سيلا 2023: القصيدة الشعرية الفلسطينية عنوان للمقاومة والدفاع عن القضية الوطنية

الجزائر – أجمع باحثون، يوم الخميس بالجزائر العاصمة، على أن القصيدة الشعرية الفلسطينية المقاومة قد “استطاعت أن تثبت تواجد الإنسان الفلسطيني على أرضه وأن تحمل قضيته الوطنية وتبرز مأساته وتفضح البطش الذي يمارسه الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني”.

وخلال ندوة حول “شعر المقاومة” نظمت في إطار فعاليات صالون الجزائر الدولي ال26 للكتاب بـ “فضاء غزة” المخصص للتضامن مع القضية الفلسطينية، أكد علي ملاحي، أستاذ الدراسات النقدية الحديثة والمعاصرة بجامعة الجزائر 2، أن الشعراء الفلسطينيين “استطاعوا عبر قصائدهم الشعرية المقاومة أن يثبتوا وجودهم من خلال قدرتهم على نقل محنة الشعب والمأساة والبطش الذي يمارسه الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني”.

وقد أنجبت فلسطين –يقول المتحدث- عديد الأصوات الشعرية المقاومة التي “صنفت في مصاف شعراء الحداثة بفضل تحكمهم في اللغة التي هي أساس الدفاع عن الأرض”.

وأعطى المتدخل، في هذا الباب، نماذج من نصوص الشاعر توفيق زياد الذي يتميز حسبه، بـ “إحساس المقاوم الذي يعبر عن شاعر ذاق المعاناة وكان يحتمي بالمحنة ويرثيها بلغة تشبه الواقع المرير الذي يعيشه أهله”.

كما أشار في هذا السياق إلى معين بسيسو باعتباره واحدا من الشعراء الفلسطينيين البارزين، وكذلك محمود درويش، وإبراهيم طوقان، وفدوى طوقان وغيرهم من الذين كان صوتهم المقاوم يرافق الثورة الفلسطينية فأصبحوا “ظواهر أدبية”، مضيفا أنه “عندما تقرأ نصوصهم نجد أنهم مع فلسطين بكل المقاييس وضد المأساة والبطش الصهيوني الممارس على الشعب الفلسطيني”.

من جهته، قال السيد عبد الحميد بورايو، باحث في الثقافة الشعبية والأنثروبولوجيا والنقد الأدبي من جامعة الجزائر 2، أن “الشعر الفلسطيني المعاصر بدأ مع ظهور مجموعة من الشعراء الذين قدموا شعرا حديثا بوسائل فنية راقية جدا وتحدثوا عن المقاومة والقضية وطوروا في نفس الوقت في شكل القصيدة وقدموا صورا شعرية عالية المستوى”.

ونبه في هذا الصدد، إلى أهمية الدور الجمالي والوظيفي للقصيدة الشعرية المقاومة التي تعتبر “وسيلة تواصلية تستخدم في تنشئة الأجيال”، كما أشار إلى وجود كتابات شعرية راهنة برزت في العشريتين الأخيرتين هي جديرة بالدراسة والمتابعة في نظره، خاصة وأنها تطرح –حسبه- القضية من زوايا مختلفة وتعبر عن الانتماء وروح الجماعة وتمجد المقاومة والثورة ضد الاحتلال الصهيوني.

بدوره، ذكر عبد الحميد هيمة، من جامعة قاصدي مرباح بورقلة، بأن الشاعر الجزائري “لم يكن بمعزل عن القضية الفلسطينية، ويتقدمهم في ذلك الراحل مفدي زكريا في الإلياذة، مضيفا أن فلسطين “ظلت حاضرة في وجدان الجزائر حتى في فترة الثورة التحريرية”. وتستمر فعاليات الطبعة 26 لصالون الجزائر الدولي للكتاب بقصر المعارض بالصنوبر البحري إلى غاية 4 نوفمبر المقبل، وسط حضور العديد من الشعراء والمثقفين الفلسطينيين.