المدية : تنظيم زيارة موجهة لموقع المدينة العريقة “رابيدوم”

المدية – نظمت مديرية الثقافة والفنون للمدية يوم الأربعاء زيارة موجهة لموقع المدينة العريقة الرومانية “رابيدوم” ببلدية “جواب” شرق الولاية، لفائدة المواطنين، بمناسبة إحياء اليوم العالمي للسياحة، وفق ما علم لدى هذه الهيئة.

و أوضح رئيس مصلحة حماية التراث ، احمد مربوش ل/وأج، أن الهدف من هذه الزيارة هو تعريف المشاركين بأحد أهم المعالم التاريخية التي تزخر بها الولاية، و اطلاعهم بالمراحل التي مرت بها هذه المدينة العريقة التي يعود تاريخها إلى العهد الروماني، علاوة عن تحسيسهم بأهمية الحفاظ على هذا التراث المادي النفيس و المساهمة في تطوير السياحة الثقافية.

و تتواجد مدينة “رابيدوم” العريقة ببلدية “جواب” على بعد 80 كلم شرق مدينة المدية .و هي تتربع على عشرة هكتارات تقريبا و تم تاسيسها سنة 122.
و كان الموقع، بحسب المعلومات المستقاة لدى نفس المسؤول، يحتضن في البداية معسكرا للجيش الروماني تحول على مر السنين إلى مدينة مزدهرة تعج بالتجار و الحرفيين و الفلاحين الذين قدموا إليها بحثا عن حياة أفضل.

و كانت مدينة “رابيدوم” تكتسي طابعا عسكريا بحيث شكلت جزء من الجهاز الذي أقامه الرومان للاحتماء من غزوات الأعداء. و استقبل معسكر الجيش الروماني في البداية زهاء 500 جنديا، ما بين مشاة و فرسان، قبل أن يلتحق به ابتداء من عام 167 ، وافدين جدد معظمهم من المدنيين، ليتحول مع مر السنين إلى مدينة مزدهرة بفضل تطور النشاط الفلاحي والتجارة، استنادا لنفس المصدر.

و قدر عدد سكان المدينة آنذاك بأكثر من 8000 نسمة، إذ اعتبرت من بين أهم التجمعات الحضرية في مقاطعة موريتانيا القيصرية التابعة للإمبراطورية الرومانية.
فيما بعد انتقلت الحامية العسكرية المتمركزة برابيدوم، بقرار من الإمبراطور سيتيموس سيفيروس، إلى “ألتافا” بالقرب من “بوماريا” (تلمسان)، إيذانا ببداية تدهور هذه المدينة التي أفرغت تماما من سكانها بسبب الحروب التي خاضها مختلف المعارضين للاحتلال الروماني، بين عامي 270 و275م.

للإشارة، استفاد الموقع الأثري “رابيدوم” منذ عام 2010 من تدابير لحمايته من اعتداءات أو أعمال تخريبية محتملة ، على غرار تسييجه بشباك من أجل الحفاظ على الآثار المتبقية على مستواه.