إعطاء فرصة للدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق من شأنه أن ينهي العدوان الصهيوني

إعطاء فرصة للدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق من شأنه أن ينهي العدوان الصهيوني

نيويورك (الأمم المتحدة) –  صوتت الجزائر في مجلس الأمن لصالح مشروع القرار الأمريكي المتعلق بوقف إطلاق النار في قطاع غزة, لإعطاء فرصة للدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق من شأنه أن ينهي العدوان الصهيوني, حسب ما صرح أمس الاثنين الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة, عمار بن جامع.

وفي مداخلته عقب اعتماد مجلس الأمن للنص الذي قدمته الولايات المتحدة, أكد السيد بن جامع أن الوقت قد حان لوضع حد للمجازر في قطاع غزة.

وقال: “لهذا السبب صوتت الجزائر لصالح مشروع القرار, نريد إعطاء فرصة للدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق من شأنه أن ينهي العدوان على الشعب الفلسطيني الذي طال أمده, ونحن مقتنعون أن النص يمكن أن يمثل خطوة نحو وقف فوري ودائم لإطلاق النار”.

كما أبرز أن الوثيقة من شانها أن تسمح بوقف فوري لإطلاق النار “والذي سيستمر ما دامت المفاوضات متواصلة”, معربا عن شكره تجاه الوفد الأمريكي الذي أدرج بعض انشغالات الجزائر في النص النهائي.

وقال الدبلوماسي أن “الجزائر شاركت خلال عملية المفاوضات بحسن نية, وعملت عن كثب مع الفلسطينيين والوسطاء (الولايات المتحدة, قطر ومصر) للتوصل إلى قرار يكفل وقفا فوريا لإطلاق النار”, مبرزا ان هذا النص, مثل أي نص آخر في مجلس الأمن, “بعيد عن المثالية لكنه يعطي بصيص أمل لأن البديل يبقى القتل والمعاناة بشكل مستمر للشعب الفلسطيني”.

حسب السيد بن جامع, يضمن النص على وجه الخصوص عودة النازحين إلى منازلهم في قطاع غزة وفي الشمال, في غضون ستة أسابيع, “وهو ما لا يتوافق مع محاولة الاحتلال الرامية لإخلاء شمال القطاع من سكانه”.

كما يرفض أي تغيير ديموغرافي أو في مساحة غزة وأي منطقة عازلة في القطاع حيث يتعين الانسحاب التام لقوات الاحتلال.

فيما يتعلق بمستوى الدمار غير المسبوق في غزة, جدد المجتمع الدولي من خلال هذا القرار تأكيد التزامه تجاه الشعب الفلسطيني وإعادة اعمار غزة وإقامة دولة فلسطينية كما أبرز بن جامع, مؤكدا أن كل الإجراءات التي تقوم بها قوة الاحتلال لاستبعاد إقامة دولة فلسطينية غير مجدية.

وأكد السيد بن جامع “بالنظر إلى تضامنها مع الشعب الفلسطيني, ستلعب الجزائر دورها وستساهم في مساعي إعادة الاعمار”.

وفيما يخص المجزرة الأخيرة التي ارتكبت السبت في مخيم النصيرات وسط غزة وفي جميع الأراضي المحتلة, جدد السيد بن جامع تأكيد التزام الجزائر بتطبيق مبدأ المسؤولية, واعدا أن “المسؤولين عن قتل الفلسطينيين سيحاسبون أمام العدالة”. “لا أحد يعلو على القانون ولا يمكن أن تستمر مثل هذه الجرائم ضد الإنسانية بلا عقاب”, كما قال.

وأكد السيد بن جامع أنه “نظرا لتاريخنا في النضال ضد الاستعمار يشعر الجزائريون بمعاناة الفلسطينيين الذين لن يقبلوا اطلاقا العيش تحت الاستعمار ولن يتخلوا أبدا عن نضالهم من أجل الاستقلال”.

وذكر الدبلوماسي بأن المبدأ الرئيسي الوحيد للجزائر كان الحفاظ على الأرواح البشرية, قائلا “لا يمكننا البقاء مكتوفي الأيدي بينما تستمر قوات الاحتلال في إبادة الفلسطينيين ولا أن نصمت بخصوص هذا العقاب الجماعي”.

من جهة أخرى, دعا ممثل الجزائر إلى معالجة الأسباب الجذرية للمأساة الفلسطينية وإلا فإنه “لا مفر من مآسي وكوارث ومجازر جديدة “, مطالبا بتنفيذ قرارات محكمة العدل الدولية بشأن العدوان الصهيوني على غزة لتجنب ارتكاب إبادة جماعية جديدة “عاجلا أم آجلا”.

و خلص السيد بن جامع بالتأكيد أنه “لهذا يجب أن يكون هدفنا الأول هو إنهاء الاحتلال”, مجددا “التزام الجزائر الثابت بدعم الشعب الفلسطيني حتى ينال حقوقه غير القابلة للتصرف, بما في ذلك تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.