مسجد “ميزومورتو”..معلم تاريخي يروي قصة مخفية ومميزة

مسجد “ميزومورتو”..معلم تاريخي يروي قصة مخفية ومميزة

مسجد ميزومورتو – جامع العرصة – الكبير
جامع الباشا الحاج حسين ميزمورطو كان الحاج حسين من مشاهير باشوات (حكام) الجزائر، وقد بنى جامعا من أهم جوامع المدينة، كونه كبيرا وبصومعة رشيقة محلاة بالزليج، وكان من جوامع الخطبة، وكانت للجامع مئذنة وقبة متميزة وأصيلة، كبيرة ومنخفظة للارض بشكل مفرط مثمنة الشكل تعلوها كرتان نحاسيتان متراكبتان، حيث كان مركز الجزء السفلي منها هو الأكبر، يبلغ 47م فوق مستوى سطح البحر.
وقد بني حوالي 1097هـ/1685م، على أنقاض جامع صغير ودكاكين وفرن، حيث يقول البر ديفولكس لم أجد أي معلومات من هذا القبيل لمعرفة اسم مؤسسه، ولا تاريخ بنائه.
و كان يحتوي على منشآت الطهارة كمراحيض عامة مع نوافير وحمام بارد، متمثلة في غرفة يأتي اليها الفقراء ليغتسلوا و يتوضؤا بالماء البارد الذي يُحضر لهم في أباريق معدنية
كما سمي أيضًا بجامع العرسا (العرصى)، بسبب وجود عمود كبير يرتكز عليه سباط جميل مثله مثل حمام العرسا المؤدي لشارع شارتر ويهمين عليه الجامع.
وأوقف عليه الباشا أوقافا كثيرة إلى جانب الجامع مدرسة، وكان له خطباء وأية ومدرسون ووكلاء وموظفون آخرون اشتهر بهم الجامع، ومن جملة ما أوقف عليه أراضي ودكاكين وسوقا وأوكل عليه مجلس إدارة أملاك مكة والمدينة، وقد وزع الوقف على إصلاح الجامع وتنظيفه وأداء الصلوات فيه، وقراءة الذكر والحديث، فخصص ستين دينارا للخطيب وأربعين للإمام وخمسة وثلاثين للمدرس المالكي والمحدث، وثمانية للمسمع، وأربعة لقراء كتاب (تنبيه الأنام)، وخمسة وثلاثين لإدارة الوقف، بالإضافة إلى حصص للمؤذنين والحزابين وقارئي (المحمدية) والمنظفين، كما نص عليه أن يتعمل باقي دخل الوقف في شراء حاجات الجامع، أما الفائض منه فيعود إلى أملاك مكة والمدينة، ومن الذين كانوا يتقاضون مرتبا من أوقاف الجامع (ابن الشاهد)، حيث تولى الفتوى والتدريس بالجامع سنة 1196 هـ.
بعد صدور مرسوم يوم 8 سبتمبر 1830 تم مصادرة الأملاك الوقفية و صرح بأنها أملاك عامة تابعة للدولة ( الدومين)، فانتهكت حرمتة كمؤسسة دينية، حيث استولى عليه الجيش وحول الى منشأة عسكرية صحية (مستشفى عسكري)، وفي سنة 1836 سلمه الجيش إلى الإدارة المدنية والحق بالأملاك العامة، فشرعت في هدمه ودام ذلك، كما يقول ديفوكس، ثمانية عشر شهرا، وقد دخل الجزء الكبير من ترابه في الطريق العام، ودخلت أطرافه في المنازل المجاورة مثل دار بازار فيالار.
وقد تحدث بيربروجر في كتابه (الجزائر المصورة والتاريخية والأثرية) عن جامع الحاج حسين باشا فقال إنه كان أحد المعالم العربية لمدينة الجزائر التي يأسف المرء على هدمها، وقد وصفه كما وصف منارته التي قال إنها تقع في أحد أطرافه جهة باب عزون، وكانت مزينة بالزليج، وكانت تتصاعد في الجو برشاقة وأصالة، ولها ثلاثة أدوار وتقوم على أربعة أعمدة، واعتبر بيربروجر هذا الجامع من المباني العظيمة من الوجهة العمرانية، وكان بيربروجر معاصرا لهدم هذا الجامع وغيره، لأنه جاء الجزائر سنة 1835
ابان الاحتلال كانت أبواب هذا الجامع، على شارع باب عزون، تحمل الأرقام 414 و 406 ، وتلك التي فتحت في شارع شارتر رقم 2 و 4،
من هو ميزومورتو؟
الحاج حسين باشا الداي – الحاج حسين الايطالي – ميزومورتو (نصف ميت) – ميزوقورصان – وتجده بتهجئة :
(ميزومورطو – ميزومرطورا – مزمرطوا)
ذو أصول إيطالية اسلم بعدها في الجزائر، كنيته ميزومورطو أو بالايطالية mezzo morto أي نصف ميت، جراء الاصابة المميتة التي تلقاها في معركة بحرية مع الاسبان ونجى منها.
كان له دور هام في سياسة الجزائر العامة، فقد تولى الباشوية (تمثيل السلطان) والدايليك (الحكم الحقيقي) ثم تخلى عن الوظيفة الأخيرة إلى نائبه (كاهيته) إبراهيم خوجة، وعندما تآمر عليه هذا عاد إلى الجمع بينهما وهرب إبراهيم خوجه بحياته، وقد تولى (ميزمورطو) فيما بعد قبطان الأسطول العثماني ومات في جزيرة شكيو التي انتصر فيها، وقد تحدث عنه أيضا ابن حمادوش وابن المفتي، ويقال إن الحاج حسين كان مريضا وضعيف البنية، ولذلك كان الأوروبيون يسمونه ميزمورطو أي نصف الميت، أما المسلمون فيسمونه الحاج حسين.
اشتهر بقضية قذف لوفاشي في المدفع بابا مرزوق !!!، وفترة قصف المدينة من طرف أبراهام دوكاسن التي سنتكلم عنها لاحقا ان شاء الله
المراجع :
أبو القاسم سعد الله، تاريخ الجزائر الثقافي
مجاهد يمينة، تاريخ الطب في الجزائر في ظل الاستعمار الفرنسي 1830-1962

شاركنا رأيك في مسجد “ميزومورتو”..معلم تاريخي يروي قصة مخفية ومميزة

شاهد ايضا