تيبازة : سلسلة من الحرائق تهدد التوازن البيئي و التنوع البيولوجي

تيبازة : سلسلة من الحرائق تهدد التوازن البيئي و التنوع البيولوجي

تيبازة- عرفت ولاية تيبازة العديد من الحرائق التي تسببت في إتلاف هكتارات من أجمل غابات المنطقة, إضافة الى الخسائر التي طالت الحيوانات و هو وضع يهدد التوازن البيئي و التنوع البيولوجي لهذه الولاية الساحلية الساحرة.

وحسب محافظة الغابات للولاية فقد تم تسجيل خسائر فادحة في الثروة الغابية و الحيوانية بعديد مناطق خصوصا غرب الولاية تسببت في إتلاف أزيد من 217 هكتارا. 

و اطلقت دعوات لفتح تحقيق حول أسباب هذه الحرائق التي تأتي على الأخضر و اليابس متسائل. في هذا الشأن يتساءل أحد المواطنين: “هل يعقل ان تندلع 8 حرائق في يوم واحد و في نفس الوقت تقريبا”, مشددا على ضرورة تقديم الجناة للعدالة و متهما ما وصفهم ب”عصابات الفحم” مع إقتراب موعد عيد الأضحى.

حيوانات عالقة في غابات ملتهبة, أجسام ضعيفة أمام قوة اللهيب و جحيمها لم تسلم منه الأشجار و الكائنات الحية في صورة بشعة تثير الإشمئزاز, كتب من جهته متأثرا أحد رواد وسائط التواصل الاجتماعي.

و أثارت صورة صادمة لأرنب بري هلك حرقا و هو يحاول الفرار من حريق شب بأحد الغابات نشرتها محافظة الغابات لولاية تيبازة على صفحتها بالموقع الاجتماعي فايسبوك موجة من السخط و التنديد.

و جاء في منشور لمحافظة الغابات للولاية صورة لأرنب بري محترقا و عينيه مفتوحتين في وضع شبه متفحم يحاول الفرار من الحريق و هو يتألم, بهدف تحسيس المواطنين بضرورة المحافظة على الكائنات الحية.

و صاحب المنشور تعليق: “صورة مؤلمة جدا… نرى فيها أرنبا احترق و هو حي. بعد حريق غابات… الأرنب حاول الهروب لكنه لم يستطع للأسف… بالرغم من أن الأرانب حيوانات سريعة, إلا أن النيران أحرقتها”.


إقرأ أيضا:   حرائق النخيل : إتلاف أكثر من 3.000 نخلة منذ مطلع السنة الجارية بورقلة


و تابع منشور محافظة الغابات متأسفا : “فكيف سيكون حال السلاحف و الزواحف و صغار الطيور و الآلاف من الكائنات الحية من نباتات و حيوانات”.

و أعربت جل التعليقات حول هذا المنشور الذي إنتشر بقوة و شاركته أغلب صفحات الفايسبوك التى تعنى بالشؤون المحلية لتيبازة عن أسفها و صدمتها لرؤية حيوان ضعيف في تلك الوضعية داعيين إلى تضييق الخناق على ما وصفوه بمافيا العقار.

و وصف أحد المعلقين الصورة بالقول: “إنها الصدمة” و “الكارثة” فيما قال آخرا متأسفا “إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”.

و عن دواعي و أهداف نشر صورة صادمة, كشف محافظ الغابات لتيبازة بودينة محفوظ في تصريح لوأج أن مصالحه تسجل سنويا خسائر تعتبر “فادحة” في الثروة الغابية و الحيوانية بسبب الحرائق مهما كانت الحصيلة حتى لو يتعلق الأمر بشجرة واحدة فهي خسارة مبرزا أن العامل البشري يعد السبب الرئيسي في نشوب تلك الحرائق.

لذلك–يواصل محافظ الغابات- درسنا الوضع و قررنا نشر صورة واحدة صادمة لأرنب بري محترق بهدف دفع المواطن للاهتمام أكثر و المحافظة على الثروة الغابية و النظام البيولوجي.

وقال بهذا الخصوص : “الغابات أيضا هي المكان الحيوي لعديد الكائنات الحية التي لها دور رئيسي في التوازن البيئي و التنوع البيولوجي الذي يساهمان بقوة في رفاهية الإنسان للعيش في بيئة طبيعية جميلة و نقية.

 

–جمعية حماية البيئة تدق ناقوس الخطر–

من جهته, دق رئيس جمعية حماية المستهلك و بيئته ناقوس الخطر مشددا على ان الوضع لا يطاق و هي جريمة لا يمكن السيطرة عليها دون فهم اسبابها الحقيقية التي بدون شك تدمر الثروة الحيوانية و النباتية و تهدد للحياة الايكولوجية التي تزخر بها الغابات التي تعد الوسط الطبيعي للحيوانات.

موضوع الغابات موضوع “معقد و حساس و خطير”–يتابع السيد بلعباس– على إعتبار أن كل المؤشرات تؤكد أن الحرائق “مفتعلة و بفعل إجرامي”.

هناك حقيقة انه عندما يندلع حريق في غابة فانه يزيد من كثافتها بعد السنوات القليلة القادمة بحيث تنقل السنة اللهب و الرياح البذور الى كل الانحاء كما يلعب الرماد دور السماد شرط ان لا يندلع حريق اخر في السنوات المقبلة لانه بذلك سيقضي على الغابة كليا و لن تعود الا بعد عملية غرس و أضاف في هذا السياق أن جمعية حماية المستهلك و بيئته مهتمة بالموضوع و تتابعه منذ سنوات خاصة بمحمية شنوة أين وقفت على واقع يؤكد تورط أصحاب الأراضي الغابية الذين–حسبه– يلجئون لهذا الفعل الإجرامي بهدف إستغلال تلك المساحات الغابية في الفلاحة بعد تخليصها من الأشجار المترامية.


إقرأ أيضا:   النشاط البشري يتسبب في اتلاف أكثر من 9.000 هكتار عبر الوطن منذ الفاتح يونيو


و أبرز السي بلعباس أن أغلب الأراضي الغابية بجبل شنوة مصنفة في خانة “أرض العروشية و الشيوع” و هي أراضي تستغرق إجراءات طويلة و معقدة و بيروقراطية لتسوية وثائقها و إستخراج عقود الملكية قبل أن يصطدم أصحابها بمشكل آخرا و هو تحويل طابعها الغابي إلى طابع فلاحي ما يدفعهم إلى إفتعال حرائق حتى “يتخلصوا من الأشجار”.

و يتهم رئيس الجمعية الولائية لحماية الكستهلك و بيئته أيضا ما يسميه ب”مافيا العقار و الفحم” داعيا إلى ضرورة تفعيل بعض الإجراءات و التنظيمات و تطبيق سلطان القانون بكل حزم و صرامة لوضع حد لهذه الجرائم التي ترتكب سنويا في حق البيئة و النظام الأيكولوجي برمته.