الفنان التشكيلي نبيل رحمون يعرض بالعاصمة بورتريهات تحكي جمال وأصالة التراث

الجزائر – يتواصل برواق “الزوار آرت” بالجزائر العاصمة معرض الفنان التشكيلي نبيل رحمون الذي يقدم من خلال أعماله الفنية إبداعات لونية تشع بالضوء تجمع بين الرؤية الحداثية لجدوى الفن والاستلهام من الموروث الثقافي والفني للجزائر بشتى عناصره الجمالية.

ويستنطق هذا الفنان العصامي في هذا المعرض, الذي يحمل عنوان “انعكاسات”, عناصر الذاكرة والتراث عبر أزيد من 20 بورتريه يتضمن تفاصيل وجوه بملامح جزائرية أصيلة تعكس بعناية فائقة وبرمزية مختلف جماليات الأزياء التقليدية الجزائرية وكذا أعمال تقتنص مختلف الأجواء النفسية بلمسة فلسفية.

ويوظف الفنان في لوحاته الألوان الزيتية على القماش, كما يعتمد على تقنيات المدرسة الواقعية ليطعم بها أعماله الفنية, وهذا وفق رؤية ناضجة تثمن التراث الثقافي, لينسج عوالم تعج بذاكرة الزمان والمكان ومشبعة بالدلالات والرموز.

وقد ارتأى رحمون بناء وصياغة مشروعه من خلال لمسته الساحرة, خاصة على مستوى الملامح المدروسة بعناية ودقة في الحالات النفسية في أعماله المعروضة, وهي بمختلف الأحجام والتأطير, انطلاقا من أسلوب خاص يتكئ على رؤية فلسفية ووجودية.

كما يغدق على أعماله بشلال من الألوان النابضة بالحياة والحركة على غرار البني والأبيض والأصفر والأخضر, وهو ما يعكس موهبته و تفرده.

ومن الأعمال الفنية المعروضة أمام الجمهور نجد “الحايك”, “سيدة العالم”, “بنت العاصمة”, “القبائلية”, “آنسة من ذهب”, “روايات منسية”, “الأنا”, “التشاؤم”, إلى جانب ابداعه في رسم بورتريهات فنانين جزائريين على غرار عثمان عريوات.

وفي هذا الإطار أشار الفنان لوأج أن المعرض يهدف إلى “تقديم بورتريهات لأشخاص تحمل القيم الثقافية والفنية  للتراث الجزائري الغني والمتنوع كشواهد على أصالتنا, على غرار الحلي واللباس التقليدي وتطريزاته المميزة والآلات الموسيقية التقليدية وغيرها”.

وأوضح رحمون أن أعماله تندرج ضمن التيار الواقعي وكذا اختيار ملامح تجسد الأجواء النفسية بدلالات فلسفية لإبراز التناقضات والحالات النفسية المختلفة, وذلك على خلفية داكنة اعتماد على تقنية الألوان الزيتية بتدفقها وثراء تدرجاتها تحمل رسائل مضيئة بالأمل والتفاؤل.

وبخصوص بدايات ولوجه لعالم التشكيل أشار إلى أن مساره الفني انطلق منذ طفولته, حيث برزت موهبته في رسم البورتريهات بطريقة كلاسيكية, وقد كان هذا نافذة لولوجه لعالم الفن التشكيلي وجمالياته, ليجتهد بعدها عبر مشاركته في ورشة فنية لتدعيم وتعزيز موهبته بالمهارات الأكاديمية.

وشارك رحمون, المولود بولاية الشلف في 1991, في عديد المعارض, منها معرض فردي أقيم على مستوى قصر رياس البحر بداية السنة الجارية.

ويتواصل هذا المعرض, الذي انطلق السبت الماضي, إلى غاية 28 يوليو الجاري, وهو فرصة لعشاق الفن التشكيلي لزيارته واكتشاف تجربة فنية معاصرة ومغايرة.