المدرسة العليا للمشاة بشرشال: تخرج تسع دفعات من الضباط و ضباط الصف

تيبازة – أشرف قائد القوات البرية، اللواء عمار عثامنية، اليوم الأحد بالمدرسة العليا للمشاة بشرشال الشهيد “جلول عبيدات” على حفل تخرج تسع دفعات من الضباط و ضباط الصف الجزائريين و نظرائهم من دول شقيقة و صديقة، حملت اسم الشهيد البطل بلقاسم غريسي.

وتشمل الدفعات المتخرجة من هذا الصرح التكويني الذي يلج عامه ال30, الدفعة 59 “دورة إتقان الضباط” و الدفعة 28 “دورة التطبيق للضباط الجامعيين” و الدفعة ال6 ل”دورة الأهلية العسكرية المهنية من الدرجة الثانية مكونين”.

كما تتكون الدفعات المتخرجة من ضباط وضباط صف في تخصصات أخرى تتعلق على وجه الخصوص ب”الأهلية العسكرية المهنية” و “هياكل أركان الدرجة الأولى و الثانية” و “الأهلية العسكرية المهنية درجة ثانية” و “الأهلية العسكرية المهنية درجة أولى و ثانية”.

وجرت مراسم حفل التخرج للموسم الدراسي 2022/2023 في أجواء عسكرية مميزة قام خلالها قائد القوات البرية بتفتيش المربعات قبل أن يشرع المتخرجون في الاستعراض وسط انضباط و احترافية عاليين بعد فترة تكوين عالية المستوى في التعليم العسكري و التعليم العام التخصصي أهلتهم للالتحاق بوحداتهم ونيل شرف العمل في صفوف الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني.

وفي كلمة بالمناسبة، أكد قائد المدرسة العليا للمشاة، اللواء الجيلالي ريح، على أن المدرسة العريقة “تواكب دوريا كل مستجدات من نظريات و مفاهيم العلوم العسكرية الحديثة و عقائد القتال و فن القيادة و فنون الحروب الحديثة و استراتيجياتها لتأهيل قادة أكفاء قادرون على أداء مهامهم بكل كفاءة و إقتدار”.

كما أكد اللواء ريح، إدراك المتخرجين “الجيد بموجات التغيير و حجم المخاطرة و علمهم اليقين بالعمق الإستراتيجي و مقومات القوة الوطنية التي تتمتع بها الجزائر في مواجهة التحديات الإقليمية و مواجهة مؤشرات استهداف أمن و آمان الجزائر”، مثمنا “مبادرات الجزائر الرامية لإحلال مزيد من الاستقرار في منطقة لعبت التوترات السياسية فيها دورا فعالا في صناعة الفوضى و نشوء التطرف و الإرهاب”.

وأبرز قائد المدرسة في كلمته، قيمة الموارد البشرية في “بناء الأوطان و تحويل الطموحات و الآمال و التطلعات إلى واقع ملموس في ضوء التوجيهات و الرؤى الإستراتيجية الوطنية للسيد الفريق، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي و التي تؤكد أن الجيوش الحديثة لا يتم تقويم قدراتها و كفاءتها بحجم قواتها و النظم الحديثة التي تمتلكها و إنما بمدى امتلاكها من قدرات بشرية قادرة على تشغيل و إدارة تلك النظم”.

وتواصلت عقب كلمة قائد المدرسة مباشرة, أجواء الاحتفال العسكري بأداء المتخرجين لقسم الشرف قبل أن يشرف قائد القوات البرية رفقة إطارات الجيش الوطني الشعبي على تسليم الشهادات و تقليد الرتب للمتفوقين الأوائل ثم فسح المجال للاستعراض العسكري بعد أن سلمت الدفعة المتخرجة علم المدرسة للدفعة القادمة.

وشكلت مناسبة التخرج فرصة لإقامة أبواب مفتوحة عرضت خلالها تجهيزات ومعدات حربية خاصة بسلاح المشاة قبل أن يسدل الستار على حفل التخرج بتكريم خاص حظيت به عائلة الشهيد بلقاسم غريسي، ابن منطقة الارهاط بأقصى غرب تيبازة.

وقد ولد الشهيد البطل بلقاسم غريسي يوم 14 أكتوبر 1930 في أحضان عائلة ريفية فقيرة حرصت على تعليمه علوم الدين و حفظ القرآن قبل أن ينتقل سنة 1954 إلى منطقة زرالدة أين احتك بالمجاهدين.

عاد بعدها الشهيد البطل إلى مسقط رأسه و أنشأ مركزا لإيواء المجاهدين, و عندما اكتشفت قوات الاستعمار ذلك, اعتقلته   رفقة عدد من رفاقه في السلاح, وقد تعرض بمعتقل بواساكري (قوراية) لأبشع أنواع التعذيب وأعدم بتاريخ يوم 5 مايو 1958 رميا بالرصاص.