التهجير القسري للفلسطينيين آخر مخططات الكيان الصهيوني لتوسيع مستوطناته

التهجير القسري للفلسطينيين آخر مخططات الكيان الصهيوني لتوسيع مستوطناته

الجزائر – كشف العدوان الصهيوني على قطاع غزة منذ ما يزيد عن شهرين متتاليين عن آخر مخططات الكيان المحتل المتعلقة بتوسيع مستوطناته وبؤره الاستيطانية الجاثمة على الأراضي الفلسطينية, معتمدا في ذلك على سياسة التهجير القسري للشعب الفلسطيني.

و استغل الكيان الصهيوني اتجاه الرأي العام العالمي نحو الدمار الذي ألحقه بغزة ليقوم ببناء مستوطنات جديدة بالقدس و يوسع أخرى بالضفة الغربية, بوتيرة متسارعة تضاهي سرعة آلة الموت التي ما فتئت تحصد عشرات بل مئات الشهداء الفلسطينيين كل يوم.

و اضافة الى عمليات التهجير القسري التي يمارسها جنود الاحتلال منذ السابع من أكتوبر الماضي على الفلسطينيين, خاصة من شمال قطاع غزة إلى جنوبه, يقوم المستوطنون كذلك بطرد المدنيين من القرى المجاورة لبؤرهم الاستيطانية وتكثيف اعتداءاتهم التي وصلت إلى حد القتل بحق الفلسطينيين, للاستيلاء على المزيد من أراضيهم وممتلكاتهم.

كما يسعى الكيان الصهيوني من خلال إقامة المزيد من المستوطنات على الأراضي الفلسطينية وتوسيعها, إلى تفتيت الطابع الجغرافي لدولة فلسطين وتهويد القدس, وهو ما يتسبب بشكل أو بآخر في نسف كل مقترحات حل الدولتين.


اقرأ أيضا :   الاحتلال الصهيوني يعتقل أكثر من 4400 فلسطيني بالضفة الغربية منذ بداية العدوان على غزة


وفي هذا الصدد, أوضح مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية, غسان دغلس في حديث ل”واج”, أن عملية التهجير القسري التي تجري في حق الفلسطينيين من شمال قطاع غزة إلى جنوبه, هي نابعة من آخر مخطط للكيان الصهيوني “لضغط وتجميع أكبر عدد من السكان الفلسطينيين في منطقتي رفح و خانيونس, و إرغام الجانب المصري على السماح لهم بالخروج من غزة”.

وأضاف أن هذه الممارسات تعد بمثابة المخطط الأخير للكيان الصهيوني “لإخراج نصف سكان قطاع غزة إلى منطقة سيناء ليسهل له استباحة القطاع أكثر فأكثر”, مشيرا إلى أن “كل سيناريوهات المحتل المتمثلة في إخلاء مدارس الإيواء والمستشفيات و إرغام السكان على النزوح إلى الجنوب, تدل على رغبته الملحة في استباحة المزيد من أراضي الفلسطينيين و تجزئة الدولة الفلسطينية وفصل المدن ببناء المستوطنات بين بعضها البعض”.

و أكد السيد دغلس أن التوسع الاستيطاني و بناء المزيد من المستوطنات يهدف إلى “تقطيع أوصال الضفة الغربية وجعلها عبارة عن +كانتونات+, بين كل مدينة ومدينة وبين كل قرية وقرية يتم بناء بؤرة استيطانية لجعل التواصل الجغرافي مستحيلا ويسهم في دفن فكرة أو مشروع حل الدولتين”.

من جهته, كشف رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان, مؤيد شعبان, أن فكرة التهجير القسري ليست وليدة اليوم بل هي متجذرة في الوعي الصهيوني, مشيرا إلى أن “المشروع الاستيطاني يقوم على فكرة الاستيطان الإحلالي, وهو أخطر أشكال الاستعمار, لأن المراد منه هو محو شعب بأكمله عن طريق التهجير و إحلال شعب آخر مكانه”.

 

الاستيطان.. أكبر تهديد لمشروع الدولة الفلسطينية

 

و اعتبر أن نماذج الكيان الصهيوني في ممارسة التهجير القسري والنزوح الإجباري “تنوعت و اختلفت لكنها تحمل في جوهرها فكرة واحدة وهي إبعاد الفلسطينيين عن أراضيهم و إحلال المستوطنين مكانهم”.

و أفاد أن الكيان الصهيوني “يحاول منذ سنوات فرض وقائع جديدة تحول دون إمكانية إقامة دولة فلسطينية, إذ أن المرتكزات الأساسية لإقامة الدولة الفلسطينية تقوم على فكرة التواصل الجغرافي”, هذا الأخير عمل الاحتلال الصهيوني على تفتيته وتمزيقه عن طريق بناء المستوطنات وتوسيعها وكذا تهويد القدس.

و أضاف أن المشروع الاستيطاني “مستمر ومتواصل و ازداد حدة” مع بداية العدوان على غزة في أكتوبر الماضي.

و فيما يتعلق بعدد المستوطنات, أوضح غسان دغلس أنه يبلغ 184 في الضفة الغربية, بالإضافة إلى 242 بؤرة استيطانية يسكنها أكثر من 735 ألف مستوطن.

ويرى الخبيران في مناهضة الاستيطان أن هذا الأخير يشكل أكبر تهديد لمشروع الدولة الفلسطينية, حيث يسعى الاحتلال لكسر حاجز التفوق الديمغرافي الفلسطيني في الضفة الغربية لصالح الصهاينة, فبات يقدم لهم شتى أصناف التسهيلات والامتيازات الاقتصادية لتشجيعهم على الانتقال إلى السكن في تلك المستوطنات, حيث يسعى الكيان الصهيوني لتغيير واقع الصراع “من استعمار عسكري إحلالي منذ عام 1948 إلى نزاع بين شعبين يختلفان على العيش على أرض الضفة الغربية”.

و أكد غسان دغلس أن الكيان الصهيوني “سمح لمستوطنيه باستباحة الضفة الغربية بشكل متزايد ومتسارع منذ السابع أكتوبر الماضي, حيث أن غالبية المستوطنات يجري بها توسع استيطاني و ربطها ببعضها البعض بالإضافة إلى بناء مستوطنة جديدة في القدس”.

و اعتبر أن كل هذه الممارسات لها “تداعيات خطيرة على المستقبل السياسي للقدس, يتجلى ذلك في تطويقها من الجهات الأربع بالمستوطنات و عزلها عن الضفة الغربية بالمستوطنات و جدار الفصل العنصري”.

و يرى مؤيد شعبان أن كل المستوطنات الموجودة على الأراضي الفلسطينية “لها طابع توسعي لا يتوقف عند حد معين بمعنى أنها دائمة التوسع ولا تتوقف عن التهام الأرض الفلسطينية”, مضيفا أن الاحتلال الصهيوني لجأ إلى تشييد جدار عازل يحيط بكل مستوطنة لتصبح مناطق عازلة يمنع على الفلسطينيين الدخول إليها, “مما يعني تقليص الجغرافية الفلسطينية لصالح المستوطنين والمشروع الاستيطاني”.

و يعد التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس و العدوان الجائر على قطاع غزة وجهين لعملة واحدة يستخدمها الكيان الصهيوني للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية بعد تقتيل سكانها بأبشع الطرق وتهجير ما تبقى منهم بصفة قسرية و إجبارية, لينسف مشروع قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.