أبرز 6 علماء مسلمين من شمال افريقيا

أبرز 6 علماء مسلمين من شمال افريقيا

عبد الحميد بن باديس :
هو الإمام الجليل عبد الحميد بن محمد المصطفى بن المكي بن محمد كحول بن الحاج علي النوري بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن بركات بن عبد الرحمن بن باديس الصنهاجي، المولود في مدينة القسنطينة الجزائريّة في عام 1889 ميلادي، والمتوفي في عام 1940 ميلادي، وهو من كبار رجال الإصلاح في الوطن العربيّ، وقد كان رائداً للنهضة الإسلاميّة الجزائريّة، كما أنّه أسس جمعيّة العلماء المسلمين الجزائرين .

كانت البداية لتعلمه على يد الشيخ محمد المداسي؛ حيث حفط القرآن الكريم وختمه وهو في الثالثة عشرة من عمره، ونتيجة لإعجاب الشيوخ بصوته، وتجويده، وحفظه كان يصلي بالناس صلاة التراويح واستمر بذلك لمدة سنتين ، كما تلقى مجموعة من العلوم الإسلاميّة والعربيّة في جامع سيدي عبد المؤمن على يد كبار الشيخ، منهم الشيخ حمدان الونيسي، وفي عام 1908 ميلادي التحق بمسجد الزيتونة، فتعلم من كبار علمائها، وسافر عام 1913 ميلادي فوصل للحجاز، والشام، ومصر، وأدى فريضة الحج، وحرص خلال رحلته هذه على التواصل مع علماء كبرى العواصم العربيّة.

وفي سنة 1924 كان قد عاد جمع من الشيوخ من المشرق الإسلامي . فقد عاد الشيخ الطيب العقبي من الحجاز وأقام بسيدي عقبة، وأسس جريدة الإصلاح، وعاد الشيخ البشير وأقام بسطيف، وعاد العربي التبسي من القاهرة حيث كان يدرس بالأزهر ليقيم بتبسة.. وفي هذه السنة عادت فكرة تنظيم العمل ولم شمل الجهود، فكانت التسمية المقترحة من طرف الشيخ باديس التي تقدم بها لأخيه البشير “جمعية الإخاء العلمي” وطلب منه وضع قانون أساسي لها، ولكن الأمور تعطلت لأسباب نجهلها.. وفي نفس الوقت، أسس جريدته الأولى “المنتقد” وهي جريدة ناقدة ، حادة في أسلوب نقدها، شعارها “انتقد ولا تعتقد” ردا على الصوفية المنحرفة التي كانت تلقن مريديها أن يكونوا بين أيدي الشيوخ كالميت بين يدي الغسال…، ثم تعطلت بسبب حدة طروحاتها، حيث لم تعمر ولم يصدر منها غير 18 عددا، ثم استبدلت بجريدة “الشهاب” التي كان شعارها الإصلاحي “لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها” .

أما في الشق السياسي فقد كان الشعار “جميع الحقوق لمن قاموا بكل الواجبات”. في سنة 1931 تأسست جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وانتخب رئيسا لها في غيابه، فقاد الجمعية برضا الجميع؛ بل يعود له الفضل الكبير في تنوير الرأي العام وإنضاجه إلى المستوى الذي آل إليه عشية تأسيس الجمعية، حيث كان جل شيوخ الجمعية ومؤسسيها من تلاميذه بالجامع الأخضر، وإخوانه القادمين من الزيتونة والحجاز والأزهر. ورغم أن رئاسته للجمعية قد استمرت إلى أن توفاه الله سنة 1940، فإن مجلة الشهاب لم تتوقف، وبقيت تصدر باسمه، إلى جانب منشورات الجمعية –الصراط، السنة، الشريعة وأخيرا البصائر .

الإدريسي :
هو أبو عبد الله محمد بن محمد الإدريسي الهاشمي القرشي، ولد ا في العام 1100م، في مدينة سبتة الواقعة في المغرب الأقصى، ولاقته المنية في العام 1166م، تلقى علمه في البيلق، وزار العديد من البلاد كالحجاز، ومصر، وتهامة، إلى أن وصل لعدة سواحل كساحل فرنسا وانجلترا، وشدّ الرحال إلى كلٍّ من القسطنطينية سواحل آسيا الصغرى، وعاش فترةً من حياته في مدينة صقلية، حيث كان أحد الضيوف الذين حلو على ملكها روجر الثاني   وهو أحد العلماء المسلمين، الذين برعوا في علم الجغرافيا، وهو أهمّ مؤسّسٍ من مؤسسين هذا العلم، بالإضافة إلى دوره في الأدب، والشعر، وعلم النبات، وقد درس الكثير من التخصّصات كالفلسفة، والطب، والنجوم في مدينة قرطبة، وتمّ الاستعانة بمصوراته وخرائطه في الكثير من الكشوفات التي حدثت في عصر النهضة الأوروبية، بالإضافة إلى دوره في تحديد الاتجاهات المختلفة للأنهار، والبحار، والمرتفعات، وتقديم الكثير من المعلومات حول المدن الرئيسية، ومعرفة حدود دول مختلفة.

يعتبر كتاب (نزهة المشتاق في اختراق الآفاق)، من أهمّ المؤلفات التي ألفها الإدريسي، وأُطلق عليه عدّة مسميات ككتاب روجر، أو الكتاب الروجري، نسبةً إلى الملك روجر؛ لأنّه هو من طلب من الإدريسي تأليف هذا الكتاب، بالإضافة إلى أنّه طلب منه أن يصنع كرةً من الفضة، وينقش عليها صورةً خاصّةً بالأقاليم السبعة، إلّا أنّ بعض الأقاويل التي ذكرت أن الكرة الفضية قد تحطمت، عند قيام إحدى الثورات في صقلية، وحدث ذلك بعد أن تمّ الانتهاء من صنعها بوقتٍ قصير .

محمد البشير الابراهيمي :
أحد أبرز علماء  الجزائر دعوة وجهادا، كان واسع المعرفة بالفقه والتشريع وعلوم اللغة والأدب، ترأس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بعد وفاة مؤسسها العلامة عبد الحميد بن باديس، سخّر علمه وقلمه لخدمة وطنه وللدفاع عن اللغة العربية، وقد كانت مواقفه الجريئة سببا في وضعه تحت الإقامة الجبرية حتى وفاته.ولد البشير الإبراهيمي يوم الخميس 14 شوال 1306هـ الموافق 13 يونيو/حزيران 1889م، في قرية رأس الوادي بالشرق الجزائري ونشأ في عائلة عريقة في العلمبدأ في حفظ القرآن الكريم في الثالثة من عمره على يد عمه الشيخ المكي الإبراهيمي، الذي كان له الفضل الأكبر في نشأته وتربيته. في التاسعة من عمره أتم حفظ القرآن، وحفظ ألفية ابن مالك وابن معط الجزائري، وألفيتي الحافظ العراقي في السير والأثر، وبعد وفاة عمه تولى تدريس طلبته وهو في الرابعة عشرة من عمره، وظل على ذلك حتى بلغ العشرين .

في أواخر 1911 هاجر إلى المدينة المنورة على إثر والده متخفيا، خوفا من بطش الاحتلال الفرنسي، ومر في طريقه بالقاهرة وحضر فيها عدة مجالس علم في الأزهر.بعد وصوله المدينة المنورة لازم كلا من الشيخ العزيز الوزير التونسي ، والشيخ حسين أحمد الفيض أبادي الهندي، وعلى أيديهما استزاد من علم الحديث رواية ودراية، ومن علم التفسير على يد الشيخ إبراهيم الأسكوبي، وهناك التقى بالعلامة عبد الحميد بن باديس رائد النهضة الإصلاحية بالجزائر.تبنى البشير الإبراهيمي التوجه الإسلامي الوطني، ودافع عن ذلك في مقالاته وكتبه وخطبه أيام الاستعمار وبعد الاستقلال، وقد ضاقت حكومة ما بعد الاستقلال بانتقاداته لتخليها عن المبادئ الإسلامية، وقررت عزله عن الناس ووضعه في الإقامة الجبرية .

ترك البشير الإبراهيمي العشرات من المؤلفات منها “شعب الإيمان”، و”حكمة مشروعية الزكاة في الإسلام” و”الاطراد والشذوذ في العربية”، و”أسرار الضمائر العربية” و”كاهنة الأوراس”، و”الأخلاق والفضائل”، وغيرها. جمعت مقالاته بمجلة البصائر في كتاب “عيون البصائر”. وله “ملحمة شعرية” في تاريخ الإسلام ، تضم نحو 36 ألف بيت. توفي البشير الإبراهيمي في منزله، وهو رهن الإقامة الجبرية يوم الخميس 20 مايو/آذار 1965 .

ابن خلدون :
ابن خلدون ابن خلدون هو وليّ الدين عبد الرحمن بن خلدون ، ويُكنّى بأبي زيد،ولابن خلدون مكانة علميّة وفكريّة مُميَّزة ؛ وذلك لدوره في صناعة التاريخ، فلم يعتمد فقط على تدوين الوقائع والأخبار، بل حرص على تحليلها وفهمها، وربَط تحرُّكاتها مع منهج مُحدّد؛ وهذا ما جعل بعض المُفكّرين يرَون أنّ ابن خلدون هو من أسّس التاريخ كعلمٍ مستقلّ ، وُلِدَ ابن خلدون في تونس في عام 332م الموافق لعام 732هـ . وهو ينتمي إلى أصول أشبيليّة أندلسيّة ، ودرس العديد من العلوم بالاعتماد على علماء الأندلس الذين انتقلوا إلى تونس ..

وفي مرحلة الشّباب خدم ابن خلدون في مدينة فاس في بلاط بني مرين ؛ ممّا عزّز تواصله مع الوزير لسان الدين بن الخطيب عندما نُفِي إلى المغرب و ساهم في بناء الأُسُس الأولى لعلم الاجتماع و ألّفَ ابن خلدون أثناء حياته العديد من المُؤلّفات، منها شرح البردة، وكتب مُلخّصاتٍ حول كُتب ابن رشد، وألّف كتاباً في علم الحساب ، وكتاب المُقدّمة المشهور الذي تُرجِم من اللغة العربيّة إلى العديد من اللغات، مثل اللغات الفرنسيّة، والإيطاليّة، والتركيّة، إضافةً إلى ما سبق فإنّ ابن خلدون يُصنَّف ضمن الشعراء المُجيدين ، ولكنّ دراسته للعلوم جعلته قليل الإتقان في نَظم الشّعر .

يُصنَّف ابن خلدون كأحد روّاد تطبيق الصورة الاستقرائيّة في مجال المنهج العلميّ، وتحديداً في مجال العلوم الإنسانيّة، كما يُعدّ من الروّاد الأساسيين في علم الاجتماع؛ بسبب اهتمامه بالحياة الاجتماعيّة، ولم يتوقّف عند فهم المسائل الاجتماعيّة وإدراكها بل اهتمّ بالبحث الاجتماعيّ، والمنهج العلميّ، وصياغة عدّة قوانين ، وساعده ذلك على تعزيز الرّبط بين أصول البحث العلميّ وأُسُسه، وعلم الاجتماع، والفلسفة .

يتميّز منهج ابن خلدون وأسلوبه في الدراسات الاجتماعيّة بثلاث ميّزات، وهي: الشّموليّة: هي نظرة ابن خلدون الشموليّة إلى الظواهر الاجتماعيّة؛ عن طريق إشارته إلى أهميّة الاجتماع، وتوضيح خصائصه، وشمول جوانبه كافّةً؛ سواء البيئيّة، أو الجغرافيّة، أو التاريخيّة. الموضوعيّة: تظهر في تعريفات ابن خلدون للأحوال البشريّة والعمران البشريّ، ووضّحها باستخدام عدّة أمثلة من الواقع، كما اعتمد في الواقعيّة على المبادئ النفسيّة، وتكلّم عن الفكر الإنسانيّ، وأنّ الحوادث الواقعيّة تحدث بناءً على الفكر، وأشار أيضاً إلى العقل التجريبيّ، وطريقة حدوثه. النظرة التكامُليّة: هي ربط ابن خلدون بين الواقعة الفرديّة والوقائع الاجتماعيّة، وأشار إلى ذلك في كتاب المُقدّمة، ويُعدّ دليلاً على أنّه نظر إلى المجتمع بصفته مترابطاً بكافّة أجزائه، كما أكّد على أهمية الصّيرورة والتأثير المتبادل في المجتمع، وأشار إلى ذلك أثناء تقييمه للمنطق؛ حيث يرى أنّه منهج بحثيّ وعلم من العلوم.

مالك بن نبي :
مالك بن نبي هو أحد أعلام العرب المتخصّصين في مجال الفكر الإسلاميّ خلال فترة القرن العشرين، وهو أحد الأشخاص الذين ساهموا في إحداث نهضة فكريّة إسلاميّة في العالم، ويُعتبر واحداً من الأشخاص الذي أكملوا مسيرة ابن خلدون في مفكرته، وكانت جميع اهتمامات مالك تصبّ حول مشاكل الحضارة التي حثّ على العناية بها، وكانت جهود مالك تعتمد بشكل رئيسيّ على الأسلوب التحليليّ؛ حيث يعرض في كتاباته أبعاد المشكلة، والعناصر الرئيسيّة التي يعتمد عليها في عمليّة الإصلاح .

ولد مالك بن نبي في اليوم الخامس من شهر ذي القعدة لعام ألف وثلاثمئة وثلاثة وعشرين هجريّة في مدينة قسنطينة الموجودة في الجزء الشرقيّ من البلاد الجزائريّة، عاش مع أسرته الإسلاميّة المحافظة؛ حيث كان والده يعمل في مجال القضاء الإسلاميّ، وقد درس مالك القرآن وهو صغير، ثم انتقل ليكمل تعليمه الابتدائيّ في المدرسة الفرنسيّة تمكّن مالك أن يكتب العديد من المؤلفات الكثيرة المختلفة حول الكثير من القضايا الموجودة في العالم، ووضعت جميع مؤلفاته تحت اسم مشكلات الحضارة، وبدأ عمليّة الكتابة في العاصمة الفرنسيّة باريس، ثم كتب بعض سلسلاته في الجزائر، ومصر، ومن أهم هذه المؤلفات:[٣] الظاهرة القرآنية. شروط النهضة. وجهة العالم الإسلامي. الفكرة الإفريقية الآسيوية. الشعب الجزائري يباد.. النجدة. فكرة كومنولث إسلامي. مشكلة الثقافة. الصراع الفكري في البلاد المستعمَرة . حديث في البناء الجديد. تأملات. في مهبِّ المعركة. آفاق جزائرية. مذكرات شاهد للقرن “الطفل”. القضايا الكبرى. إنتاج المستشرقين. الإسلام والديمقراطية. مذكرات شاهد للقرن “الطالب”. معنى المرحلة. مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي . دور المسلم ، ورسالته في الثلث الأخير من القرن العشرين .. بين الرشاد والتيه . المسلم في عالم الاقتصاد. من أجل التغيير . ميلاد مجتمع ..

عبد الرحمن الثعالبي :
هو عالم دين جزائري .. هو أبو زيد عبد الرحمان، بن محمد،بن مخلوف، بن طلحة، ابن عامر ابن نوفل ، بن عامر، بن موصور بن محمد، بن سباع، بن مكي ابن ثعلبة بن موسى، بن سعيد بن مفضل، بن عبد البر، ابن فيسي، ابن هلال، ابن عامر، بن حسان، بن محمد بن جعفر، بن أبى طالب ، فهو جعفري النسب, لقد تأثر الثعالبي في تفسيره بمصادر مشرقية، كما تأثر بمصادر مغربية وأندلسية، فجاء تفسيره مزيجا بين الفكر المشرقي والفكر المغربي، حيث ضمنه المهم مما اشتمل عليه تفسير ابن عطية، وزاده فوائد من غيره من كتب الأئمة، وثقات أعلام هذه الأمة، حسبما رآه أو رواه عن الأثبات، وذلك قريب من مائة تأليف، وما منها تأليف إلا وهو منسوب لإمام مشهور بالدين، ومعدود في المحققين إذا كان معروفا عن الشيخ عبد الرحمن الثعالبي ، أنه عالم زمانه في القطر الجزائري في علوم التفسير ، العقيدة ، الفقه ، والتصوف ، وغيرها من العلوم الدينية الأخرى التي خلدها من خلال مؤلفاته العديدة .

من مؤلفاته كتابي: الدر الفائق، الأنوار المضيئة بين الحقيقة والشريعة، وله ايضا. جامع الأمهات للمسائل المهمات مخطوط بالمكتبة الوطنية بالجزائر وهو في الفقه . وله رياض الصالحين وتحفة المتقين في التصوف مخطوط بالمكتبة الوطنية الجزائر تحت رقم 833. وله مخطوطات في التوحيد واللغة والفقه في تنبكتو بالنيجر الشاوي التاريخي .
توفي يوم الجمعة 23 رمضان 875هـ منتصف شهر مارس 1471م. ودفن في زاويته بالجزائر العاصمة حيث ضريحه بها إلى اليوم في مقبرة سيدي عبد الرحمان الثعالبي .

و أنت ، هل تعرف علماء مسلمين آخرين من شمال افريقيا ؟ أذكرهم


شاركنا رأيك في أبرز 6 علماء مسلمين من شمال افريقيا

شاهد ايضا