية والرياضيين بشكل وحشي و ممنهج.

وذكر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم الاحد الماضي ارتفاع عدد شهداء الحركة الرياضية إلى 179 شهيدا، منهم 104 شهداء في كرة القدم، بواقع 26 طفلا و78 شابا واعتقال 9  افراد 8 منهم من الضفة  الغربية وواحد من القطاع وتدمير28 منشأة كروية ما بين ملاعب ومقار وقاعات تدريب، بواقع 22 منشأة في قطاع غزة و6 بالضفة الغربية في ظل وجود عدد كبير من المفقودين, وذلك في حصيلة غير نهائية.

وقال رئيس الهيئة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني, صلاح عبد العاطي, أن شهداء الرياضة الفلسطينية هم من شتى الالعاب من كرة قدم إلى كرة الطائرة والأطقم الرياضية والفنية من مديرين فنيين وحكام وغيرهم.

وفي وقت سابق, أشار مصطفى صيام, أمين عام الاتحاد الفلسطيني للإعلام الرياضي,الى أن أكثر من 70 % من المنشآت الرياضية على صعيد الملاعب أو الأندية دمرت بشكل كامل وتحول بعضها إلى مراكز إيواء, مؤكدا تعرض عدد كبير من الرياضيين للاستهداف ما أدى لارتقاء عدد كبير من أبناء الحركة الرياضية وتعرضهم لبتر في الأقدام واليدين وإصابات خطيرة في الرأس, والمئات منهم مفقودون ومختفون قسريا.

و أكد مصطفى صيام أمين ان تدمير الملاعب الأساسية داخل غزة أبرزها ملاعب “اليرموك” الذي يعد من أقدم الملاعب في تاريخ فلسطين حيث تأسس عام 1951, و”فلسطين” و “بيت حانون” البلدي و”التفاح”, بالإضافة لمقر المجلس الأعلى للشباب والرياضة, موضحا أن هذه الملاعب الأساسية تحتضن مباريات الدوري العام في غزة وتم تحويلها لمراكز تعذيب واعتقال.

من جهته, ذكر مساعد الأمين العام للمجلس الأعلى للشباب والرياضة, عبد السلام هنية, في تصريح صحفي, قصف وتدمير الملاعب التدريبية وتجريفها منها ملعب “نادي الشجاعية الرياضي” و”نادي الشاطئ “وملعب “بيت حانون” لكرة القدم البلدي الرسمي, ونادي” بيت لاهيا” و ملعب “بيت لاهيا” وهو بين من الملاعب التي تستضيف مباريات الدوري الفلسطيني و تحويل ملعب رفح البلدي إلى مستشفى ميداني وتجريف 300 ملعب خماسي في كافة ربوع غزة.

ولفت ذات المسؤول إلى تدمير مقر اللجنة الأولمبية واتحاد كرة القدم الفلسطيني بشكل كامل واستهداف مقر المجلس الأعلى للشباب والرياضة ومبنى اللجنة البارالمبية.

وقال عبد السلام هنية أن “العالم يقول دائما أن الرياضة هي لغة المحبة والسلام وأن المؤسسات الرياضية في الحروب ملجأ للناس لكن العدو الصهيوني حول ملاعب كرة القدم ومنها ملعب اليرموك الذي يعد الملعب الأول على مستوى فلسطين, لسجن ومركز تعذيب في منظر بشع واجرام”.

وذكر أن القطاع الرياضي في غزة يحتاج لعدة سنوات لإعادة تشييده لان الدمار الكبير والهائل الذي تعرضت له غزة بمثابة زلزال متواصل أدى لتدمير البنية التحتية والمؤسسات الرياضية وأظهر التقييم الأولى أن القطاع يحتاج حوالي 5 سنوات لإعادة بناء ما تم تدميره حال توفرت الأموال والمواد اللازمة.

يذكر أن السجل الاجرامي الاسود للكيان المحتل منذ نكبة 1948 وعلى مدار السنوات يمنع ويعرقل تشييد كل ما له علاقة بالبنية التحتية للرياضة لاسيما منها الملاعب ويمنع بعض لاعبي المنتخب الفلسطيني من المشاركة في المباريات الدولية ويقيد حركة اللاعبين المحليين أو اللاعبين الزوار والإداريين ويفرض الاغلاقات والحواجز ما بين الضفة الغربية و القطاع ويعرقل تنظيم المباريات ويستهدف الملاعب خلال إقامة المباريات بالغاز المسيل للدموع وغيرها من الممارسات الهمجية.

وخلف عدوان الاحتلال الصهيوني المتواصل على قطاع غزة, منذ 7 أكتوبر الماضي, في حصيلة غير نهائية, 33091 شهيدا, أغلبيتهم من الأطفال والنساء, و75750 جريحا.