عنابة: الملتقى الوطني أحمد رضا حوحو, وقفة للذاكرة وفكر الشهيد وتكريس لثقافة الاعتراف

عنابة – أكد المشاركون في الملتقى الوطني حول فكر وأعمال و إسهامات الاديب أحمد رضا حوحو الذي افتتح اليوم السبت بعنابة على أن اللقاء “يمثل وقفة مع الذاكرة وفكر الشهيد رضا حوحو ومن خلاله تكريس ثقافة الاعتراف بإسهامات ونضال و إبداعات أبناء الجزائر”.

و اعتبر متدخلون أن الأديب الشهيد رضا حوحو “يمثل المثقف الملتزم الذي اعتنق القضية الوطنية وناضل من خلال أعماله الأدبية والفكرية من أجل نشر الوعي بضرورة الكفاح من أجل الحرية وإعلاء القيم الإنسانية”.

وركزت أشغال اليوم الأول لهذا الملتقى الذي ينظم من طرف المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بالتنسيق مع مخبر الأدب العام والمقارن بجامعة باجي مختار، بعنابة على القيم الإنسانية والنضالية في أدب رضا حوحو.

و أشار في هذا السياق، الأستاذ علي خفيف، من جامعة باجي مختار بعنابة في مداخلته الافتتاحية بحضور والي الولاية جمال الدين بريمي، وعدد من المثقفين والكتاب إلى أن فكر رضا حوحو يندرج في سياق “قيم الحركة الوطنية والنضال من أجل الحرية و أنه ينتمي إلى مدرسة الأدب الذي يعنى بقضايا الواقع”.

وأضاف أن الشهيد أحمد رضا حوحو الذي تعددت كتاباته بين القصة والرواية والمسرح قد جمع بين الأسلوب الجاد والتعبير الهزلي البناء في تناول بعض المواقف لم تخرج أعماله الأدبية عن معالجة قضايا المجتمع الجزائري و واقعه، مذكرا ببعض العناوين لقصص الأديب الشهيد على غرار “غادة أم القرى” التي كتبها حينما كان بالمملكة العربية السعودية والتي تتناول قيم العدالة الاجتماعية وقضايا المرأة والحرية.

كما ذكر ذات المحاضر بأن الشهيد الأديب رضا حوحو ابن ولاية بسكرة الذي كان يتقن اللغتين العربية والفرنسية كان يتمتع بفكر متفتح و متفطن في النظر إلى المستقبل، مشيرا إلى أنه كان سباقا في طرح قضية الصراع الحضاري في بداية الأربعينيات من خلال كتابه “جولة في دنيا الخيال”.

وتتبع المشاركون مداخلات تناولت فكر و أعمال الأديب ونضاله الفكري من بينها “تجليات الثورة في قصص رضا حوحو ” التي استعرض من خلالها الأستاذ علاوة موسى، من المركز الجامعي ببريكة بولاية باتنة، الرؤية الاستباقية التي كان يحملها حوحو من خلال التركيز على ضرورة نشر الوعي الاجتماعي للتحضير للعمل الثوري كما كان الشهيد -حسبه- ثائرا على كل من يصنعون السبات الذي يطفئ الشعلة الثورية في النفوس.

ومن جهتها، تناولت الأستاذة عواطف سليماني، من جامعة خنشلة تقنية التهميش في أعمال رضا حوحو التي أثارت كما أشارت إليه قضية الصراع بين المركز والهامش.

ويندرج هذا الملتقى في إطار التظاهرات المبرمجة لإحياء ستينية الاستقلال. للتذكير فإن الشهيد الأديب أحمد رضا حوحو من مواليد 15 ديسمبر 1910 بسيدي عقبة بولاية بسكرة وكان متفوقا في الدراسة وتمكن من التحكم في اللغتين العربية والفرنسية قبل أن يتنقل إلى المملكة العربية السعودية ويستقر هناك رفقة عائلته ويتفرغ للعمل الأدبي والقصصي والكتابة الإعلامية ثم عاد إلى الجزائر واستقر بقسنطينة وانضم إلى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.

و قد استشهد أحمد رضا حوحو و عمره 46 سنة بجبل الوحش بأعالي قسنطينة في 29 مارس 1956 بعد أن تلقى أبشع صور التعذيب من طرف قوات الاحتلال الفرنسي رفقة مجموعة من الشهداء.

اقرأ المزيد