عادات الطبخ بغرداية: تهافت كبير على الكوسة المحلية بأسواق المنطقة

عادات الطبخ بغرداية: تهافت كبير على الكوسة المحلية بأسواق المنطقة - الجزائر
عادات الطبخ بغرداية: تهافت كبير على الكوسة المحلية بأسواق المنطقة

غرداية – تشهد الكوسة المحلية المعروفة بقرعة ميزاب أو بالميزابية ” تاخسايت” أو” تاميسة” التي تشتهر بها المنطقة هذه الأيام رواجا وتهافتا كبيرا عليها من قبل السكان بأسواق المنطقة.

وعادة ما يكثر استهلاك قرعة ميزاب مع بداية فترة الحر، وتعد واحدة من الخضروات الصيفية المحلية الرائجة ولا زالت تحتفظ بمكانتها في رصيد عادات الطبخ لدى السكان.

وتحمل هذه الفصيلة من الخضروات (القرعيات) التي تحظى بشعبية كبيرة والتي لا تزرع إلا بهذه المنطقة من الجنوب، عدة مميزات سيما من حيث الشكل، وقد تبلغ طول واحد (1) متر بحجم سميك ولون أخضر داكن، وتشكل واحدة من المكونات الأساسية لوصفات تحضير بعض الأطباق التقليدية الشهية سيما صلصة الكسكسي أو الحساء. 

وتعد الكوسة المحلية ذات الحجم الكبير التي تحظى باهتمام كبير من قبل الفلاحين الذين يعملون من أجل تطوير هذا النوع من الزراعة بغرض الرفع من مردوديتها، من الخضروات التي لا يمكن الاستغناء عنها في تحضير الأطباق التقليدية الجماعية على غرار الكسكسي بهدف جمع الشمل العائلي، وهي من التقاليد التي لازالت راسخة في الحياة الاجتماعية، والرامية إلى المحافظة على التعايش والانسجام العائلي وتكريس أسس وغايات التضامن الاجتماعي.

وتتميز القرعة المحلية بكونها نبات زاحف ذي أوراق كبيرة وسيقان متفرعة طويلة، وسهلة النمو، كما شرح السيد حاج عبد الله فلاح من قصر بونورة.

وأضاف “كل ما تحتاجه هذه النبتة توفر تربة رطبة ومشمسة بما فيه الكفاية لضمان نموها”, لافتا أن “قلوية التربة ( التربة التي تحمل نسبة عالية من الصوديوم عكس التربة الحمضية) ملائمة لزراعة هذا النوع من الخضار”.

ومن جهته كشف السيد حاج صالح وهو أحد المهتمين بعالم الأعشاب بغرداية “أن الكوسة المحلية تستعمل مع بذورها عادة لأغراض الطب التقليدي”.

وأشار إلى أنه غالبا ما يوصى بعصير لبها لتهدئة الصداع والتقليل من الجلوكوز في الدم.

 

                          –فوائد كبيرة تنسب لقرعة ميزاب– 

           

وبدوره كشف فلاح من منطقة متليلي (45 كلم جنوب غرداية) أن بذور هذه القرعة تستعمل لتحضير مستحلب صدري منعش موصوف لنزلات البرد والتهابات الجهاز الهضمي. 

 وحسب خبراء التغذية، فإن للقرعة فوائد طبية وتحتوي على فيتامين (أ) المفيد للنمو، وتحافظ على صحة الجلد، وتحمي من الالتهابات فضلا على أنها تؤدي دور مضاد للأكسدة وتقوي الرؤية وتحسن جهاز المناعة.

وتوجد عدة أنواع من القرعة بمنطقة غرداية (القرعة المحلية واليقطين (كابويا) والكوسة العادية) والتي تستهلك طازجة على شكل خضروات في مختلف أنواع الصلصات، كما تستعمل أيضا لتحضير المربى.

كما تستعمل كوسة أو قرعة ميزاب أيضا لتغذية الأنعام بالمنطقة، وبذورها يحافظ عليها للزراعة، والتي تستهلك أيضا بعد تحميصها وإعطاءها مذاقا مملحا، ويمكن تخزينها في فضاء مفتوح لمدة طويلة.

وذكرت مديرية المصالح الفلاحية لولاية غرداية أن المساحة المخصصة لهذه الزراعة بلغت برسم الموسم الفلاحي المنقضي نحو 200 هكتار، بمعدل إنتاج إجمالي وصل إلى زهاء 25.000 قنطار، وبمردود متوسط بلغ 127 قنطار في الهكتار.

وحسب الذاكرة الجماعية فإن زراعة القرعة ذات المنشأ الاستوائي أدمجت بقائمة المزروعات بالمنطقة في القرن الثامن عشر، قبل أن تتكيف مع بيئة غرداية وتصبح من الخضروات التي تتميز بها المنطقة.

وتمارس زراعتها عبر  شتى مناطق الولاية ويتم سقيها بواسطة أحواض مجهزة بمضخات متحركة، كما جرى شرحه.  

وأخذت قرعة ميزاب مسارا رائجا وتهافتا واسعا عليها سيما في الفترة الصيفية، حيث يتم تحديد سعرها بطريقة التقييم المباشر من قبل تاجر “متخصص”. 

وهذا السعر يحدد عادة ببورصة قرعة ميزاب على قاعدة العرض والطلب، وهو قابل للتفاوض مع المشتري.