أدرار: أجواء مميزة لإحياء ليلة القدر المباركة

أدرار – يتميز إحياء ليلة القدر المباركة بولاية أدرار بأجواء مميزة مفعمة بالخشوع عبر المساجد, كما تعتبر فرصة لإحياء تقاليد التضامن بين المواطنين وحافزا قويا لترغيب النشئ في حفظ القرآن الكريم أملا في الظفر بفرصة إمامة المصلين لنيل الاجر و الثواب.

وفي هذا الصدد, أفاد الإمام بمسجد سيدنا إبراهيم الخليل بقصر آدغا بلدية أدرار, أمحمد باحيدة بأن هذه المناسبة الدينية التي يتحراها المسلمون في العشر الأواخر من رمضان خاصة ليلة ال27 من الشهر, تحظى بقدسية عظيمة في أوساط سكان المنطقة، حيث تتطلع معظم العائلات لأن تنال شرف مشاركة أحد أبنائها في إمامة المصلين بهذه المناسبة الدينية بعد اجتهادهم في حفظ ما تيسر لهم من كتاب الله عز وجل.

ولهذا الغرض, يضيف الإمام باحيدة, فإن مختلف مساجد الولاية دأبت على ما توارثه السكان من عادات الأجداد في إحياء هذه الليلة بتهيئة كل الظروف لقيامها بدءا من بعد صلاة المغرب وحتى مطلع الفجر, وذلك بختم القرآن الكريم فيها كاملا بعد أن يتقاسم قراءته الذين تم تعيينهم لهذه المهمة المشرفة من الشباب والكبار.

ونظرا لما باتت تفرضه أذواق المصلين في الاستمتاع بالتلاوة الجيدة والترتيل المحكم للقرآن الكريم في قيام ليالي رمضان ومن بينها ليلة القدر, فقد أصبح من المتعذر ختم القرآن كاملا في هذه الليلة لوحدها كما كان في السابق, مثلما تم توضيحه.

وفي هذا الجانب, عمد القيمون على معظم مساجد الولاية خلال السنوات الأخيرة إلى توزيع إحياء هذه المناسبة على الليالي الوترية في العشر الأواخر من شهر رمضان أو في كاملها تفاديا للضغط والإجهاد والإقتداء بسنة الرسول المصطفى في إحياء وقيام ليالي العشر الأواخر من الشهر الفضيل.

وأوضح ذات المتحدث, أن هذه الليلة المباركة باتت حافزا قويا لترغيب الأبناء والنشء في حفظ القرآن الكريم والعناية بأحكام تلاوته وتجويده أملا في الظفر بفرصة لإمامة الناس سعيا لنيل الأجر و الثواب وتشريف أسرهم وعائلاتهم ببلوغ هذا المقام السامي والتوشح بتاج القرآن.

 

== ليلة القدر مناسبة لمد يد العون للمحتاجين ==

 

وأعرب عدد من الطلبة بالمدارس القرآنية عن شغفهم الكبير بالمشاركة في إحياء وقيام ليلة القدر المباركة لكي يؤموا فيها الناس, مما يولد لديهم شعورا بالفخر والثقة والتحفيز للاستمرار في حفظ القرآن الكريم ونيل رضا آبائهم, وهو ما أبرزه كل من الطالبين أحمد طه حالة وسفيان حنين من المدرسة القرآنية لمسجد سيدنا إبراهيم الخليل, اللذان اجتهدا بشهادة شيخ المدرسة وتألقا في قيام التراويح وإحياء ليلة القدر بهذا المسجد.

ومن العادات الشعبية المتوارثة لدى سكان المنطقة في الاحتفاء بهذه الليلة وتعظيم شأنها هو الاجتهاد في التبرع بكل ما تجود به أيديهم لتوفير الأجواء الملائمة للمصلين في إحياء هذه الليلة من تنظيف للمساجد ومحيطها وتعطيرها وتسخير طاقم لإعداد الشاي إلى جانب التبرع بإعداد وجبات من مختلف الأطباق لإكرام المصلين وتبادل الزيارات بين الأهل والأقارب.

وبدورها تبادر عديد الجمعيات إلى تنظيم أنشطة تضامنية مع الفئات المعوزة من خلال توزيع إعانات إنسانية تحسبا لعيد الفطر وإقامة حملات تطوعية للختان الجماعي بالتنسيق مع مصالح الصحة إضافة إلى توزيع هدايا على هؤلاء الأطفال بهذه المناسبة.

اقرأ المزيد